Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 14/08/2013 Issue 14930 14930 الاربعاء 07 شوال 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

الكثير من القناعات يعتنقها الإنسان حيناً.. وبتغيّر ظرف الزمان والمكان يعتريها التغيير بالتطوير أو التحسين وحتى الإلغاء والإضافة.. ولعل القناعات الدينية والمادية وما يتبعها من فضائل ورذائل هي الأكثر رسوخاً وقِدماً.. وتأخذ وقتاً أطول لتتبدل.. لأنها تغيّر الإنسان تماماً.. ويسبقها طوفان فكري عنيف.. ينسف أصلها الأول ليحل مكانها أمر جديد.. ولأنها راسخة بجذور عميقة يعد اجتثاثها مهمة جبارة ومن النادر أن تصادف الإنسان كثيراً.. لأنها تحدث نتيجة حراك فكري بين الماضي والحاضر.. المألوف والغريب.. السائد والمميز.. حرب المتناقضات من أجل الوجود.. وفرض الذات.. أقصد ذات الفكرة وجوهرها.

لا تُقلق القناعات الدينية كالمادية.. لأن الثقافة المادية باتت كدرة لا يمكن تمييز الصح فيها من الخطأ.. وجرّت معها قيمة الإنسان إلى حيز الرخص حد الابتذال.. وتدخلت بها أمور لا شأن لها بالفضيلة والزهد.. لكنها أُقحمت بها مع تدني تلك القيمة.. كأنها عار ومؤشر على الطمع.. وبمناسبة الحديث عن الطمع فإن - روبرت تي كيوساكي- صنف أهم الغرائز التي تتحكم في حياة الناس المادية (الخوف والجشع) بين الخوف من فقد المال والجشع الذي يصوّر الحياة مع المال وكيف له أن يلبي جلّ الرغبات.. وهكذا يدور بين رحاها حتى يموت.

ولك أن تسأل ما شأن القيمة المادية بقيمة الإنسان كبشر وأين التقت؟

فالمنجز الذي يعمل بصمت وعند التقدير والترقية يكون من المنسيين هو الملام على ذلك.. فليس ميدان العمل ميدان الصدقات السرية لكمال الأجر وغياب الرياء.. والصدقات التي يبطلها المن والأذى.. ليكن لإنجازك صوتاً مسموعاً وتأخذ ما تستحقه.. ولا ترضى أن تكون مركوناً بالرف المعد لكل ما هو رخيص.. ويلخص ما يحدث هناك.. الدكتور غازي القصيبي - رحمه الله- بجملة حول الطبيعة البشرية.. تستحق الوشم على الضمير الإنساني “لا يأخذ الناس، بجدية كافية، أي خدمة تقدَّم لهم بلا مقابل أو بسعر منخفض”.. تعلم كيف يكون التسويق للذات برقي وتفرّد.. بعيداً عن ضجيج المفتعلين.. الذين يعلنون حتى عن “عطسة” إن لم يسمعوا حولهم من يشمتهم.

ولست أناقض نفسي حول جملة سبق أن قلتها بأن الأضواء والشهرة.. ثنائي لا يحترم عشاقه.. فلا بد أن تختار الضوء الذي تريده وتحتاجه.. والجمهور الذي تجد معه رد الصدى.. أما العشق المطلق لكل مسرح ووهج..

تلك بداية الانزلاق إلى إرضاء الجمهور وغياب الرسالة.. كبرنامج ما يطلبه المستمعون لا أكثر.

وحتى عند قبولك لوظيفة جديدة أو موقع أفضل.. تأكد أن تظهر قيمتك المادية بكل فخر وإصرار.. لا تكن رخيصاً فتفقد مكانتك.. وفي أسوأ الأحوال وانحسار الاختيار.. وهيمنة البيروقراطية.. ضع شروطاً تضمن بها أن يكون صوت مواهبك وإنجازاتك واضحاً للمكان بمن فيه.

وحتى على صعيد العلاقات الإنسانية.. إياك وخانة الرخص.. وتقديم التنازلات دون مقابل يستحق.. ارفع قيمتك.. يحترمك الآخر.. وإن لم تفعل.. فانتزع شوكك بيدك حين يتراكم الغضب لإهدارك حقوقك.. وحتى الاستغناء عنك.

amal.f33@hotmail.com

إيقاع
رخيص!
أمل بنت فهد

أمل بنت فهد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة