Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSaturday 27/07/2013 Issue 14912 14912 السبت 18 رمضان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

تحدثت في المقال الماضي عن الصحافية الحديدية من أصل عربي، السيدة هيلين توماس، وعن تاريخها الحافل مع أحد عشر رئيسا أمريكيا، ونكمل اليوم حديثنا عن النهاية المأسوية لحياتها المهنية، ومن ثم حياتها برمتها ، فمن يتعرض للابن المدلل «إسرائيل» في بلد الحريات «أمريكا»، فهو يحكم على نفسه بالموت البطيء والشنيع، وهذا ما حصل تماما مع السيدة هيلين، ففي لحظة صفاء تاريخية، وبعد أن بلغت التسعين من العمر، ولم يعد لديها الكثير لتخسره، قررت أن تتحدث عما كان يحيك في صدرها على مدى عقود عن إسرائيل، فقد كانت قريبة من رؤساء أقوى دولة في العالم، وتعرف خفايا السياسة، والساسة في الإمبراطورية الأمريكية، ومطلعة على السيطرة التامة لمنظمة آيباك الصهيونية على السياسة الخارجية لأمريكا، أضف إلى ذلك أصولها العربية، التي ربما حركت ضميرها في لحظة صدق مع النفس، فماذا قالت هيلين؟!.

لقد تحدثت هيلين، وقالت إنه يجب على يهود بولندا، وألمانيا أن يعودوا إلى بلادهم الأصلية، ويتركوا فلسطين لأهلها، وما أن قالتها حتى قامت عليها قيامة اليهود، ومن يتعاطف معهم، فشنوا عليها حربا لا هوادة فيها، ففي أمريكا لا بأس عليك أن تنتقد أي أحد، وأي شيء، بما في ذلك المقدسات، وحتى الآباء المؤسسين لهذه الإمبراطورية العظيمة ، وحتى أمريكا ذاتها، ولكن إياك أن تتعرض لإسرائيل بأي نوع من النقد، حتى ولو كان ذلك على سبيل المزاح، وحتى لو كان ما تقوله صحيحا، وحتى لو كنت ثملا، ولا تعي ما تقول، كما حصل مع الممثل الشهير ميل جبسون، الذي كاد أن يخسر كل تاريخه، هذا، مع أنه تلفظ ضد إسرائيل، وهو لا يعي ما يقول!.

كانت الحملة الشنيعة ضد سيدة القلم الحديدية شاملة، وكان الهجوم كاسحا، يصعب على أي كان مواجهته، وقد شارك في هذه الحفلة اللئيمة رموز من كل الأطياف السياسية والفكرية، ومعظمهم من السياسيين، الانتهازيين، الذين يعلمون أن مثل هذا الهجوم على السيدة هيلين سيقربهم زلفى من المناصب والنفوذ، ويصب في صالحهم انتخابيا في المستقبل، ففي أمريكا تكمن فرصة السياسي في الوصول إلى هدفه، بحسب قربه، أو بعده من منظمة آيباك الصهيونية، ولذا فقد اضطرت السيدة الحديدية إلى ما ليس منه بُد، فاعتذرت، لأنها تعلم أنها في بلد أصبحت فيه إسرائيل جزءا من الهوية الثقافية للمواطن، وذلك عن طريق اللوبيات، والساسة الانتهازيين ، فهل - يا ترى - كان هذا كافيا؟!. هذا ما سنختم به حديثنا عن هذه الصحافية الاستثنائية!.

ahmad.alfarraj@hotmail.com
تويتر @alfarraj2

بعد آخر
«الحديدية» في مواجهة «آيباك»!
د. أحمد الفراج

د. أحمد الفراج

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة