Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 05/08/2013 Issue 14921 14921 الأثنين 27 رمضان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

يسعد المرء حقيقة حينما يرى أمثلة حضارية مضيئة في إعلامنا الشرقي المليء بالإسفاف وتسطيح الاستهلاك، نموذج يتوجه بخطابه إلى النشء والشباب والكبار على حد سواء، بأسلوب سهل ممتنع مع الصورة والمشهد اللبق الراقي، توضيحاً وزيادة في التأثير، ذلكم هو أحمد الشقيري في (خواطره). غالب البشر تصاب بالملل مع طول الشرح،

فكثير الكلام ينسي بعضه بعضاً كما تقول الحكمة، كما أنّ لقطة أو صورة قد تغني عن الكلام، فما بالك وقد اقترنت بمعلومة أو نبذة قصيرة لكنها وافية، تلك هي فلسفة هذا البرنامج الذي على مدى تسع سنوات ظل يقدم ومازال النموذج والقدوة التي يبحث عنها النشء والشباب ويحتاج الكبار كذلك للتذكير بها. لقد ذكر لي أحد أقربائي أن حفيدته ذات السنوات الست تتسمّر أمام التلفاز لمتابعة (الخواطر)، وهذا ببساطة يعني أنّ أسلوب صاحب البرنامج بعيد عن التعقيد سهل الفهم رائع الإعداد يزيده الإخراج المتمكن طاقة للوصول إلى ملايين العقول والقلوب على اختلاف أعمارها وتفكيرها.

يعلم قراء هذه السطور الأكارم، أنّ فضاءنا العربي يختنق بمئات القنوات التلفازية التي أقل ما توصف به كثير منها ولا أقول جميعها، أنها تجارية أو دعائية، هذا عدا عما يعرفه القراء عن كثير منها من أمور ليس هذا مقام الخوض فيها، إلا أن (الخواطر)، مع برامج مشابهة كنت قد تحدثت عنها في الأسبوع الماضي، وقفت في وجه هذا الطوفان أو لنقل سبحت عكس التيار لتقدم النماذج المشرقة من تاريخنا دون بكاء على الأطلال وإنما لاستنهاض الهمم وشحذ الذاكرة التاريخية، والتذكير بأنّ لدينا العقول والإمكانات البشرية والمادية لنلحق بباقي الأمم، كل هذا مع التجوال في بلاد العالم لتقديم النماذج والقدوات والمشاريع الحضارية.

نحن بأمسّ الحاجة إلى مبادرات وإنجازات كهذا الإنجاز، في حاضرنا المنهك وأحوالنا الحضارية المتأخرة. وليس هذا البرنامج هو الوحيد لأحمد الشقيري كما قد يغيب على البعض، فقد سبق وقدم برنامج المبادرات الإنسانية التطوعية، ونعلم مدى هذا التأثير العملي على تفكير وسلوك المتابعين الشباب والنشء منهم خصوصاً، كما والتحفيز على المبادرة والتطوع مهما قلت كماً ونوعاً . كما ولهذا الناشط الإعلامي والاجتماعي مبادرات أخرى راقية وحضارية، يشارك ويتفاعل معها كل راغب في العطاء وخدمة المجتمع، يساندها مواقع على الإنترنت وأيضاً مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.

كلمة أهمس بها (جهراً) إلى الإعلامي الراقي أحمد الشقيري، أحسنت يا أحمد، و(إحسانك) كما تردد أنت هذه الكلمة العظيمة يلقي على كاهلك المزيد من المسئولية التي أنت كفؤ لتحملها، واصل خواطرك، فقد أتحفتنا وأيقظت شعورنا بالاعتزاز بعلمائنا ومفكيرنا ومخترعينا عبر تاريخنا، وأشعلت في شبابنا جذوة الغيرة من أقرانهم في الدول التي سبقتنا حضارة وتقدماً، وأسكت النعيق والصراخ في عشرات القنوات الفضائية ببرنامجك هذا، فشكر الله لك جزاء ما قدمت، وإلى الأمام.

omar800@hotmail.com
تويتر @romanticmind

وقفة
طابت ( الخواطر ) يا أحمد
عمر إبراهيم الرشيد

عمر إبراهيم الرشيد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة