Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSunday 18/08/2013 Issue 14934 14934 الأحد 11 شوال 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

هناك الكثير من الأفكار الغريبة التي أتى بها بعض أصحاب المشاريع، وانتشرت هذه الأفكار أكثر مع ظهور الإنترنت التي أوصلت الكل بالكل، ومن يتابع هذا المجال يجد العجب، فمن ذلك شيء يسمّى «مكالمة في الليل»، وهو مشروع صغير أنشأه شاب اسمه ماكس وفكرته أن تضع رقم هاتفك في هذا الموقع الإلكتروني، وبعد الساعة الثانية ليلاً تأتيك مكالمة عشوائية من شخص آخر سجّل في هذا البرنامج، وتناقش معه أحلامك وليلتك أو أي شيء آخر!

قد قيل إن تسعة أعشار الرزق في التجارة، ولكن هل دار بخاطر أحد أن يتاجر كما فعل مايك كارديلا عام 2009م؟ هذا الرجل أنشأ تجارة اسمها «زعماء الوز»، وفكرتها تقوم على تخليصك من طيور الوز التي تضايق الناس في ملاعب الغولف والشواطئ والأماكن المفتوحة كالجامعات والمطارات والمناطق السكنية، فهذه الشركة تستخدم الكلاب لتطرد الوز من تلك المناطق، غير أنّ هذه الطريقة الطريفة لا تضر الوز، لأنّ الشركة تستخدم فصيلة تتخصص في رعي الماشية ولكن بدون استخدام العض ولا العنف، وطريقتها الأساسية في الرعي (وطرد الوز!) هي أن تحدّق في عيني الحيوان كنوع من الترهيب، وهذا النظر الحاد في العينين يكفي ليجعل الشاة تعود لمكانها والوزة تطير بعيداً بلا ضرر على أيٍّ منها. ومن الأفكار التي ظهرت في السبعينات الميلادية شيء يُسمّى «خاتم المزاج»، وهو خاتم يدل على مزاج لابسه! يحوي الخاتم مادة البلورات السائلة ويتغيّر لونها حسب الحرارة التي تلمسها، فإذا كان الإنسان مثلاً غاضباً ارتفعت حرارة الجسم وغيَّر هذا اللون الموجود في الخاتم، ومن ينظر لخاتمك وقتها قد يدرك أنك في مزاج سيئ!

ربما يسمع أحدهم بهذه الأفكار الغريبة فيثير هذا حماسه ليقدم للعالم اختراعاً غريباً من اختراعاته، وهذا ما فعله أحد خبراء الإعلان الأمريكان باسم غاري دال، والذي بدأ تجارة قد تكون أغبى فكرة ستمر عليك في حياتك، فقد كانت تجارته عبارة عن ... أحجار. ليست أحجاراً كريمة، ولا هي بأحجارٍ لها تصميم جديد جذّاب تصلح أن تزيَّن بها المنازل. لا، كان هذا الرجل يبيعك أحجاراً عادية تستطيع أن تجدها في أي مكان! في عام 1975م كان هذا الرجل جالساً مع بعض أصدقائه وسمعهم يشتكون من حيواناتهم الأليفة ومشاكلها، فاقترح عليهم ساخراً فكرة عن كائن أليف لا يسبب لصاحبه أي مشاكل. هذا الكائن لا يحتاج منك أن تطعمه ولا أن تنظفه أو تمشطه أو تأخذه في نزهة، ولن يمرض أو يموت أو يعصي لك أمراً. ما هو هذا الكائن؟ إنه حجر! تضاحكوا من هذا الاقتراح وأكملوا تسامرهم ثم تفرّقوا وعاد كل منهم لبيته، غير أنّ غاري أخذ يفكر في ما قاله وراقت له هذه الفكرة! استقر ذهنه على الشّكل النهائي لهذا المنتَج، وهو أن يضع الحجر الصغير في عش من القش ويضع هذا في صندوق مع دليل استخدام. طرح غاري هذه السلعة في الأسواق والتي توقع كل من سمعها أن تفشل فشلاً ذريعاً، ومن في عقله السليم سيدفع أربعة دولارات ليشتري حصاة؟ لكن المدهش أنّ بعض الناس بدأوا يشترونها، خاصة وأنّ دليل الاستخدام كان مليئاً بالطُّرَف، منها كيفية تدريب هذا الكائن الأليف كما الكلاب المدرّبة، فإذا أردت الكائن أن يجلس مكانه فهذا سهل، وما عليك إلاّ أن تهتف به: «اجلس!»، وبعدها سيظل الحجر جالساً! أما الأوامر الأخرى مثل «قف» و «امشِ» فكانت تحتاج جهداً من صاحب هذا الكائن الأليف طبعاً، وأحد الأوامر السهلة هو «هاجِم»، والهجوم عند هذا الكائن الأليف – أي الحجر - فهو أبسط بكثير، فما عليك إلاّ أن ترميه على عدوّك! بعد أن ضحك الناس كثيراً عليه وعلى فكرته باع غاري أكثر من مليون ونصف من هذا الكائن الأليف، حينها توقّفوا عن الضحك والسخرية واتسعت أعينهم بذهول وهم ينظرون إلى غاري ماشياً إلى بنكه ليسحب الملايين من الدولارات التي ربحها وعلى وجهه ابتسامة عريضة، فيا لَغرابة عالم التجارة والتجّار!

Twitter: @i_alammar

الحديقة
مِن طرائف التجارة
إبراهيم عبد الله العمار

إبراهيم عبد الله العمار

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة