Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSaturday 20/07/2013 Issue 14905 14905 السبت 11 رمضان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

قبل عام، التقيت بمعالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، فسألني عن رأيي بالتطويرات القائمة على القنوات التلفزيونية، أعطيته رأيًا سريعًا كان عنوانه التطور الملحوظ لقنواتنا، مع الوقوف على بعض الملاحظات السلبية البسيطة التي آمل تلافيها حتى تظهر قنواتنا الحبيبة بالشكل الذي يليق بنا، والذي يوائم جهود المخلصين للرقي والنهوض بها. لكنني توقفت، وأظن معالي الوزير يتذكر هذا، عند قناة “أجيال” وقلت له عن رأيي بكل صراحة، إذ تابعتها بعضًا من الوقت، ووجدت أنها قناة ضعيفة وهزيلة، لا تليق باسم السعودية، ولا تقدم محتوى قادرا على جذب الطفل، كما أنني على ثقة بأن خروج هذه القناة لم يأتِ لمجرد اكتمال منظومة عدد من القنوات التلفزيونية، إنما أتى بإيمان وهدف نبيل موجه إلى الطفل السعودي.

لن أبالغ إن قلت أن قناة “أجيال” هي قناة مهملة، لا من جهة الإدارة التشغيلية، ولا من جهة (الطفل) المشاهد، وأتذكر أنني بعد لقاء الوزير، بدأت بتوجيه سؤال لمجموعة من الأطفال المقربين عن هذه القناة وكانوا جميعهم لا يعرفوها، مما يؤكد أنها بالفعل لم تتمكن من اجتذاب المشاهد المُستهدف.

كل هذه الأخبار المحزنة عن قناة “أجيال” لا توازي شيئًا عن الجريمة الفظيعة التي تمت قبل أيام بحق طفلة بريئة فيما يسمى ببرنامج (مقالب مذيع) تابعت تلك الحلقة الخالية من أي نوع من أنواع الطرافة، وهذا بعيدًا عن الجريمة، فالمذيعة ومن معها فيهم من السماجة ما لا يقل عن سماجة بعض ممثلي (واي فاي) فحتى من أراد أن يُقدم برنامجًا فكاهيًا عليه أن ينتقي فيمن يقدمه مواصفات “خفة الدم”. وواقعيًا، هذه النوعية من البرامج لا يُمكن أن تُقدم للطفل، ولا أن يكون بطلاً لها، وأجزم أن هذا البرنامج الذي يخلو من الابتكار والطرافة، لم يُعرض على أي متخصصة أو متخصص في برامج الأطفال أو في علم النفس، فلا يُمكن لعاقل أن يقبل بهكذا برنامج لطفل -قد- يعيش كل حياته بمرض نفسي جراء هذا الموقف، فذهن الطفل وطبيعة تقبله للمواقف تختلف تمامًا عن البالغ، كما أن كل العُقد والأمراض النفسية -بحسب المتخصصين- تنشأ في سن الطفولة، حتى وإن لم تظهر في حينها، لذا دومًا التحذير من تعرض الطفل إلى هزات نفسية، أو مواقف سلبية، تظل تأثيراتها مستمرة معه مدى الحياة، إذ إن طبيعة عقل الطفل التي تلتقط كل التفاصيل وتخزنها عكس البالغ الذي بإمكانه تجاوز المواقف السلبية واستئناف حياته مجددًا، هذه الطبيعة جعلت مرحلة الطفولة هي الأهم في حياة كل إنسان، ودومًا أطباء النفس يسألون الشخص المريض عن مرحلة طفولته، فما من مرض نفسي إلا وخلفه طفولة غير سوية، ومن النادر أن نجد شخصًا عاش طفولة سوية ظهرت عليه أي سلوكيات غير سوية في كِبره!

إن ما فعلته قناة “أجيال” هو جريمة بحق الطفولة، وإن قامت هيئة الإذاعة والتلفزيون بإيقاف البرنامج ومساءلة القائمين عليه وتقديم اعتذار للطفلة، فهذا كله غير كاف، لأن الأهم هم أهل الطفلة إن كانوا قد شاركوا بالجريمة أم حدثت دون علمهم؟ فالإجابة على هذا السؤال يجب أن تعيد كثيرًا من الحسابات!

ولعل ما حدث يجعل هناك إعادة نظر في القناة ككل، فإما أن تُقدم مادة مكتملة الجوانب، أو تلجأ إلى قرار إغلاق القناة لعل هذا يكون فيه حفظ لماء الوجه!

www.salmogren.net

مطر الكلمات
محاكمة قناة أجيال!
سمر المقرن

سمر المقرن

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة