بصراحة لم أجاف الحقيقة عندما ذكرت قبل أسبوع أن النصر يعيش أسوأ أيامه على مدى التاريخ، ورغم أن كل ما حدث كان في علم الغيب، إلا أن الاستنتاج أحياناً يكون صحيحاً، فتوقعي كان مبنياً على الأحداث الدرامية التي كانت الإدارة بتخبطاتها المعتادة وبالمنهجية غير المدروسة تسير بالنادي وبالفريق الأول لكرة القدم خاصة إلى نفق مظلم، ولا أعتقد أن هناك إدارة في أي منشأة تعمل بدون فكر وبدون إستراتيجية وإلا لماذا وضعت إدارة نادي النصر نفسها في هذا الموقف المحرج أمام منسوبيها والعاملين لديها، وخاصة اللاعبين، وأمام الرأي العام، وبماذا يفسر أن تدفع مبلغ يتجاوز الخمسين مليونا في لاعب أرى من وجهة نظري أنه لاعب (عادي) وهي لا تملك السيولة، إضافة إلى الديون المتراكمة، ناهيك عن عدم تسليم لاعبي الفريق الذي انضم إليهم اللاعب القضية رواتبهم الشهرية التي وصلت إلى 8 مرتبات، فلو كانت الإدارة تحمل فكراً لعملت على إنهاء أمورها حسب الأولويات، فحقوق العاملين واللاعبين أولاً ومن ثم الديون الخارجية سواء من الداخل أو من الخارج التي على النادي، ثم تفكر في التعاقدات، فالمثل يقول (مد رجولك على قد لحافك)، أما ما تعمله الإدارة فهو نوع (من الهياط) فمن الصعب أن يتحدث الشخص أو المسؤول عن أشياء لا يملكها، فالرياضة هي متعة واستمتاع وتواصل وترابط وليست توسلا ومماطلة، وآثاره غير محببة، ونتيجة لهذه الأزمة نشاهد أن أفضل العناصر الإدارية تغادر النادي احتجاجاً على عدم صرف حقوق الناس وكذلك احتجاجاً على العمل العشوائي الذي لا يحمل أي نوع من الفكر، فقد غادر العقيد خالد الرشيدان وهو من الكفاءات المميزة والذي برحيله يعتبر خسارة فادحة للكيان، وفي أقل من 48 ساعة يلحق به أمين عام النادي علي حمدان الذي ما أن عاد من إجازته ووجد الأمور للأسوأ فطلب مغادرة منصبه ومن عضوية مجلس الإدارة، ومن بعد ذلك يلحق بهم سعود الفهيد رئيس مجلس الجمهور، ورغم المبررات التي أدلوا بها بعد رحيلهم إلا أنها أعذار وهمية ولكن الكل يعرف أن الأجواء داخل النادي غير صحية والكل مستاء من السياسة غير الموفقة التي نتج عنها عدم استلام الناس حقوقهم وهذا هو مؤشر لعدم التوفيق فدائماً نحن نذكر أن حقوق الناس يجب أن تعطى في وقتها أو بتأخير مقبول وليس بأشهر عديدة، فالنصر ليس مسحوراً ولا مصاباً بعين ولكن ابتلي بإدارة لا تعي ولا تدرك مسؤوليات إدارة الكيان، فالإدارة فن وعلم وليسشوائية وفوضوية.

إنهم يكذبون على الرمز

يؤسفني جداً أن هناك أناساً اعتادت على الكذب والإساءة غير محترمة ودون خوف من الله سبحانه وتعالى خاصة ونحن في هذا الشهر الكريم الذي يبحث فيه كل مسلم عن مزيد من الحسنات والأجر والعتق من النار إلا أن هناك أشخاصاً لا تفرق واعتادت على الكذب وما يؤسفني أكثر أنهم يكذبون على الأموات، وما لفت انتباهي ما اطلعت عليه مع أحد الأصدقاء من تغريدات عبر تويتر (والذي أحمد الله أنني لا أملك حساباً فيه) ويعلم الجميع أن رمز النصر وأحد الرموز الرياضية قد رحل عن دنيانا وكان بحق مدرسة وعنواناً عريضاً لرياضة الوطن ولكن المصيبة أن البعض يتناول اسمه ومواقفه بالكذب في الآونة الأخيرة خصوصاً من بعض الكتاب النصراويين الذين لم يجدوا منه القبول في حياته فأخذوا في تأليف القصص بعد مماته. وأقرب مثال على ذلك الذي خرج من دهاليز غباره ليفتري على زملاء كانوا بحق محل تقدير ومكانة في قلب وفكر الراحل، نقول لهذا المعتوه وغيره (عيب وألف عيب)، فالرمز لم يكن بحاجة لتقديم الهبات لأي إعلامي حتى يكسب وده فما يجب أن تدركه أيها المسكين أن الإعلام والإعلاميين هم من كانوا يتسابقون لنيل حوار أو تصريح من الراحل الكبير، لا أعلم هل هي غيرة وحقد وحسد على الآخرين، أليس كذلك يا كاتب الغفلة الذي لم يجد مطبوعة تؤويه سوى تويتر الذي كشفه عند الآخرين.

نقاط للتأمل

- أتمنى أن يسجل التاريخ طريقة تسديد قيمة انتقال اللاعب يحيى الشهري الذي أجبر النادي على التوقيع مع شركة صلة ليتم تحصيل 5 ملايين ومليونين من عضو شرف كبير ومليون من أحد أعضاء الشرف القريبين من النادي والهدف من التسجيل حتى لا يخرج علينا من يقول إنني دفعت المبلغ كما قال سابقاً.

- ما زلت أقول وأردد عبارة (من يقول إن النصر ناقص مال فهو ناقص عقل) أين صاحب هذه المقولة من حقوق اللاعبين ومن تسديد قيمة الصفقات التي أصبحت حديث الشارع من كثرة التأخير والمماطلات التي أساءت لسمعة الكيان وتاريخه.

- أعتقد أن الإخوة في نادي الهلال فاهمين الاستثمار بطريقة خاطئة فلا يوجد مبرر أن يشترطوا مبلغا لنقل مباراتهم الودية، فالعائدات من النقل التلفزيوني تكون للمباريات المدعومة إعلانياً ومنها مردود مادي للناقل.

- في بداية التعاقدات وقبل أكثر من شهر ونصف الشهر كتبت أن تعاقدات النصر محفوفة بالمخاطر وهاهي النتائج تبدأ من أولها فاللاعبان البرازيليان اللذان تم التعاقد معهما مصابان وأؤكد لكم عبر هذه الزاوية أن كليهما أقل من الطموح وبكثير.

- تمديد لجنة الاحتراف المهلة لنادي الاتحاد يؤكد ما سبق طرحه بأن اللجنة لا يمكن أن تبتعد عن الاستثناءات والمجاملات فهي ليست من كوكب آخر.

- من أسوأ صفات الإنسان المسلم هو الكذب والتمادي فيه خاصة عندما يكون كبيراً في السن والمؤسف ألا يكتفي بالكذب على الأحياء، بل وصل إلى الأموات ولم يعلم أن الأفضل دائماً هو ذكر محاسن الموتى، لكن هذه مشكلة المتقاعد.

- انتهى مسلسل صفقة يحيى الشهري الذي أشبه ما يكون بفيلم هندي ولكن اطمئنوا هناك أفلام أخرى قادمة سيكون بطلها عقد محمد السهلاوي.

- أعتقد أن نادي النصر بعدما خسر السمعة التي أبعدت أناسا كثيرين من لاعبين وإداريين قد خسر شخصيتين إداريتين قياديتين متمثلتين بالعقيد خالد الرشيدان وعلي حمدان.

خاتمة:

لا يتواضع إلا من كان واثقا بنفسه

ولا يتكبر إلا من كان عالماً بنقصه

ونلتقي عبر جريدة الجميع «الجزيرة»، ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي