Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 24/07/2013 Issue 14909 14909 الاربعاء 15 رمضان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

لا أحد ينكر أن جماعة الإخوان المسلمين ليست جماعة مصرية فحسب؛ بل هي تنظيم سياسي أيدلوجي دولي يطمح إلى أن يقلب أوضاع المنطقة العربية والإسلامية، وربما العالمية وفق الرؤية التي ينهجها لو استطاع إلى ذلك سبيلاً، ورؤيته خليط من اتجاهات ومذاهب واجتهادات مختلفة، لا يستطيع أي باحث مهما اجتهد أن يصف الجماعة بأنها تنتمي انتماء كلياً خالصاً إلى هذا الاتجاه أو ذاك المذهب؛ بل هي قائمة على اجتهاد مؤسسها الأول الذي وضع ركيزة بنائها الفكري منطلقاً من مفهوم التجديد الإسلامي الذي كان رائجاً في مطلع القرن العشرين، وكان له أعلامه ومحدثوه؛ مثل الشيخ محمد عبده وجمال الدين الأفغاني ومحمد رشيد رضا ومحمد حامد الفقي مؤسس جماعة أنصار السنة المحمدية ومصطفى وعلي عبد الرازق، إلى ما واكب هذا التيار الإسلامي التجديدي من فورات تنويرية في الاتجاه الآخر الأقرب إلى التضاد وتزعمه مفكرون وأدباء كان لهم تأثير كبير في اشتداد الصراع بين دعاة التجديد الإسلامي ودعاة التنوير والتمدين الحديث على اختلاف اتجاهاتهم المتحررة أو المحافظة، ونذكر من هؤلاء مثلا : قاسم أمين، وطه حسين، وسلامة موسى، وأحمد لطفي السيد، وغيرهم؛ وقد واجهت التيارات الإسلامية الناشئة المد التنويري بصلابة وعمل دؤوب، ونجح بعضها في استقطاب أجيال من الشباب الناقم على تردي أوضاع الأمة وهيمنة الاستعمار والحلم بعودة الخلافة التي أفلت شمسها من قريب، واجتهد البنا في توظيف «الحركي» على الفقهي، والإفادة من وجود الاستعمار الانجليزي في مصر - آنذاك - في تكوين «الجوالة» وهي أشبه ما تكون بالفرق القتالية، وإلهاب مشاعر الشبان المنضوين تحت لواء الحركة الإخوانية بمفهوم الجهاد والاستشهاد، وقد أثمر هذا التأليب عن تحقيق انتصارات جيدة في مناوشات القنال، وفي حرب فلسطين 1948م ولم يكن حسن البنا غافلا عن معاني أن يكون الإسلام الذي ينهجه حركيا مواجها ومصارعا مستمدا كثيرا من رؤاه في هذا الاتجاه من مفكره الاقرب إلى نفسه جمال الدين الأفغاني الذي كان له موقف من ضعف الخلافة العثمانية، وسعي سري إلى الإطاحة بها كما كان يسعى المفكر العروبي عبد الرحمن الكواكبي، فلم يكن البنا بمعزل عن الأوضاع السياسية الصاخبة في تلك المرحلة الخطيرة من تأريخ الأمة، وكان يطمح إلى أن يكون مشاركا إن لم يكن زعيم فصيل ثائر يقلب الأوضاع من حالة التيه إلى نهوض وتوحد كما كان يومئ في كتابه «مذكرات الدعوة والدعية» وكتابه الآخر «رسالة التعاليم» وقد خاض غمار الانتخابات النيابية مرتين ولم يحقق فوزا يذكر.

وقد تطورت مفهومات الجماعة على يد منظريها جيلا بعد جيل، وأضاف اللاحق إلى السابق ما يشرح أو يبين الملتبس أو يشحن ويوقد عزائم خابية أو يدفع إلى استنهاض همم محبطة؛ فأضاف مرشدو الجماعة ومفكروها رؤى جديدة تتراوح بين أقصى حد للتسامح، كما فعل حسن الهضيبي في كتابه «دعاة لا قضاة» وأقصى حد للانقلاب على المجتمع وتكفيره والثورة عليه، كما فعل سيد قطب في كتابه «معالم على الطريق» وعلى الرغم من قلق أفكار الجماعة في التعامل مع مجتمعها المحلي على الأخص؛ إلا أنها تكاد تكون متفقة في كل مراحلها على أن مشروعها ليس مصريا؛ بل هو مشروع تغييري واسع يستهدف الأمة بكاملها من أقصاها إلى أقصاها، ولذا حرصت الجماعة منذ البدء على ألا تكون محلية؛ بل عالمية؛ فاجتهد البنا مبكرا في تأسيس فروع لها في السعودية وحينما فشل ذهب إلى اليمن ثم سوريا وهكذا، ونص الهيكل التنظيمي على ضرورة ممثلين عن الأقطار ينضوون تحت مسمى «التنظيم الدولي للإخوان» الذي امتد وتوسع إلى أن وصل إلى الخليج في السعودية والكويت والبحرين والإمارات وعمان وغيرها، ويتم أخذ البيعة للمرشد إما مباشرة أو بالإنابة.. وللحديث صلة.

moh.alowain@gmail.com
mALowein@

كلمات
الإخوان المسلمون: الانتحار السياسي الأخير في ميدان رابعة العدوية (3-3)!
د. محمد عبدالله العوين

د. محمد عبدالله العوين

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة