Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSaturday 27/07/2013 Issue 14912 14912 السبت 18 رمضان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

أفلاطون ويعني اسمه: (واسع الأفق) فيلسوف يوناني، كاتب عدد من الحوارات الفلسفية، ويعد المؤسس لأكاديمية أثينا أول معهد للتعليم العالي في العالم الغربي، معلمه سقراط وتلميذه أرسطو، وضع الأسس الأولى للفلسفة الغربية، كان شغوفاً بالمعرفة والمثل العليا الاّ ان البيئة الارستقراطية مازجت بين نزعاته مما أدخله معترك السياسة والمساهمة في شئون الحكم، فواءم بين مسارين يؤمن بهما، خلاص النفس وتطهيرها بالحكمة، وإصلاح نظم المدينة الفاضلة،كما كان يريدها، هذه المقدمة اقتباس مختصر من قراءة صباحية حيث تحلو ساعة القراءة بعد ساعة المشي الصباحي للصحة والرياضة والتأمل، لمن استطاع الى ذلك سبيلا، ثم إن ساعدت ظروف العينين والإبصار مع شيء من القطرات فلا بأس باستعراض مواقع التواصل الاجتماعي فهي تجمع كل المتناقضات، من ظريف يلقي نكاته صباحاً الى مهتم بالرياضة يزودك بآخر تعاقدات الاندية وتنقلات اللاعبين وأمزجتهم في تناول الافطار وأين تناولوا عشاءهم الليلة البارحة، وستجد كل الاخبار الطازجة عمن فاز في عرب آيدل ومن رسب، ومن فحّط في الحارة مساء امس ومن صدم سيارة ابو دحيم في (رأس العاير) وهرب، الى من يقدم الفتاوى في كل شيء يخطر على باله هو وليس على بالك انت، وفتاويه تتنوع بين اجتهاداته الشخصية وما سمعه من أقرانه امس، ومتى ما نفدت ذخيرته مما سمع توجّه الى المكتبات الالكترونية وأخذ ينسخ ما يمر عليه عشوائياً دون تمعّن او قراءة عابرة ويرسل عبر التقنية، ولعل هنا ما يناسب العنوان والتوقف قليلاً للتأمل في الاسترسال الاجتهادي بالفتاوى والنقل غير المتزن من شباب (افلاطوني) قد لا يكون عندهم العلم والمقدرة الكافية لاستيعاب أبعاد الفتاوى الشرعية واقوال واختلاف علماء الامة والسلف حولها، فيكون نشره غير المدروس اقل فائدة مما كان يأمل من اجتهاده لا بل ربما كان ضرره على الشباب والناشئة اكثر من نفعه، وليت مثل هؤلاء الفتيان (مع اجتهادهم) يرجعون لأقوال العلماء والسلف فيما يتعلق بالتعجل بالفتوى، استمعت بالأمس لتسجيل للعلامة ابن باز عليه- رحمه الله- حين سئل عن مسألة، فأطرق هنيهة ثم قال: لا أدري، وقرأت ان الإمام مالك سئل في أربعين مسألة فأجاب في ست وثلاثين منها بـ: (لا أدري)، وكذلك الائمة رضوان الله عليهم اجمعين أبو حنيفة و أحمد والشافعي، نقل عنهم مثل ذلك مما هو مدون بالأسانيد الصحيحة تجد فيها قولهم: (لا أدري)، (لا أعلم)، (لم يبلنا شيء)، والمفتي بغير علم يقول على الله ما لا يعلم، تأمل الآية (33) من سورة الاعراف، وقال ابن القيم- رحمه الله-: (وقد حرّم الله سبحانه القول عليه بغير علم في الفتيا والقضاء، وجعله من أعظم المحرمات، بل جعله في المرتبة العليا منها)، ثم لنتساءل فيما بيننا: اذا كان مجتمعنا بهذا القدر من العلم والفقه والورع والزهد والصلاح الذي تنشره الرسائل والمواعظ الالكترونية، فمن ياترى الذي يسرق السيارات ويرتكب بها الجرائم الاكبر من السرقة لحد الاعتداء على الأعراض والانفس، ومن هؤلاء الذين يعضلون نساءهم، ومن هم المزورون والمرتشون والمغررون بالنساء والفتيات (الخ)، ام انهم غزاة من كوكب آخر؟.

t@alialkhuzaim

افلاطون عبر التقنية
علي الخزيم

علي الخزيم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة