Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 05/08/2013 Issue 14921 14921 الأثنين 27 رمضان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

الموقف الأمريكي مما جرى في مصر يوم 30 يونيو، وهو اليوم الذي استجاب فيه الجيش المصري للنداء الشعبي المتذمر من حكم تنظيم الإخوان المسلمين، يشبه موقف الابن من طلاق والديه، فعندما يحصل أبغض الحلال بين رجل وزوجته، فإن الهم الأكبر لكلا الزوجين هو الحفاظ على الود مع الابن، وفي هذه الحالة فإن كل طرف يحاول أن يثبت بأنه هو الطرف المظلوم، وصاحب الحق، فالزوج لا يستطيع أن ينتقد مطلقته علنا أمام ابنه، لأنه ببساطة يتحدث عن والدته. هذا، ولكنه يستعيض عن ذلك بالحديث العام عن عدم التوفيق، ويحاول أن يكسب رضا ابنه بشتى السبل، ونفس الحال ينطبق على الزوجة، فهي تفعل ذات الشيء مع ابنها، لأن أي حديث بسوء عن زوجها هو بالتأكيد حديث عن والد الابن الغالي!، أما الابن فهو في حالة ارتباك دائم، فهو سيتعامل مع كلا والديه، ومضطر لإرضائهما معا، مهما كان موقفه الحقيقي منهما، ورؤيته الشخصية للأمر.

الولايات المتحدة هي التي ساهمت بالإطاحة بمبارك، بعد التصريح الأوبامي الشهير: «عندما نقول ارحل الآن، فإننا نعني الآن، وليس غداً»، وهي التي حاورت، وتقاربت مع التنظيم الدولي للإخوان المسلمين قبل ذلك، وعلى مدى سنوات، وفي ذات الوقت، فإن الجيش المصري له ارتباط وثيق بأمريكا، وذلك منذ أن فك الرئيس الراحل أنور السادات حلف مصر مع الروس في بداية السبعينات الميلادية، واتجه غربا نحو العالم الجديد، ومنذ ذلك الحين، والجيش لم يفك ذلك الرباط الوثيق، تسليحا، وتدريبا، وخلافه، وبالتالي فإن الولايات المتحدة هي مثل ذلك الابن الذي تطلق والداه، وهي على هذا الحال، منذ 30 يونيو الماضي!، فهي التي ساهمت بدرجة كبيرة في منح الإخوان فرصة العمر المستحيلة: «كرسي الحكم»، واتفقت معهم على أشياء كثيرة، تخدم مصالحها، ومـصالح إسرائيل، وسنقرأ عنها مستقبلا، وقد تصدمنا، وفي ذات الوقت، فإن أمريكا على علاقة وطيدة بالجيش المصري أيضا، وتعرف جيدا أنه هو حجر الزاوية لدولة مصر، وعماد «الوطنية المصرية»، والجدار الحصين الذي لا يمكن القفز عليه، وتجاوزه، وبالتالي فهي تبدو مرتبكة، تماما مثل الابن في حكاية الطلاق، ولكن هل هذه كل الحكاية؟!.

من الصعب التسليم بأن ما نسمعه من أركان الإدارة الأمريكية حول ما يجري في مصر هو الموقف الصريح، كما يصعب التصديق، لمن يتابع الأحداث جيدا، ويحللها، بأن الجيش المصري خالف الإرادة الأمريكية بالمطلق، وأنه في حالة صدام معها، وذلك عندما اصطف مع معظم الشعب، وأعلن عزل مرسي عن الحكم، مع التأكيد على أن هناك خلافا عميقا بين رؤية الجيش، والنخب المصرية، ومعظم الشعب، وبين الرؤية الأمريكية التي لا تهمها إلا مصالحها، وأمن إسرائيل، ولكن المؤكد أن ارتباك الإدارة الأمريكية، وموقفها الهزيل، والغامض، والمتردد لن يخدم الواقع المصري المتأزم، فمثلما قطع الرئيس أوباما صلته بمبارك، وحسم الموقف في 2011، فإن بإمكانه أن يقطع صلته بتنظيم الإخوان الآن، ويحسم الموقف، لتعود مصر التي يحلم بها أبناؤها، فهل يفعلها أوباما، أم أن «المخطط» هو أن تسير مصر على خطى سوريا، دولة مفككة، بجيش منهار، وهو بالتأكيد ما سيخدم إسرائيل، ولعل قادم الأيام يكشف كل هذه الأسرار بشكل جلي وواضح.

ahmad.alfarraj@hotmail.com
تويتر @alfarraj2

بعد آخر
مصر .. طلاق أمريكا والإخوان هو الحل !
د. أحمد الفراج

د. أحمد الفراج

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة