Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناThursday 08/08/2013 Issue 14924 14924 الخميس 01 شوال 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الثقافية

الناس والعيد
منصور بن محمد دماس مذكور

منصور بن محمد دماس مذكور

رجوع

* قالوا: إنَّ الناس أجناس فأصبح تأكيد القول لا يخفى على المتابع خاصة في حاضرنا المعاصر فإذا المتابع قد سمع وقرأ صفات أناس حميدة وصفات ناس مضادة تؤكد هذه المقولة فما يزيدها تأكيداً ما يستقبل به الناس عيدنا هذا العام وأعياد أخرى سبقت ليست بأقل منه تخلُّقاً وأخلاقاً وتطبُّعاً وطبعاً وتمسُّكاً وانحلالاً.

فمن الناس من يستقبلون العيد كاستقبالهم لشهر رمضان لا بالعبادة صلاةً وصوماً وتلاوة وصدقة بل يستقبلونه بتزيين مجالسهم لتجمّع يتبادلون فيها الغيبة والنميمة وقول الزور إضافة إلى ما يبتلون به أجسادهم وعقولهم من سموم تؤثّر على صحتهم وتفقدهم الصواب وبالإضافة إلى تنقُّلهم من قناة لقناة تبثُّ الفسوق والرذيلة معاديةً الفضيلة والقِيَم الإسلامية. وهؤلاء زينتْ لهم الشياطين ما يصنعون فأمضوا أعمارهم فيما يضرهم لا ما ينفعهم ويرضي ربهم فصاروا باذلين جهودهم لجلب ما يشقيهم في الدنيا والآخرة نرجو الله أن يهديهم ويوفقهم.

* ومن الناس من يستقبل العيد استقبالاً عادياً كاستقبالهم شهر رمضان غير معتبرين ما أكرمهم الله فيه من فضائل لا توجد في باقي الشهور، فلم يجهدوا أنفسهم في العبادة ولم ينصرفوا إلى غيرها من ملهياتٍ تصرفهم عمّا أوجب الله عليهم غير مستغلين فضل الشهر وفضل العيد وما يجري فيه من تآلف وتحابب وزيارات واتصالات عصرية وهؤلاء أحسن حالاً من من سبقوهم .. نرجو الله أن يلهمهم ما في شهر من مكرمات فيغتنموها.

* أما من استقبلوا شهر رمضان وهم يعرفون فضل الشهر وعرفوا أجلَّ ميزة فيه وهي التي أوضحها الله تعالى في (إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به) هم من يعرفون – أيضاً- أن أول شهر رمضان رحمة ووسطه مغفرة وآخره عتق من النار وهم من عرفوا أيضاً أن (المسلم للمسلم كالجسد الواحد إذا اشتكى من عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) لذلك يستقبلون الشهر وكلُّ حواسهم وأعضائهم مستيقظة لشكر الله الذي وهبها لعباده نِعَماً لا بد أن تستغل هذا الشهر لتصل بالشكر الذروة ولتغتنم ما فضل الله به الشهر من فضل يكسبون باغتنامه إرضاء الله والفوز بنعيمه في يوم لا ينفع فيه مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم وهؤلاء بجانب شكر الله تعالى بتسخير ما وهبهم الله من النعم فيما يحب ويرضى .. يتألمون لما يجري في البلدان العربية والإسلامية من ظلم واستبداد طاغييْن أصبحت - بهما- أسَرٌ -لا يحصرها المحصي- مشردة وأرامل بائسات وأطفال يتامى وعجزة بلا مأوى ومرضى بلا علاج.

لكنهم وإن تألموا بتألُّم المبتلين لا حول لهم ولا قوة.

*من شعري (1)

ما أعذب العيد لكنَّ الحياة بلا

أمنٍ مسراتها غولٌ وتسهيدُ؟

يا عيد صبراً إذا كفَّاك قد سئما

حملَ الزَّغاريد أو ضاقتْ بك البيد

لا تبتئس أبداً واسخر بمن عشقوا

ظلمَ العباد فدربُ الظلمِ مسدودُ

فكلُّ مستسهلي فعلِ الدَّمار لهم

مهما عثوا من صنيع الشرِّ تهديدُ

كم حافرٍ حفرةً كيداً يباغتُه

فيها وقوعٌ فيا أهل (الجفا) كيدوا

لن يذهب العيدُ من أحقادكم أسفاً

مهما تكيدوا شعورُ العيد موجودُ

للحبِّ للخيرِ للإنسان حيثُ ترى

طبائع الناسِ تسمو العيدُ موجودُ

1 - من قصيدة بعنوان ما أعذب العيد من ديوان رجع

dammasmm@gmail.com

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة