Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSaturday 20/07/2013 Issue 14905 14905 السبت 11 رمضان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

الأمين العام لمؤسسة سلطان الخيرية الأمير فيصل بن سلطان بن عبدالعزيز في حوار لـ«الجزيرة»:
ستبقى مؤسسة سلطان الخيرية «نبع إحسان للمحتاجين».. كما كانت في عهد مؤسسها (يرحمه الله)

رجوع

ستبقى مؤسسة سلطان الخيرية «نبع إحسان للمحتاجين».. كما كانت في عهد مؤسسها (يرحمه الله)

الجزيرة - حوار - علي بلال:

أكد صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلطان بن عبدالعزيز، الامين العام لمؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية أن اسم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله- ومشروعاته في مختلف المجالات تظل منارة للعمل الإنساني.

وكشف سموه في حوار لـ»الجزيرة» عن أن المؤسسة تعمل على دراسة استحداث برامج نوعية مع شركات التأمين لتوفير تغطية تأمينية شاملة لبرامج التأهيل، وعقد مؤتمر دولي لإصابات الحبل الشوكي في فبراير 2014 بالتعاون مع مشروع ميامي لعلاج الشلل.. وإلى نص الحوار:

* سمو الأمير.. أصدقكم القول، بعد رحيل سلطان الخير، صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز -يرحمه الله- تخوف البعض على مستقبل المؤسسة، وبات السؤال المطروح.. هل ستستمر بنفس الزخم من الأنشطة والتوسع؟

- في الاجتماع الأول لمجلس أمناء المؤسسة بعد رحيل سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز -يرحمه الله- أجمع الأعضاء على أن نظل على دربه سائرين ولنهجه سالكين، وأن يظل اسمه ومشروعاته في مختلف المجالات منارة يُستهدى بها في كل زمان ومكان وأن نتعاهد بأن نبذل من الجهد الصادق والإخلاص في العمل ما يثري هذه المشروعات ويدفع بها إلى آفاق أرحب وأوسع وأن تظل المؤسسة نبع خير وفضل وإحسان للمحرومين والمحتاجين.. فهكذا كان سلطان الخير وتلك كانت توجيهاته وتوجهاته ونحن سائرون على ذلك بحول الله.

وأستطيع القول إنه بعد انقضاء عامين، كان هناك جهوداً ملموسة نحو الوفاء بالوعد والالتزام بالعهد بأن تبقى المؤسسة رائدة في توجهاتها، فاعلة في أدائها، شريكة للوطن والمواطن في مسيرة التنمية المستدامة. فقد سعينا بكل جد للحفاظ على ما حظيت به المؤسسة محلياً وإقليمياً وعالمياً من سمعة طيِّبة ومكانة متميِّزة اكتسبتها بفضل من الله ثم بدعم ورعاية سمو المؤسس -رحمه الله- حيث كان لها الريادة في تبني برامج متفرِّدة وصلت معظم مناطق المملكة وتعاملت مع الإنسان بشكل مباشر، كما تعدت حدود الوطن لتصل إلى بقاع العالم المختلفة الأمر الذي جعلها تقود العمل الخيري على مستوى إقليمي وتساهم في تطويره وتنميته ودعم جهوده.

* سمو الأمير.. بعد النجاح المميز الذي حققته مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية، هل هناك توجه للتوسع في خدماتها؟

- ظلت مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية تتبوأ موقعها الرائد كماً ونوعاً، بل شهدت نقلة توسعية تتواكب مع مساحة الثقة التي تحتلها داخل وخارج المملكة، وأيضاً حجم الإقبال المتصاعد على خدماتها، حيث رعى سيدي صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، رئيس مجلس الأمناء تدشين عدد من المرافق التطويرية بالمدينة، ومنها توسعة المبنى رقم (7) والمبنى رقم (8) (مباني التنويم) لتصل الطاقة الاستيعابية للمدينة إلى (400) سرير.. ويضم المبنيان أربعة أقسام تنويم متخصصة في برامج تأهيل إصابات الدماغ، تأهيل إصابات الحبل الشوكي، تأهيل إصابات السكتات الدماغية وهي من البرامج التي ثبتت الحاجة الماسة لها. كما أن المدينة سعت منذ سنوات لتقديم برامج الرعاية التأهيلية المتخصصة وليس التأهيل العام وهذا مما عزز معدلات الشفاء لدى المرضى من خلال تقديم برامج علاجية وجراحية في التخصصات الطبية الدقيقة وبما يلبي احتياجات المرضى على مختلف الأمراض والفئات العمرية.

كما ضمت التوسعة الشروع في إنشاء مركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز التخصصي للأطراف الصناعية والذي يعتبر الأكبر من نوعه في الشرق الأوسط وهو خطوة متفرّدة لتوطين صناعة الأجهزة التعويضية المتطورة ومن المقرر بمشيئة الله أن يستقبل المركز بعد التوسعة 9.000 زيارة للمرضى مقارنة بـ 3.000 زيارة للمركز الحالي بالمدينة، وسيتم تصنيع أطراف صناعية وأجهزة تعويضية على مستوى متقدم من التقنية، حيث يعتبر المركز الوحيد المعترف به من قبل شركة أوتوبوك الألمانية المتخصصة في صناعة الأطراف الصناعية ومن المتوقع اكتمال المركز في الربع الأول من عام 2014م.

* سمو الأمير.. كيف تقرؤون تضاعف أرقام المرضي المحولين لمدينة سلطان للخدمات الإنسانية من قبل المستشفيات الحكومية؟

- تقول لغة الأرقام إن أعداد المستفيدين من خدمات المدينة منذ افتتاحها وصل إلى 585 ألف مريض، وهذا بالطبع يجسد تنامي الثقة في هذا الصرح العلاجي التأهيلي العالمي الأمر الذي يتأكد بصفة يومية من خلال تقديم رعاية طبية وجراحية متقدمة وفقاً لأفضل معايير الجودة ورعاية وسلامة المرضى، كما أن تطور الشراكة مع وزارة الصحة وزيادة أعداد المرضى المحولين بنسبة 48% يعد مؤشراً قوياً على مدى استفادة المرضى من برامج المدينة التخصصية، ونحن نفخر في المؤسسة بأن المدينة باتت بديلا كفؤاً للعلاج بالخارج بما يعنيه ذلك من تقليل لمصاعب الاغتراب والإنفاق العالي وما يبعث على الفخر أيضاً اعتماد المدينة كجهة مرجعية لتحديد مدى حاجة المرضى للعلاج في الخارج وفى إطار هذه الثقة الحكومية المجتمعية تم تدشين شراكة بين المدينة وعدد من الجهات الحكومية وغير الحكومية وعلى رأسها وزراة الصحة ووزارة التربية والتعليم، كما بدأ التشغيل التجريبي لمركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز للخدمات المساندة للتربية الخاصة التابع للوزارة وشركة تطوير القابضة ويقدم المركز خدمات الرعاية التأهي لية والكشف والتدخل المبكر والتربية الخاصة وسيتم الافتتاح الرسمي للمركز بداية العام الدراسي القادم بحول الله.

* وماذا عن الخطط المستقبلية للمدينة؟

- نعمل على الوصول بالطاقة الاستيعابية للمدينة إلى سعة 441 بعد تشغيل مركز تنمية الطفل بنهاية 2013.، إضافة إلى مشروع توسعة قسم العناية المركزة من 10 أسرة حالياً إلى 40 سريراً وإطلاق برامج تأهيل متخصصة مثل برنامج التأهيل القلبي والتوسع في برنامج الرعاية الصحية المنزلية، وسنعمل على دراسة استحداث برامج نوعية مع شركات التأمين لتوفير تغطية تأمينية شاملة لبرامج التأهيل. ونسعى لعقد مؤتمر دولي لإصابات الحبل الشوكي في فبراير 2014 بالتعاون مع مشروع ميامي لعلاج الشلل ومن جهة أخرى وبناءً على توجيه مجلس الأمناء تمّ تكليف شركة استشارات عالمية متخصصة بهدف دراسة التوجه الإستراتيجي للمدينة والبرامج التوسعية للمدينة لتقديم خدماتها للمرضى في أماكن متعددة وتم الأخذ بعين الاعتبار في الدراسة رؤية المؤسس يرحمه الله ورسالة المدينة وأهدافها.

* سمو الأمير.. ننتقل إلى محور آخر في إستراتجية المؤسسة، وهو محور التنمية الاجتماعية.. هل أنتم راضون عن ما تحقق في هذا الجانب؟.. وما هي أهم المشروعات القائمة حالياً؟

- يعد برنامج الإسكان الخيري الذي تتبناه المؤسسة حجر الزاوية في محور التنمية الاجتماعية حيث يستهدف هذا البرنامج توفير بيئة عمرانية حضارية تحقق الاستقرار والنماء للأسر المحتاجة وفي هذا الإطار رعى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة وبحضور رئيس مجلس أمناء المؤسسة صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز توزيع وثائق التخصيص للمستحقين بمشروع الإسكان الخيري بالليث الذي شمل مائتي (200) وحدة سكنية وبلغت تكلفته إنشاءً وتأثيثاً سبعة وسبعين مليوناً وتسعمائة ألف ريال، كما أمر سمو رئيس مجلس أمناء المؤسسة بتشييد مسجد جامع يتسع لأربعمائة مصلٍ، ويخدم ساكني المشروع والمناطق المحيطة به وقد تم البدء بأعمال التشييد والإنشاء.

وفي تبوك سيتم قريباً تسليم وحدات المشروع والبالغ عدد وحداتها (250) وحدة سكنية موزعة على تسعة مواقع مختلفة في المحافظات والقرى التابعة للمنطقة.

وفي حائل قاربت الأعمال الإنشائية في مشروع الإسكان الخيري الذي يضم (50) وحدة سكنية على الانتهاء كما تم التعاقد مع جهة محلية لتأثيث الوحدات وتضمنت هذه المرحلة إنشاء مسجد جامع يتسع لنحو ألف مصل لتكتمل بذلك منظومة خدمات المشروع بحيث جعلت منه بيئة اجتماعية حضارية متطورة شملت المرحلتين الأولى والثانية من مشروعات الإسكان الخيري بمنطقة حائل والبالغ عددها (150) وحدة سكنية مؤثثة إضافة إلى مسجد جامع ومبنى للجمعية الخيرية بالحائط.

وبهذا تكتمل برامج المؤسسة للإسكان الخيري التي شملت سبعاً من مناطق المملكة بإجمالي 1.246 وحدة سكنية بلغت تكاليف إنشائها وتأثيثها ما يقرب من 400 مليون ريال.

وتعزيزاً لدور المؤسسة التنموي وفي إطار ريادتها في تبني قضايا وطنية لها الأولوية وجّه صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز رئيس مجلس جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه بأن تكون الجائزة ضمن برامج المؤسسة اعتباراً من دورتها القادمة الأمر الذي يمثٍّل صفحة جديدة في دور المؤسسة التنموي ليس فقط على الصعيد المحلي بل أيضاً لخدمة قضايا تتعلّق بالإنسان والتحديات التي تواجهه على مستوى العالم منها قضايا اجتماعية وإنسانية وثقافية وتعليمية.

* مؤسسة إنسانية بهذا الحجم الضخم تحتاج إلى جهد موازي.. كيف تسير أمور التشغيل والرعاية بشكل يضمن اكتمال خدماتها بالجودة التي تطمحون إليها؟

- تميزت مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية منذ تأسيسها عام 1995م بتبنيها نهجاً علمياً بات نموذجاً للعمل الخيري المؤسسي الذي يلامس الاحتياجات الحيوية للمجتمع ويسهم في تحقيق التنمية.

وحرص مجلس الأمناء الذي يمثل قمة هرم المسؤولية في المؤسسة على ضمان استمرارية برامج هذا الصرح الخيري وتطويرها بشكل يتناسب مع المتغيرات والمستجدات الاجتماعية والعلمية.

وتدار فروع المؤسسة بشكل لا مركزي يتيح للمسؤولين عنها المرونة في الأداء مع الالتزام بإستراتيجية عمل يطلع عليها ويقرها سنوياً مجلس الأمناء، ولعل ذلك كان وراء ما تحقق بفضل من الله من نجاح متميز على مدى السنوات الماضية، وخاصة فيما يتعلق بمحاور بناء الإنسان أو الرعاية الصحية أو التنمية الاجتماعية، أو تسخير التقنية لخدمة المجتمع.

وأشير في هذا الصدد إلى التقدير الذي حصلت عليه حصلت المؤسسة وفروعها والذي يعكس جودة الأداء والمتمثل أبرزها في اعتماد المدينة من قبل المنظمة الدولية CARF والتي تعتبر أعلى هيئة في اعتماد جودة الرعاية في المنشآت المتخصصة في التأهيل وفق المعايير المعمول بها عالمياً ومقرها واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية إضافة إلى تحقيق المدينة المركز الأول على مستوى المملكة في دقة نتائج المختبرات ومعايير الجودة كما حققت المدينة أيضاً المركز الأول من بين أكبر 27 مستشفى بالمملكة والمركز 51 عالمياً من بين 445 جهة طبية على مستوى العالم.

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة