Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSunday 18/08/2013 Issue 14934 14934 الأحد 11 شوال 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

* تتجلى عظمة الشعب السعودي عبر تاريخه الطويل، في تكاتفه وتعاضده ووفائه لقيادته الكبيرة، التي نبعت منه، فكانت وما زالت منه وله وإليه.

* تجربة توحيد المملكة وتأسيسها على يدي المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود، أعطت شعبه فهماً مختلفاً لمعنى الأمن والاستقرار والحياة الكريمة. كيف تجتمع الأشتات في واحد، والأجزاء في كل، بحيث يتحول وهن الشتات وضعف الجزء، إلى هيبة وقوة ومنعة.

* كانت هذه خلاصة التجربة العظيمة التي خاضها الملك عبدالعزيز رحمه الله؛ ليجعل من جغرافيات حافة جافة، وطناً واحداً، ومن مجتمعات قبلية متناحرة، أسرة واحدة متحابة.

* السعوديون عبر عدة عقود مضت، وثلاثة إلى أربعة أجيال، استوعبوا هذه التجربة، وأدركوا القيم التاريخية والجغرافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي توفرت لهم من خلالها.

* لم يكن من السهل على أي قوى معادية لهذا الكيان السعودي الكبير؛ أجنبية كانت أو إقليمية، أو حتى جماعات ضالة متشظية منه، كما حدث في زمن الملك عبدالعزيز، إلى عداءات قومية عربية محيطة بنا، وتنظيمات إرهابية محلية.. لم يكن من السهل على هذه الحراب لا متفرقة ولا مجتمعة؛ اختراق هذا النسيج المتجانس في وحدة وطنية فريدة، ولحمة اجتماعية عصية على العض والنهش، عوضاً عن الأكل والازدراد.

* كثير من البلدان العربية من حولنا؛ تعرضت لهزات قوية هددت وتهدد أمنها الوطني، وقد تصل بها إلى تجزئة جغرافياتها، ومن ثم إضعافها وتركيعها أمام أعدائها المتربصين بها وبكامل الأمة العربية. إن آخر المشاهد المؤلمة في هذا الاتجاه المحزن، ما تتعرض له جمهورية مصر العربية من استهداف خارجي وداخلي، يتولى كبره الخونة من بعض أبنائه، الذين جرفهم تيار الإرهاب، حتى أصبحوا في أتونه، وصاروا من الأدوات الفعالة لتنفيذ أجندات أعدائه، فمصر هي الدولة العربية الكبرى التي دخلت الحرب مع إسرائيل من أجل قضية من يتآمر عليها اليوم أربع مرات، وضحت بجيشها وأبنائها وأرضها وخبزها من أجلهم.

* ماذا يجري اليوم على صعيد مصر العروبة والتاريخ..؟ وما واجبنا كعرب؛ للوقوف إلى جانبها مساندين ومعاضدين، وواقفين صفاً واحداً في وجه أدوات الإرهاب الإخواني المدعوم من قوى خارجية، لم تعد خافية على أحد.

* خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله، يضع النقاط على الحروف في كلمة موجهة للشعب المصري، وتحمل رسائل مهمة للغاية، للأشقاء في مصر، وللخارج المتآمر، وللداخل السعودي الذي انقسم بشكل واضح في تقييمه لما يجري هناك.

* عبّر حفظه الله عن القلق مما يجري هناك، وأنه وضع مؤلم لقيادة المملكة والشعب السعودي؛ أن يقتتل الإخوة، وأن يفرح فيهم العدو المتربص بهم وبنا على حد سواء.. ثم قال المليك المفدى: (إنني أهيب برجال مصر والأمتين العربية والإسلامية والشرفاء من العلماء، وأهل الفكر، والوعي، والعقل، والقلم، أن يقفوا وقفة رجل واحد، وقلب واحد، في وجه كل من يحاول أن يزعزع دولة لها في تاريخ الأمة الإسلامية والعربية، مكان الصدارة مع أشقائها من الشرفاء. وأن لا يقفوا صامتين، غير آبهين لما يحدث، فالساكت عن الحق شيطان أخرس).

* هذا هو عبدالله بن عبدالعزيز، القائد الذي تتعدى اهتماماته حدود وطنه، إلى بقاع وطنه الكبير في مشارق العرب ومغاربها. يأخذ هذا الموقف البطولي في وقت الشدة، مع شعب مصر وقيادة مصر، حتى لا تنهار مصر، ولا تسقط مصر، ولا يضام أهل مصر، فمصر والسعودية بلد واحد وأمة واحدة، ومصير واحد منذ زيارة الملك عبدالعزيز رحمه الله إليها في عهد الملك فاروق رحمهما الله.

* يقول عبدالله بن عبدالعزيز- وهذا هو شعور المخلصين من شعب المملكة العربية السعودية بقيادة عبدالله بن عبدالعزيز نصره الله: ( وليعلم العالم أجمع، بأن المملكة العربية السعودية شعباً وحكومة، وقفت وتقف اليوم مع أشقائها في مصر، ضد الإرهاب والضلال والفتنة، وتجاه كل من يحاول المساس بشؤون مصر الداخلية، في عزمها وقوتها ـ إن شاء الله ـ وحقها الشرعي لردع كل عابث أو مضلل لبسطاء الناس من أشقائنا في مصر. وليعلم كل من تدخل في شؤونها الداخلية، بأنهم بذلك يوقدون نار الفتنة، ويؤيدون الإرهاب الذي يدّعون محاربته، آملاً منهم أن يعودوا إلى رشدهم قبل فوات الأوان، فمصر الإسلام، والعروبة، والتاريخ المجيد، لن يغيرها قول أو موقف هذا أو ذاك، وأنها قادرة - بحول الله وقوته- على العبور إلى بر الأمان . يومها سيدرك هؤلاء؛ بأنهم أخطأوا يوم لا ينفع الندم).

شكراً مليكنا المحبوب، فقد ألقيت بأكثر من حجر في برك الضفادع المتلونة، وبينت للعالم أجمع، موقفنا الحكيم والشجاع في المملكة؛ من مؤامرة دولية تحاك ضد مصر، بتعاون من إرهاب المتأسلمين في مصر وفي المنطقة كلها:

وكُلُّ شجاعة في المرء تُغني

ولا مِثلُ الشجاعة في الحكيم

H.salmi@al-jazirah.com.sa
alsalmih@ymail.com

قيادة كبيرة .. لشعب عظيم
حمّاد بن حامد السالمي

حمّاد بن حامد السالمي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة