Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSaturday 27/07/2013 Issue 14912 14912 السبت 18 رمضان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

لنسجل يوم غد الأحد 19 من رمضان 1434هـ يوماً تاريخياً لهذا الوطن؛ إذ ستدخل الرياض مرحلة جديدة من تاريخها المديد بإذن الله، بالبدء في تنفيذ مخططات مشروع النقل العام: القطار الكهربائي «المترو» فوق الأرض وتحتها، بأنفاق على شكل أنبوبة مائية ضخمة، وبمحطات مميزة في أغلبها حسب التصاميم المنشورة.

وقبل أن أتحدث عن هذا المشروع الضخم أود أن أشير إلى بعض الأرقام؛ لتمنحنا المقدرة على أن نتخيل كيف سيكون بعد أربع سنوات من انطلاق بدء العمل فيه الأحد القادم.

يتكون المترو «القطار الكهربائي» من ستة مسارات بألوان مختلفة، تتوزع كالشرايين على مدينة الرياض، وتصل بين أحيائها وأطرافها البعيدة والقريبة، ويمتد المسار الرابع (الخط البرتقالي) بطول تسعة وعشرين كيلومتراً إلى مطار الملك خالد الدولي، ويصل إجمالي هذه الخطوط إلى مائة وستة وسبعين كيلومتراً، ويتوقف عند خمس وثمانين محطة، شكّل بعضها مثل محطة مركز الملك عبد الله المالي ومحطة تقاطع العليا مع طريق الملك عبد الله نموذجين رائعين مبدعين في فن المعمار؛ إذ لا يتفوق على محطة المركز المالي في العالم إلا محطة مترو موسكو الشهيرة!

وقد بلغت التكلفة الإجمالية ثمانية مليارات دولار، ورسا على عشرين شركة عالمية من إحدى عشرة دولة، شكلت ائتلافات، وتوزع العمل عليها، كل في اختصاصه، وتميزت في تنفيذ المترو في عواصم عالمية كبرى، مثل: باريس ولندن وواشنطن وفانكوفر وسنغافورة وبرشلونة وسيدني وتورنتو، وغيرها.

أما مشروع الحافلات فيتكون من أربعة وعشرين مساراً، تقطع 1083 كيلومتراً، وتقف عند سبعمائة وست وسبعين محطة، وتغطي سبعين حياً، بطول ستمائة كيلومتر، ويعمل في خدمة المدينة كلها ألف وأربع وستون حافلة مختلفة الأحجام.

رأيت الصور كما رآها غيري كثيرون، وانبهرت كما انبهر الآلاف من المواطنين، وتفاءلت كما تفاءل التواقون إلى مستقبل جديد مشرق زاهٍ بالتطوير، والدخول إلى فضاء العالم الجديد بجماله وإبداعه، وتوديع حقبة المدينة التي ليس لها لون ولا تصنيف، ولا نعلم أهي تنتمي إلى القدم أم إلى الحداثة أم هي خليط غير متجانس بين هذا وذاك!

وكما تفاءلت تشاءم غيري كثيرون، وقالوا: يا طالما رأينا على الشاشات وعلى الورق الصقيل مشروعات ضخمة، تكلف المليارات، وتبهر بصورها الرائعة وتصاميمها الأخاذة، ولكن المشروع حين ينسل من الورق إلى الواقع يسير وئيداً بطيئاً ثقيل الخطى، حتى يتجاوز مدته المحددة إلى الضعف؛ فيمدد للمقاول، ويلجأ إلى منفذين رديئين من الباطن بثمن بخس، فإذا حانت ساعة الولادة التي تعسرت جاء المشروع ناقص النمو، ضعيف البنية مشوهاً، لا صلة له بما رأيناه في الصور الجميلة المنمقة!

نحن نثق كل الثقة بسمو أمير منطقة الرياض رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز، ونعلم أنه يدرك كل الإدراك أن هذا المشروع الضخم سينقل المدينة من عصر إلى عصر، وأنه مشروع للأجيال القادمة؛ فلا بد أن يكون التنفيذ دقيقاً كل الدقة، مكتملاً غير ناقص، لا تحويلات في تنفيذه إلى مقاولين صغار من الباطن، بل تنفذه بكل التفاصيل الصغيرة الشركات الكبرى التي رسا عليها، ونعلم أيضاً أن من يتولى بإخلاص أمر هذا المشروع الضخم سيخلد اسمه في وجدان أبناء هذه المدينة وفي تاريخها المديد إن شاء الله.

لقد تأخرنا كثيراً، وأبطأنا في التفكير في مشروعات ضرورية، فكر فيها كثير من شعوب الأرض قبلنا بعقود طويلة، ولم يتوافر لها ما ننعم به - ولله الحمد - من رخاء ويسر.. تأخرنا فيما لا يجب أن نتأخر فيه، ولكننا بدأنا فلننطلق إلى تحقيق أهدافنا بالإخلاص والأمانة؛ لأننا لا نبني لأنفسنا فقط، بل للأجيال القادمة التي ستحاسبنا بالفعل إن نحن لم نبادر أو فرطنا في الوقت أو المال.

وفق الله المخلصين وكل محب لهذا الوطن الكريم.

moh.alowain@gmail.com
mALowein@

كلمات
كيف ستكون الرياض بعد القطار الكهربائي «المترو» وحافلات النقل؟!
د. محمد عبدالله العوين

د. محمد عبدالله العوين

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة