Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSaturday 27/07/2013 Issue 14912 14912 السبت 18 رمضان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

رمضانيات

في التجليات المشرقة لشهر رمضان المبارك تستيقظ الذاكرة الواعية على نماذج من الشخصيات المعبّرة ذات الحضور الأثير في نسيج المجتمع والأمة والوجدان الإنساني الذي لا يمكن أن ينسى تلك النماذج الحاضرة في حياته أبداً.

من تلك النماذج الأثيرة شخصية الأمير سطّام بن عبد العزيز -أمير منطقة الرياض- الذي تتفتح أوردة الخير والإحسان والبرّ لديه بطاقاتٍ مكثفةٍ في شهر رمضان وبأساليب شتّى لم يكن يرغب -رحمه الله- في الإعلان عنها، وإنما يدركها من حوله حركة متدثّرة بالحكمة والتدبير والتوجيه الخيري المتوزعة ثمارها عبر مسارب متعدّدة.

* أكثر من سبعة وأربعين عاماً أنفقها الأمير سطّام في خدمة مجتمعه وأمته، وعاصمة المملكة العزيزة (الرياض) بذل فيها بإخلاص وتفانٍ ودأبٍ واجتهادٍ كلّ ما يملك من طاقات المواطن الواعي المسئول بمكانته ومنزلته وحضوره المشرف في هذه الحياة الدنيا منذ أن عرف الحياة شابّاً متدثّراً بالأمل والطموح والتفاؤل والعزيمة على تأهيل نفسه لخوض غمار الحياة، وخدمة الوطن وأهله، والانسجام مع توتّراتها وأحداثها واستباقاتها بكلّ تحدٍّ وإصرارٍ واقتدارٍ.

وعلى الرغم من كلّ صور التحدّيات والعقبات والتراكمات تمكَّن من تجاوز سلبياتها بنجاح وتميّز يضيف إلى شخصيته كلَّ يوم تجدّداً وارتقاءً وشموخاً واعتداداً لا يعبأ بتكلّساته العابرة.

* سبعة وأربعون عاماً من الخبرة والتألّق والتمكّن عجمت عود هذه الشخصية الفذّة للأمير المسئول سطّام بن عبد العزيز الذي اقتحم ميدان العمل الإداري مؤهّلاً بالدراسة والدراية والحكمة والطموح، وعشق التوجّه النبيل لخدمة دينه ثم وطنه ومليكه ومجتمعه وأمته، فسخّر ثقة الدولة والمجتمع في وجوه الخير المتعدّدة التي تشفع له - بإذن الله - يوم الدين، يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلب سليم.

وقد دفعني لتوثيق ما تختزنه الذاكرة من ألقٍ تركه الأمير الفاضل سطّام بن عبد العزيز ما عرفته عنه من حبٍّ للخير وجبلّة فاضلة تحرّضه على المبادرة، والحرص والتفاني في سبيله، فكم أسر احتضن معاناتها، وكم بيوت أشرع لها أبواب الجود والإحسان! وكم مريض انتشله من أشواك معاناته، وكم جريح ضمّد بالمواساة جراحه، وكم محاصر بهموم الديون فرّج كربته، وكم فقير غمره بالحبّ والإحسان! وكم سجين قال عثرته.

* تقفز إلى الذاكرة منذ أربعين سنة معاناة موظّف في مقتبل العمر أخرجه الأمير سطام من أسْر معاناته اليومية حين منحه جائزة قيّمه اجتاز بها همّه الذاتي لينعكس ذلك الألق الخيري النابض على آفاق عمله متزامناً مع انطلاقة مشروعّ خيريٍّ نابض في نسيج المجتمع هو (لجنة إطلاق سراح سجناء الحق الخاص) الذي محضه الأمير سطّام شطراً من همّه ورعايته ليسهم في سنابل خير شتّى تعين «المعسرين» وتسهم في تسديد ديونهم التي عجزوا عن تسديدها، وانتشال أسرٍ كثيرة من معاناة عائلهم من السجن والعجز والمأساة إلى العودة إلى بيوتهم وأسرهم وقد تخلصوا من تراكمات الديون المقلقة وهمومها المزعجة.

ولا يمكن أن تنسى ذاكرة المجتمع في العقود الخمسة الماضية دور (جمعية البر الخيريّة بالرياض) التي أسّسها ورأسها منذ نشأتها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز - أمير منطقة الرياض آنذاك (ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء - وزير الدفاع -حالياً) حفظه الله، وكان نائبه صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبد العزيز نائب أمير منطقة الرياض آنذاك -رحمه الله- وكم أسهمت هذه الجمعية الخيرية في معالجة أوضاع أفرادٍ وأسرٍ كثيرة حين كان «الضمان الاجتماعي» محدود الإمكانات والمصارف في سبل الخير التي وفّقت جهود الأميرين الفاضلين سلمان وسطام إلى الارتقاء بخدمات (جمعية البر) وتطويرها لتحتضن مشروعات بنائية خيريّة يعود ريعها إلى نماذج شتَّى من الإنفاق الخيري المتّصل في نسيج البرّ والإحسان لا تقتصر على زمن معيّن في (شهر رمضان) وإنّما تتكثّف بتجلّياتها في هذا الشهر العظيم لتظلّ شجرة سامقة تؤتي أكلها كلّ حين بإذن ربّها، وتعبّر بمصداقية ووفاء لنماذج الخير والبرّ والوفاء والإحسان للأميرين سلمان وسطام ومن عمل معهما في رعاية هذه التوجهات الخيريّة النبيلة على مدى نصف قرن من الزمان تتنافس فيه الأعمال الخيريّة الرائدة التي تبقى ذات حضور وتأثير فعّالين في نسيج المجتمع بالبناء والتوثيق.

وقد انبثقت أطياف التعبير عن حضور الأمير سطام الوفائي في هذا الموسم الخيري «شهر رمضان» فعبّرتْ عن أمشاجٍ منها بهذه الهواجس التأملية:

هذا أوان الفضل والنعماء

من فاضل ذكرى لخير وفاء

سطام أسبغ للمودة جوده

ليظل نبراساً وفيض سخاء

ومنارة للوالدين يبرهم

ومثابةً للمنفق المعطاء

ولها بذاكرة الأحبة حافزٌ

لسنابل من دعوة وثناء

هذي جبلةٌ باذل من فضله

شكراً لمن أفضى بخير عطاء

رضي الإلهُ عن الذين تكرموا

جعلوا الوفاء سجية الكرماء

وصلوا فظلوا سيرةً فواحةً

وبنوا فكانوا قدوة العظماء

عاشوا السعادة والوفاء لنخبةٍ

ومضوا لتبقى شعلةُ الفضلاء

a.salhumied@hotmail.com

ذاكرة الوفاء في رمضان (1-2)
الأمير سطّام بن عبد العزيز .. في الذاكرة والوجدان
عبد الله بن سالم الحميد

عبد الله بن سالم الحميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة