Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 19/08/2013 Issue 14935 14935 الأثنين 12 شوال 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

تمر جمهورية مصر العربية الشقيقة بمنعطف تاريخي مهم هذه الأيام، فبعد أن ثار شعبها على نظام مبارك، في عام 2011، أوهمنا العالم الغربي، وعلى رأسه الولايات المتحدة بأن الوقت قد حان لتنعم دول العالم العربي بالحرية، والعدالة، والديمقراطية، وقد كان حماس القيادات الغربية لنجاح الثورة المصرية غريباً، ومريباً، فلم نعهد منهم مثل هذا، فقد كانوا تاريخياً يقفون ضد إرادات الشعوب، ليس في العالم العربي وحسب، بل في كل أنحاء المعمورة، في إفريقيا، وآسيا، وأمريكا اللاتينية، وقد صدقهم الشعب العربي، إذ على الرغم من التحذيرات التي أطلقها بعض المفكرين الغربيين بأن الولايات المتحدة لا يمكن أن تدعم حراكاً شعبياً ينشد الديمقراطية في الشرق الأوسط، إلا أن الشعب العربي لم يصخ السمع، إذ كان قد وصل إلى درجة عالية من الغليان ضد بعض الأنظمة الاستبدادية العربية جعلته يتعلق بأي قشة تقوده إلى الخلاص، فماذا حصل؟!

أقول الآن، وبكل ثقة، وبعد أن أصبحت اللعبة السياسية تدار على المكشوف، وبعد أن تسربت الوثائق، أو سربت، إن ما جرى في مصر في 2011 كان «تثوير» لشعب غاضب، وكان الهدف منه إحلال دكتاتورية «جماعة» بديلا لدكتاتورية «فرد»، وربما أن هذا كان استباقاً لثورة شعبية حقيقية، تأتي بديمقراطية مقبولة، وقد تكون هذه الثورة المنشودة هي ما حصل في 30 يونيو 2013، بعد عام واحد من حكم جماعة الإخوان المسلمين، وهو العام الذي لم تحسن فيه الجماعة إدارة البلاد، إذ بدلا من أن تشرك معها كل الأطياف السياسية في الحكم، وتركز على ترسيخ مبادئ الديمقراطية، وعلى تحسين الوضع الاقتصادي للمواطن، وهي الأسباب التي كانت سبباً في احتقان الشعب، نجد أنها بذلت كل ما في وسعها للتمكين لكوادرها في كل مفاصل الدولة، كما دخلت في صراعات مع كل مؤسسات الدولة، كالقضاء، والجيش، وزاد الأمر سوءاً إعلانها الدستوري، وهي الأمور التي قادت في النهاية إلى الثورة الثانية في يونيو 2013، عندما ثار الشعب، وحمى الجيش ثورته، تماما كما حصل أيام مبارك!، فكيف تطورت الأمور؟!

بعد أن تم عزل حكومة مرسي، اعتصمت الجماعة في الميادين، ونعرف كافة التفاصيل التي تلت ذلك، التي انتهت بمواجهة لا تزال قائمة، بين الجيش، وجزء كبير من الشعب المصري من جهة، وبين تنظيم الإخوان من جهة أخرى، وفي خضم كل هذا، ظن المتابعون أن مصر تنزلق إلى المجهول، في ظل ارتباك في الواقف، حتى لا نقول تواطؤ، من قبل الولايات المتحدة، والغرب عامة، وفي ظل تدخل سافر من بعض الدول الإقليمية، مثل تركيا، وقطر، وهنا كان لا بد لأحد من أن يقول شيئاً يعقلن المواقف الدولية، ويعيد الأمور إلى نصابها، فمصر ليس من جمهوريات الموز، بل دولة لها أهميتها، وثقلها على المستوى الدولي، وحينها جاءت الكلمة الفصل!

في ظل الارتباك الدولي، وحالة الاصطفاف غير المسبوقة، كان للملكة العربية السعودية موقف سيسجله التاريخ، كما هي عادتها في الأزمات التي لا يجيد التعامل معها إلا الكبار، فقد ألقى العاهل السعودي كلمة موجزة، وضع فيها النقاط على الحروف، وكانت الكلمة تحمل رسائل عدة لكل الأطراف، وكلمات القادة الكبار، في مثل هذه الظروف العصيبة، ليست موجهة بالعادة إلى الشعوب، بل تحمل رسائل سياسية واضحة، وصريحة لكل القوى التي يعنيها أمر مصر، وأنا على يقين أن الرسائل قد وصلت، وقد كانت ردود الأفعال على الكلمة إيجابية، إقليمياً، ودولياً، ولا يراودني شك بأن هذه الكلمة المختصرة كانت حداً فاصلاً، بين انزلاق مصر إلى الفوضى، أو استعادتها لعافيتها، وعودتها لتكون حصناً منيعاً، وسنداً للعرب، والمسلمين، كما كانت طوال تاريخها المجيد.

ahmad.alfarraj@hotmail.com
تويتر @alfarraj2

بعد آخر
الكلمة الفصل!
د. أحمد الفراج

د. أحمد الفراج

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة