Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSaturday 27/07/2013 Issue 14912 14912 السبت 18 رمضان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

وجهات نظر

قدّر الله لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، أن تكون عربية في أصلها، حتى بُعث فيها ومنها، عليه الصلاة والسلام، وقبل هذا الشرف العظيم، نزل القرآن الكريم بلسانها العربي المبين، واهتم الخلفاء الراشدون، ومن بعدهم الصحابة والتابعون وخلفاء الأمة السابقون واللاحقون، بأمورها، إلى هذا اليوم، ولم يزل بعض ولاة أمور المسلمين، يولون جانب اللغة العربية، قسطاً وافراً من الاهتمام والعناية بها، من خلال إنشاء وتأسيس مجامع اللغة العربية، وكلياتها، ومعاهدها، التي تعنى بها عناية جيدة، وترى الغيورين من المسلمين هنا وهناك، يحاولون بكل الوسائل، تعميق الحب والولاء للغة القرآن الكريم، ويجدّون في مكافحة التغريب والتهميش، اللذين أصاباها في الآونة الأخيرة، مما نشاهده ونسمعه ونلمسه اليوم، عند النطق، وعند كتابة أسماء الشركات والمحلات التجارية الكبيرة، وإن شئت، قلت في مواقع التواصل الاجتماعي، وأكثر ما يحز في نفسك ويصيبك في مقتل، عندما لا تجد الاهتمام لهذه اللغة، التي نشأنا وتربينا مع أحرف هجائها، منذ بداية أعمارنا، وتقول في نفسك، كيف نجد بيننا، ومنا وفينا، من يتنكر لرونق جمالها، كتابة ونطقاً؟ لم أكن لأعاود الكتابة في ذات الموضوع، فقد أشبعته كتابة هنا وهناك في العديد من المقالات الناقدة لبعض متجاهليها حيناً، والمشيدة حيناً آخر، لمواقف البعض الصلبة، للدفاع عنها، لكن امتعاضي الذي لم يسمح لى بالتجاوز والصبر والإعراض، هو ما رأيته بأم عيني، مما يعد جرحاً عميقاً، في جبين لغتي العربية، التي عقّها أبناؤها عقوقاً، لن تغتفر، لاحظت في إحدى صحفنا المحلية وعلى خلفية الاحتفال بتكريم اللاعب محمد الخليوي رحمه الله، في المباراة المقامة لهذا الغرض بين الأهلي والاتحاد على ملعب الشرائع بمكة المكرمة، أقول لفت نظري في الصحيفة، لافتة كبيرة ومعبرة، رفعها مشجعون، محبون لذات اللاعب، مكتوب عليها بالعريض (رحلت من الدنيا لا كن لم ترحل من قلوبنا) هكذا كتبت (لكن) الاستدراكية والناسخة بـ(لا كن) هذه الكتابة الإملائية المشينة، تشي بمؤشر خطير جداً، له تبعاته، لاسيما ومن كتبها، يفترض أنه من الشباب، تقول عندها في أي بيئة تعليمية تلقى هؤلاء تعليمهم؟ هل هي بيئة جاذبة؟ أم بيئة طاردة؟ أتصور من الوهلة الأولى أنها ليست البيئة الأولى، والتي لم نعد نراها، بل لم يعد لها أثراً في هذا الوقت، رغم الدعم الخرافي للتعليم، بقدر ما هي بالتأكيد من البيئة الخيرة الطاردة الحاضرة في المشهد التعليمي، الذي اصطف بجانب طابور الطالب، وقلب ظهر المجن لطابور المعلم، حتى لم يكن للبيت الشهير (قم للمعلم وفّه التبجيلا... كاد المعلم أن يكون رسولا) حضوره الفاعل، كما في السابق، بل بات العكس، هو السائد في بيئتنا التعليمية الطاردة، وحتى هذه اللحظات، لم يستطع كائنا من كان - ومع وجود قوة الإرادة السيادية - أن يضع حداً لهذا الإهمال المفضي للتدهور المخيف، الحاصل في مستوى التعليم، ليضع يده الحاصبة على مواطن الخلل ويعالجها، ويعيد للغة العربية، مجدها وعزها، المعهود، إبان سنوات التعليم الفائتة، نعم مثل هذه الأخطاء الشنيعة، لا يمكن تجاوزها والسكوت عنها، كونها مع قادم الأيام ستأكل مفردات اللغة، حرفاً حرفا، أداة أداة، جملة جملة، مثل هذه الأخطاء، تجدها عادة، معشعشة في مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة زعيمها «تويتر» لم يكن أبطالها مقصورين على أصحاب المستويات الدراسية المتدنية فحسب، بل تجد أكاديميين وللأسف، يخبّطون في تغريداتهم، لبعض الكلمات والجمل، التي تقف إزاءها متوتراً، ولا يبالون، لا يفرّقون بين التاء المفتوحة والتاء المربوطة، ولا بين همزة القطع وهمزة الوصل، فضلاً عن المنصوب والمرفوع والمجرور، فهذه، ليس لها وجود في قاموسهم اللغوي، هذه أبجديات في مبادئ تعلم اللغة العربية، ليس بالوسع جهلها، تعلّمها الطالب في مراحل الدراسة الابتدائية، وأنت ترى كل هذه الخربشات في وجه لغتنا الجميلة، والتي تعد جزءاً لا يتجزأ من هويتنا الإسلامية، عندئذ تتساءل أين مكمن الخلل؟ هل هو في الطالب؟ أو في المعلم؟ أو فيهما معاً؟ أو في إستراتيجية التعليم؟ نحتاج إلى من يعلق الجرس، ويعلي صوته فوق هام سحب المجاملات، ويعلنها، نصرة للسان العربي المبين، ووقوفاً مع (لكن) في استعاذتها من (لا كن).. ودمتم بخير.

dr-al-jwair@hotmail.com

لكن.. تستعيذ.. من «لاكن»!!
د. محمد أحمد الجوير

د. محمد أحمد  الجوير

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة