Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 19/08/2013 Issue 14935 14935 الأثنين 12 شوال 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الاقتصادية

جيف بيزوس، جون هنري والحقيقة الجديدة

رجوع

جيف بيزوس، جون هنري والحقيقة الجديدة

بقلم - بيل تايلور:

في اليوم الذي أعلنت فيه شركة «واشنطن بوست» بأنّها ستبيع صحيفتها الرائدة إلى الملياردير في مجال الإنترنت جيف بيزوس، فتحت صحيفة «ذا بوسطن غلوب» أبوابها لعقد لقاء مع الملياردير جون هنري، مالك نادي ريد سوكس، والذي كان قد أعلن عن مشاريع تهدف إلى شراء الصحيفة الشهيرة في نيو إنغلاند منذ أقلّ من 72 ساعةً.

وإنّنا ندرك أنّه يتمّ إلحاق تغييرات أمام أعيننا في منطق المنافسة في مجال الأعمال، وفي وسائل الإعلام، وعمليّات التسويق- وبأنّ تقدّم التكنولوجيا العنيفة يغيّر بشكل حادّ طابع كافّة المؤسسات التي تعتمد هذه التكنولوجيا.

ليس لديّ أدنى فكرة عن التغييرات التي سيُلحقها بيزوس في صحيفة «ذا بوست» أو تلك التي سيقوم بها هنري في «ذا بوسطن غلوب»- ولست متأكّداً من أنّهما يعلمان ذلك بدورهما، على الأقلّ حتّى الآن. وبالنسبة إليّ، إنّ هذه المعاملات جديرة بالملاحظة لأنّها ترمز بوضوح إلى ثلاث حقائق جديدة وقويّة، لا تحدّد المشهد الإعلامي فحسب، بل والمشهد التنافسيّ الذي تعمل في إطاره جميع المؤسسات والقادة حاليًّا.

- تغيّر منطق القيمة الاقتصادية إلى الأبد: كيف نعالج موضوع قيام هنري بدفع مبلغ زهيد قدره 70 مليون دولار لشراء «ذا بوسطن غلوب»، أو دفع بيزوس مبلغ 250 مليون دولار لشراء «ذا بوست»؟ لا بدّ من التذكير بأنّه بعد تأسيس موقع «أمازون»، بلغت ثروة بيزوس 28 مليار دولار- إذاً بشرائه صحيفة «ذا بوست»، يكون قد استثمر نسبة 1 % من ثروته الشخصية. والجدير ذكره أيضاً هو أنّه قبل أن ينتهي بيزوس من عقد صفقة البيع المذكورة، قامت شركة «ياهو» بشراء موقع «تمبلر» مقابل مبلغ 1.1 مليار دولار. بمعنى آخر، يبدو أنّ الشركة التي أُطلقت عام 2007 لنشر مجموعة من الصور، والتدوينات القصيرة على الويب، تساوي أربعة أضعاف قيمة مؤسسة أُطلقت عام 2007، وساهمت في صياغة الخطاب الديمقراطي وإسقاط بعض الرؤساء.

- في عالم يحدّده «الدمار المبتَكر»، يحصل الدمار أسرع من الابتكار. بقدر ما افتخر بظهور «الاقتصاد الجديد»، لا يمكنني إلا تكرار قول جوني ميتشل فيما أشهد على تلاشي شركات ومؤسسات محترمة: «لا يمكنك إدراك أهميّة ما لديك، إلا بعد فقدانه». أمّا السؤال الذي أودّ أن أطرحه علينا نحن كقادة، وكأفراد في هذا المجتمع، فهو: هل نعترف بالثمن الذي ندفعه مقابل ظهور الثورة الرقمية بقدر ما نعترف بفوائدها؟

من أجل استمرار المؤسسات القديمة، يجب بناء هياكل جديدة للملكية. لم يكن لدى صحيفتي «ذا بوسطن غلوب» و»ذا بوست» أي فرصة تقريباً للاستمرار، والازدهار، وهذه هي حال الشركات المتداولة علناً، شأنها شأن الأرباء غير المحبوبين بشكل عام. وثمّة ظروف أسوأ لإحداث التغييرات التي تكثر الحاجة إليها بدلاً من أن يتملّك أصحاب المليارات الذين يتميّزون بذكائهم هاتين الصحيفتين- وأسوأ هذه الظروف هو أن تخضع هاتين الأخيرتين لرحمة الطلبات غير المبررة التي تصدر كلّ ثلاثة أشهر عن وول ستريت.

إذاً إليكم اقتراحي الأخير، وهو اقتراح يُطبّق جيّداً في عالم صحف المدينة الكبيرة: لا شكّ في أن التكنولوجيا تغيّر ملامح كلّ مجال تطاله، ولكنّها ليست القدر المحتوم. إذ يمكن أن يتعامل القادة الموهوبون، عندما يستندون إلى خيالهم الواسع وإلى البرامج التنظيمية الصحيحة، بشكل مبتكر وفعّال، مع أصعب الظروف. وفي الواقع، هذا هو السلوك الذي يحدّد مفهوم القيادة حاليًّا- أي إطلاق العنان لتغيير إيجابي وطويل الأمد ضمن بيئة تتقدّم أسرع من أي وقت مضى.

(لقد ساعد ويليام سي. تايلور في تأسيس مجلّة «فاست كومباني»، وهو مؤلّف كتاب «تغييرات جذرية عمليًّا: طرق غير مجنونة تماماً لتغيير شركتك، وإعادة تنظيم عملك، وتحديّ نفسك»).

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة