Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSaturday 27/07/2013 Issue 14912 14912 السبت 18 رمضان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

رمضانيات

في رحلة لطيبة الطيبة؛ خلال هذا الشهر الكريم، برفقة أخي المهندس/ طارق حلواني لفت نظري في تلك الأجواء الروحانية والإيمانية؛ كرم أهل المدينة المنورة وحرصهم الشديد على القيام بتفطير الصائمين والمنافسة على ذلك رغبة في كسب الأجر والثواب؛ من خلال تقديم الموائد العديدة والمتنوعة بساحات الحرم النبوي الشريف وبأروقته الداخلية، في مشهد جماعي يجسد لنا معنى التلاحم والتآخي والتكافل بين المسلمين؛ فتجد على المائدة الواحدة أنواع شتى من الجنسيات الإسلامية؛ مما يؤكد روح التساوي والأخوة بين المسلمين، وتضمحل فيه الفوارق الإقليمية والعصبية؛ وذلك ما يؤكده القرآن الكريم في قوله تعالى: (إن أكرمكم عند الله أتقاكم):

ولست أبغي سوى الإسلام لي وطناً

الشام فيه ووادي النيل سياني

وحيثما ذكر اسم الله في بلد

عددت أرجاءه من لب أوطاني

وإن من أبرز هذه الموائد التي تقدم الإفطار للصائمين بأروقة المسجد النبوي الشريف وأقدمها هي مائدة الشيخ الوقور عبد الرحيم بن محمد الراوي أبو غازي أحد رجالات التعليم سابقاً؛ التي كانت بداياتها في حياة والده - رحمه الله - عام 1374هـ بـ»دكة الأغوات» وما زالت منذ ذلك التاريخ إلى يومنا هذا تقدم الإفطار للصائمين والزوار بالحرم النبوي، في شهر رمضان المبارك، وفي غيره من أوقات الصيام على مدار العام كيومي الاثنين والخميس، والأيام البيض، وصيام عاشوراء، ونغبط الشيخ عبد الرحيم على استلهامه الأجران؛ أجر التفطير، وأجر البر بوالده والدعاء له من قبل الصائمين؛ علاوة على وجود بعض الفضلاء من أعيان المدينة على هذه المائدة من أمثال الشيخ الفاضل مصطفى جعفر فقيه صاحب الدعابة والنفس المرحة، الذي سعدنا بمعرفته والجلوس معه والاستماع لحديثه العذب وهو يستعرض ذكرياته المدنية أثناء توسعة الحرم النبوي الشريف.

وإن هذه السنة الحسنة التي استفتحها الشيخ محمد الراوي - رحمه الله - ثم سار عليها ابنه أبي غازي الشيخ عبد الرحيم لجديرة بأن تبقى مستمرة في خلفه؛ وإن الآمال معقودة في الحفيد الكريم، والطبيب اللبيب الدكتور محمد أن يسير على ما سار عليه آباؤه الأخيار في استمرار هذه السنة الحسنة، فلكم في فعل هذا الخير من النفع العميم، والأجر العظيم في تفطير الصائمين الذين وعدهم الله بالأجر الكريم الذي لا حد له كما صح عن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (الصوم لي وأنا أجزي به) فإذا كان جزاء الصوم لا حد له وأجره قد تكفل الله به؛ فكيف يكون أجر من قام على تفطير الصائمين، الذي له أجر صيام الصائمين، لا شك أنه لا حد له؛ وأسال الله - عز وجل - أن يثيب كل من قام على تفطير الصائمين، في هذا الشهر الكريم، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.

- عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية وعضو الجمعية السعودية للدراسات الدعوية

الْمَائِدَةُ الْمَدِينِيَةِ..وَسِتُونَ عَاماً مِنْ الْعَطَاءِ
خالد بن محمد الأنصاري

خالد بن محمد الأنصاري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة