Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 02/08/2013 Issue 14918 14918 الجمعة 24 رمضان 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

جدد حياتك

صندوق الحكايات
قيمة التقدير

رجوع

قيمة التقدير

ألقى مستر «سي» نظرة في أرجاء البيت ليرى أي الأشياء فيه يسعه أن يبدي تقديره له وما لبث أن سأل صاحبة المنزل عمته العجوز: ألم يشيد هذا البيت في نحو عام 1910؟ فإجابته: بلى.

فقال: إنه يذكرنـي بالبيت الذي ولدت فيه، إنه جميل، قوي البناء، فسيح الأرجاء، متعدد الغرف ومن السيئ أن مثل هذه البيوت لم تعد تشيد في هذه الأيام.

فوافقته العمة العجوز على ذلك، وأخذت تحكي له ذكريات الماضي يوم كانت مع زوجها المتوفى ثم أخذت تطوف به في البيت فأبدى مستر «سي» تقديره المخلص للتذكارات الجميلة التي جمعتها خلال رحلاتها مع زوجها فلما فرغا من جولتهما بأنحاء المنزل اقتادته العمة إلى أحد الجراج، وهناك وجدت سيارة فخمة تكاد تكون جديدة لم تمس وقالت له العمة في لهجة رقيقة:

لقد اشترى زوجي هذه السيارة قبل أن يموت بمدة قصيرة ولم أحتج لبيعها، إنك يا مستر «سي» تقدر الأشياء الجميلة ذات الذكرى العزيزة فخذ هذه السيارة إنها لك. ففوجئ مستر «سي» بهذه المفاجأة وقال: كيف يا عمتي؟ إنني أقدر كرمك طبعًا ولكني لا أستطيع أن أقبل عطيتك، إنني لست أحد أبنائك فجميعهم يودون أن تكون لهم. فقالت في ازدراء: أبنائي؟ إنهم ينتظرون موتي كي يظفروا بهذه السيارة وموافقتي ولكن بعدًا لهم.

فقال لها: حسنًا إذا كنت لا تريدين أن تعطيها لأحد منهم فلماذا لا تبيعينها؟ فهتفت مرة أخرى أبيعها؟ أتحبني أبيع هذه السيارة؟ أو تظن أنني أطيق أن أرى أحداً يروح أمامي ويغدو بهذه السيارة؟ هذه السيارة التي اشتراها زوجي وأراد مفاجأتي بها؟ إنني سأهديها لك يا مستر «سي» فأنت تقدر التذكارات حق قدرها.

«هذه العجوز كانت تتلهف إلى شيء من التقدير والاعتراف بأهميتها فلما وجدت من يغدق عليها هذا التقدير لم تجد أغلى شيء لديها لتهديها إياه».

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة