Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناThursday 01/08/2013 Issue 14917 14917 الخميس 23 رمضان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

أثار رأي شخصي أدلت به الكاتبة الأمريكية زوي فيراري ردود أفعال متباينة في الشارع السعودي، واعتبر محللون تصريحها الذي أطلقته في هولندا خلال حفل أقيم لتوقيع كتابها الجديد “نظرة من الداخل على الحياة السعودية” مفاجأة من العيار الثقيل. زوي التي عاشت في السعودية لمدة عام في تسعينيات القرن الماضي أكدت في تصريحها غير المرضي للمرأة السعودية أنها تشعر بالشفقة والحزن تجاه الرجل السعودي بسبب ما يتحمله من تعب وإرهاق بحياته اليومية واصفة أياه بالمظلوم مقارنة بالرجال في بقية أنحاء العالم. تقول إنها اكتشفت أن الزوج السعودي حياته مرهقة جدا يتحمل متاعب دوامه طوال النهار وعند عودته للمنزل يضطر للخروج مع زوجته للتسوق وتلبية متطلباتها.

رأي زوي يمثل وجهة نظرها الشخصية المتكونة من تجربتها القصيرة في حقبة زمنية أنقضت قبل أكثر من خمسة عشر عاما شهد المجتمع السعودي خلالها تغييرات شبه جذرية في نوعية العلاقات بين الأزواج، وفي تبادل الأدوار، وارتفاع نسبة الوعي، فمع خروج المرأة للعمل أصبحت تقاسم الرجل أعباء الحياة، وطرأت على حياة السعوديين مستجدات أسهمت في تقليص الأعباء على الجنسين بعد تقاطر العائلات السعودية لاستقدام السائقين الذين قاموا بأعباء الأزواج والخادمات والمربيات اللائي تكفلن بالخدمة نيابة عن الزوجات، لذلك أصبح وجود نموذج الرجل السعودي على أيام زوي في تسعينيات القرن الماضي قليل ويتركز وجوده بشكل أكبر في الأسر محدودة الدخل أو العائلات ذات الدخول دون المتوسطة، وهو نموذج الرجل السعودي ذلك الكائن الحي المثابر الذي لا يكل ولا يمل في رواحه ومجيئه يقضي نهاره الطويل في عمله الشاق وبقية نهاره والى الهزيع الأخير من الليل في خدمة أسرته وأقاربه ومن يحتاجه من جيرانه وأصحابه وهي أيام الرجل “الشقردي” حمال الأسية.

وجهة نظر زوي المبنية على تجربتها القديمة لا تنطبق على معظم الأسر اليوم وخاصة في أوساط القادرين من العائلات الغنية والمترفة ففي هذه الأوساط لا يحمل بعض من الرجال هموم أسرهم بعد أن جيروا تلك الهموم للخدم والسائقين الذين يوصلون الأبناء للمدارس ويسألون عن مستوياتهم التعليمية ويتسلمون الإشعارات والنتائج، ووصلت الأمور من الاتكال أن يمثل السائق دور الأب في مجلس الآباء وقد رأيت بعيني أحدهم وهو يرتدي الزي السعودي ويقوم بالدور على خير وجه وبدى لي من سلوكه ثقة الأسرة المفرطة فيه.

وعلاوة على ما ذكرت فإن الرجال قد سرقتهم الاستراحات مع الربع، وانغمسوا في التقنية إلى النخاع، وأغراهم السفر ولم يعد لديهم الوقت الكافي لصرفه لشئون الأسرة. لا أريد أن أعمم حتى لا أكون مثل زوي التي بنت حكمها على تجربة قديمة وقصيرة، ولو شرعت في عمل دراسة ميدانية على عينة ممثلة للمجتمع يمكن من خلالها تعميم النتائج لظهر لها ما يدهشها، ستجد المرأة التي تدفع إيجار البيت والأخرى التي تتكفل بالمصاريف، والتي تذهب للسوق بليموزين، والصابرة على سوء سلوك زوجها، ومن لايسمح لها بمغادرة المنزل، وفي المقابل ستجد الرجل الصابر على جحود زوجته وخروجها المستمر وكثرة طلباتها وضغطها عليه رغم قلة حيلته.

الأمريكية زوي أخفقت في التعميم لأنه يوجد حاليا من كل نوع لكن البيوت أسرار وكم من صابر وصابرة ينتظرون الفرج.

Shlash2010@hotmail.com
تويتر @abdulrahman_15

مسارات
الزوج السعودي مظلوم!
د. عبدالرحمن الشلاش

د. عبدالرحمن الشلاش

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة