Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 02/08/2013 Issue 14918 14918 الجمعة 24 رمضان 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الثقافية

قصة قصيرة
مهلاً أنا عطشانة

رجوع

نظرت إلى الساعة بيدي، كان الوقت هارباً وأنا لازلت أحتاجه لتوطين هدوءٍ بدأ يغادرني، تأكدت من أوراقي أنها جميعاً معي، لا أريد حين أصل أجدني قد نسيت شيئاً منها. أذكر حينها ونحن في طريق الذهاب أني دسست رأسه في حقيبتي، ومضيت على عجل.

لا أدري لمَ استشعرت بأن الطريق يمتد.. ويمتد، وقلبي ينبض في رأسي، أكاد أحصي نبضاً متدافعاً يخترق طبلة أذني.

كان الجو خانقاً ما زاد اضطرابي، يديّ ترتجفان، حدثتني نفسي أن الموقف لا يستحق كل هذه الرهبة, صدقتها لكن الخوف المرعب من خيبةٍ جديدة يكذبها.

كانت عيني المتفحصة تحصي حتى خطواتي المرتبكة، ولجت ذلك المكان المعبأ بالبرودة، ثمة شخص يطل من نافذة زجاجية، اقتربت منه فأشار بيده إلى الطريق الذي يجب أن أسلك، هناك لوحة صغيرة كُتب عليها ( ممنوع دخول الرجال ) طرقت الباب فتحت لي امرأة فارعة الطول، بشعر أشقر وبلكنتها العربية التي تحدد هويتها، رحبت بيّ، أجلستني على مقعدٍ أمامها كنت قد بدأت أتخلص من براثن الطقس الحارق, وألفظ أنفاساً تكاد تشق صدري ما أشعرني برغبة ملحة بكوب ماءٍ بارد، لم تمهلني كي أمدد حبالي الصوتية لطلب كوب الماء البارد سألتني:

- ما شهادتكِ ، وقدراتكِ ، ماذا تجيدين أعني ؟!

حاولت أن أجمع ثباتي لأبدو لها أكثر هدوءًا وثقة، مططت شفتي بابتسامة يابسة :

- لدي شهادة الثانوية العامة ودورة حاسب آليّ ... “ معذرة لكن أشعر بجفاف بحلقي تعبت حتى وصلت هُنا ممكن ...”.

- لا بأس.. وهل تجيدين استخدام الإنترنت والبحث فيه؟!.

- نعم أعرف جيداً .. كوب...

- وماذا عن لغتك الإنجليزية ؟!

- لغتي صفر لا أجيد الإنجليزية أبداً هل لي بـِ ....

- حسناً انتهت المقابلة سنتصل بكِ سواء قبلنا بكِ أم لا،،

ابتسمت سريعاً وقلت :

- أرجوك حتى وأن لم تقبلوا بي أخبروني.

العطش يدك روحي .. أريد ماء .. كنت سأختطف الكوب المترع بماءٍ كالبلور وضعته نصب عينيها ، فسبقتني إليه تسكبه في جوفها، يقرقع به حلقها باستفزاز، حملت حقيبتي ومشيت أتلمس الطريق للوصول لجرعة ماء.

- رذاذ اليحيى

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة