Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 24/07/2013 Issue 14909 14909 الاربعاء 15 رمضان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

إن من الأمور التي تثلج الصدر؛ وتبهج النفس؛ أن ترى أو تسمع بين الفينة والأخرى نبأ عودة بعضٍ ممن تنكب سلوك الطريق السوي؛ بالرجوع إلى الجادة وترك الباطل مهما كلف الأمر من تضحيات..

.. وإن من بين النماذج للعودة للحقيقة الشرعية عودة بعض الشيعة إلى السنة؛ وقد رجع الكثيرون ولله الحمد إلى دين الله الحق بعدما استبان لهم ضلال المذهب الفاسد؛ والذي حقيقته تعود إلى هدم الإسلام من أساسه، وقد تنوع رجوع بعض الشيعة إلى السنة بجميع طبقاتهم؛ بدءًا من مراجعهم العليا إلى عوامهم.

وهذه المقالة تحكي رجوع أحد كبار مراجع الشيعة إلى السنة وكيفية رجوعه؛ حيث جمعني لقاء علمي حافل بمنزل أخي الشيخ الدكتور سعد بن علي الشهراني الأمين العام للهيئة العالمية للعلماء المسلمين بمكة مساء يوم الأربعاء 8 رمضان 1434هـ بالمرجع الشيعي السابق آية الله العظمى الشيخ حسين المؤيد الذي قد بلغ درجة الاجتهاد المطلق؛ وهو لمن لا يعرفه من مواليد عام1965م وينتمي في أصله لأسرة عريقة من أعيان الكاظمية ببغداد، وبها مولده ونشأته، وقد ذكر لنا شغفه بالعلم منذ الصغر، وكان من أبرز مشايخه آية الله الشيخ فاضل اللنكراني من أكبر علماء الكاظمية وقتها، وانتقل من العراق عام 1982م إلى دمشق وكان يتردد فيها على العلامة الحجة السيد جمال الدين الخوئي، ثم سافر بعد ذلك لمواصلة دراسته ونشاطه العلمي إلى «قم» ودرس بها وألف الكثير من كتبه ومكث يدرسِّ فيها «البحث الخارج» قرابة 17عاماً، وكان له كرسي تدريس ما يصطلح عليه في الحوزة العلمية بـ»البحث الخارج» وهو أعلى المستويات في التدريس وكانت حلقة تدريسه تضم 600 طالب، وبلغ عدد مؤلفاته المطبوعة في قم 11 كتاباً من أبرزها «دراسات في العروة الوثقى» و»مسائل من الفقه الاستدلالي» و»علم الدراية» و»مباني القضاء والشهادات» و»أجوبة الاستفتاءات القضائية» و»بحوث استدلالية في فقه الأحوال الشخصية» وبحث «حول مقدار دية الذمي» وغيرها من الكتب والبحوث العلمية.

وكان سبب تسننه؛ قدوم أحد طلبته لأداء الحج عام 1998م فوقف على كتاب «أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثنى عشرية» للدكتور/ ناصر بن عبدالله القفاري فأخذ هذا الطالب نسخة من الكتاب فذهب بها إليه ليقوم بالرد عليه؛ فقرأه الشيخ وأعجب بنمط مناقشة المدرسة السلفية لأصول الشيعة، وكانت فكرة الإمامة راسخة عنده حتى قرأ هذا الكتاب فتبنى فكرة التقريب؛ ثم لاحظ أن هذا الكتاب يعتمد في أساسه ومرجعه على كتاب «منهاج السنة» لشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- فأخذ الأصل وبدأ بالقراءة فيه، فمرة يعجب بأسلوب ومنهج شيخ الإسلام ابن تيمية في مناقشة المتن عقليا، ومرة يرمي بالكتاب لشدة ابن تيمية وحدته على حد قوله، وكان في صراع نفسي بين قبول الحق وبين حدة شيخ الإسلام ؛ إلى أن شاء الله سبحانه وتعالى هدايته للحق والصواب؛ وكانت بدايته الجدية في التسنن والالتحاق بركب أهل السنة والجماعة عام 2005م؛ وعندها سقطت ثقته بالمنظومة الشيعية التي كان أحد أقطابها يوما من الأيام؛ وعلم أنها مليئة بالكذب والدسائس والخرافة، وسقطت كذلك عنده نظرية الإمامة، وتوصل في نهاية المطاف إلى أن كتاب شيخ الإسلام ابن تيمية «منهاج السنة» وعقليته ومنهجه قادران بمشيئة الله تعالى على هدم التشيع، ولكنه يحتاج إلى أن يصاغ بلغة هادئة ملائمة للعصر لإسقاط حصون الشيعة، وذلك لكون التشيع يقوم على أرضية عاطفية وليس على الحجج والبراهين.

نظرته لمسألة معاوية رضي الله عنه:

وبهذه المناسبة فإنه قد طرح رأياً فيما يتصل بالصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما فنقلته في هذه المقالة ومفاده: (أن خلاصة الاستدلال في هذه المسألة أن الحسن ورع تقي لا يقدم على شيء يرى أن فيه مخالفة للشرع وخيانة للمسلمين وقد كانت أمامه ثلاثة خيارات؛ وليس كما يصور الشيعة من أنه كان مضطرا للتنازل عن الخلافة لمعاوية بحيث لم يكن له إلا هذا الخيار، والصحيح أنه لم يكن مضطرا للتنازل إلى معاوية، والخيارات التي كانت أمامه هي:

أولاً: أن يخرج نفسه من الخلافة ويعتزل ولا يتدخل في نقلها إلى شخص معين.

ثانياً: أن يتنازل عن الخلافة ويجعلها شورى بين أهل الحل والعقد وهم الذين يتحملون مسؤولية اختيار خليفة وبذهابه إلى أحد هذين الخيارين يكون قد أعفى نفسه من تحمل أية مسؤولية شرعية أو أخلاقية فيما لو آل الأمر بعده إلى معاوية، بينما لم يذهب إلى هذين الخيارين وإنما أخذ بالخيار الثالث: فتنازل عن الخلافة ناقلاً لها مباشرةً إلى معاوية -رضي الله عنه- ولو كان يرى أن في نقل الخلافة إلى معاوية -رضي الله عنه- مخالفة للشرع وخيانةً للمسلمين لما أقدم على ذلك ولم يكن مضطرا إليه، فعمله هذا يكشف عن أهلية معاوية للخلافة في نظر الحسن رضي الله عنه وهذه تزكية منه لمعاوية تفحم الشيعة وتقطع عليهم طريق الطعن في معاوية رضي الله عنه).

وتقطع أيضاً عليهم طريق الطعن في بقية الصحابة رضوان الله عليهم وفي الخلفاء الراشدين على وجه الخصوص:

إني أحبُ أبا حفصٍ وشيعته

كما أحبُ عتيقاً صاحب الغارِ

وقد رضيتُ علياً قدوةً علماً

وما رضيتُ بقتل الشيخِ في الدارِ

كلُ الصحابةِ ساداتي ومعتقدي

فهل عليَّ بهذا القول من عارِ

وقد ختم هذا اللقاء العلمي بعدة أمور:

الأول: إن التشيع والقرآن على طرفي نقيض، فكلما قربت الشيعي من القرآن يبتعد من التشيع؛ وإن التشيع لا يقوم على حجة عقلية أو شرعية مقنعة؛ وإنما التشيع عبارة عن عاطفة في نفوس الشيعة.

الثاني: أن التشيع كعقيدة هو شيء واحد سواء عند الفرس أو العرب.

الثالث: أنه لا يوجد على الإطلاق معمم معتدل لأنه إن أخذ جانب الاعتدال حقيقة فلن يبقى شيعياً وسيتسنن. وهذا ما اختزلته الذاكرة في هذا اللقاء بالداعية العالم الشيخ حسين المؤيد الذي يتميز بالعمق العلمي، وسرعة البديهة، وقوة البيان؛ علاوة على ما يحمله من رؤى عميقة وتجارب جليلة بشأن دعوة علماء الشيعة إلى منهج أهل السنة والجماعة.

- عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية وعضو الجمعية السعودية للدراسات الدعوية

الشيخ حسين المؤيد.. والتحول السني
خالد بن محمد الأنصاري

خالد بن محمد الأنصاري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة