Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناTuesday 20/08/2013 Issue 14936 14936 الثلاثاء 13 شوال 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

أحياناً تحاصرك التساؤلات، وتحيط بك الشكوك، وتثور في نفسك الظنون وبلا نهاية، حينها تهرب عن البحث والتفكير وراء الحقيقة إلى ركن تظن أنه شديد، وتركن لحصن تعتقد فيه ومن داخله الطمأنينة والأمان.. وفي خضم ما يدور، وفي ظل ما يُقال، وفي وسط ومن رحم معمعة الأحداث الواقعية على أرض الكنانة، والافتراضية العالمية في الشبكة العنكبوتية، كان لي مع نفسي جلسات وحوارات، لم أخرج منها بإجابة شافية تتجلى فيها الحقيقة كالشمس في رابعة النهار، ولا حتى وصل بي سيل التفكير إلى غلبة ظن للأسف الشديد، مع يقيني الجازم بأننا في المملكة العربية السعودية مستهدفون وبقوة من قِبل دول وجماعة وأحزاب مختلفة ومتباينة، ولكنها تجمع على حرب أهل هذه البلاد، وفي الوقت ذاته لدي اعتقاد أكيد بأننا نحن العرب نمر - وكما سبق أن كتبت في هذه الزاوية قبل أسبوعين تقريبا “ويل للعرب من شر قد اقترب” - بفتنة عظمى ومصيبة كبرى، نسأل الله أن يخرجنا منها سالمين. ولم يكن بد وحالتي مع نفسي كما ذكرت أعلاه - ومثلي كثير - من اللجوء إلى ثقافة السؤال؛ إذ فيها تكمن عين الحقيقة، وتنبئ عن شيء من الرؤية المتوقعة للمستقبل العربي، وتعطيك دلالة على وجود أيد خفية تريد ببلادنا السوء وتخطط لعالم الدمار. ولعل من أهم ما ثار في ذهنيتي لحظة كتابة المقال ما يأتي:

* لماذا يتربع الهم السياسي دون غيره من همومنا العديدة على عروش قلوب العرب، ويتراقص بمشاعرهم، ويتحكم بعقولهم، ويوجه أفكارهم، ويملأ حبر أقلاهم، ويسودون به صفحات صحفهم، يغردون ويدندنون حوله صباح مساء؟

* من يقود التغيير في عالمنا العربي، ولمصلحة من، وهل هناك خارطة جديدة ترسم حدودها وتحدد معالمها في دهاليز الظلام ونحن نترقب وبشغف فجراً صادقاً يحل فيه السلام والأمن والأمان في ربوع أوطاننا العربية؟

* أين مواقع العلماء والمفكرين والمثقفين المنصفين المتحدثين بحكمة وروية وعقلانية في حلبة الصراع، وهل هم بالفعل يقولون ما يعتقدون وعن علم ودراية بما هو يعد في العرف السياسي سراً من أسرار الدولة وتربيطاتها المستقبلية؟

* هل يمكن أن نراهن نحن العرب على الديمقراطية في بلادنا يوماً ما، أم أننا شيعنا جنازتها ودفناها حتى الساعة؟

* لماذا غاب الإعلام المحايد عن معركة الشارع العربي، ولعبت التوجهات العقدية والعالمية في تصريف الأهواء وتحريك الرغبات والسفهات؟

* من قابيل وأين هو هابيل اليوم، وإلى أي الصفوف سينضم عمار بن ياسر الذي تقتله الفئة الباغية “يدعوهم إلى الله ويدعونه إلى النار”؟

* لماذا نجح الشارع العربي في الهدم ولم يملك حتى هذه الساعة القدرة على البناء سواء في تونس أو ليبيا أو مصر ومن قبل العراق، وما هو مستقبل الشارع العربي في بقية الدول خاصة الخليجية منها، وعلى وجه أخص المملكة العربية السعودية؟

* كيف أوصلت الديمقراطية البلاد العربية إلى التقاتل والتشرذم والضياع في الوقت الذي هي بوابة الاستقرار وصمام الأمان في بلاد الغرب؟

* هل هناك تخطيط شيطاني يجمع بين التيار الشيعي الصفوي والإخواني المصري لضرب المملكة العربية بالعمق، وتوظيف موسم الحج القادم للعمل الفعلي والمحاولة الجادة الرامية لزعزعة أمن بلادنا ونشر الفوضى في ربوعه وغرس بذرة الفتنة بيننا بأسماء مختلفة وبأشكال متنوعة ولهدف واحد دون سواه، وهل التيار الإخواني السعودي والمتعاطفون معه يعرفون شيئاً من هذا وساكتون عنه على افتراض أنه صحيح طبعاً؟

* هل يعلم أحد غير الله ماذا سيكون في الغد العربي، وكيف يستطيع حكام المستقبل مسح الصورة السوداوية من ذهنية طفلنا العربي اليوم رجل المستقبل غداً؟

* هل صحيح ما يقوله الساسة والمنظرون والكتاب المتخصصون من أن الثورة كالقطة تأكل أولادها، وأن كل ثورة تولدُ تلد معها ويخرج من رحمها ثورة مضادة تقتلها وتسلبها مغانمها وتلدُ داخلها فرحة الوصول لسدة الحكم وكرسي الرئاسة؟

* هل نحن بالفعل نعيش فتنة آخر الزمان؟

* لمن نستمع، وقول من نأخذ، خاصة ونحن نتلقى كل لحظة سيلاً من الرسائل والتغريدات التي تطير بنا إلى أفق الفضاء الذي أصبح ضيقاً حرجاً في عالم اليوم؛ إذ حمام الدماء والفتنة الشعواء؟

دمتم بخير، وحفظ الله البلاد والعباد، ووقانا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأرانا جميعاً الحق حقاً ورزقنا اتباعه، والباطل باطلاً ورزقنا اجتنابه، وحقن دماء المسلمين، وحمى أعراضهم وحفظ أموالهم وممتلكاتهم وديارهم. اللهم أمين. والسلام.

الحبر الأخضر
أسئلة الفتنة
د.عثمان بن صالح العامر

د.عثمان بن صالح  العامر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة