القدس المحتلة - بلال أبو دقة:

صادفت يوم أمس الأربعاء الذكرى السنوية الـ(44) لإحراق المسجد الأقصى المبارك، على يد الإرهابي الصهيوني المتطرف- دينيس مايكل، الذي أقدم على إشعال النَّار في المسجد الأقصى، والتهم الحريق أجزاءً كبيرة من المسجد بما في ذلك منبر صلاح الدين الأيوبي..

وفي هذه الذكرى الأليمة دعت مؤسسات وفعاليات وطنيَّة وإسلاميَّة فلسطينيَّة، المجتمع الدولي، وهيئات الأمم المتحدة المختلفة، لإلزام إسرائيل بوقف انتهاكاتها التي تهدف إلى تشويه معالم المدينة المقدسة الإسلامية والمسيحية.أكَّدت الهيئة الإسلاميَّة- المسيحية لنصرة القدس والمقدسات في بيان لها نشرته أمس الأربعاء أن الاحتلال مستمر في اعتداءاته على المسجد الأقصى من خلال عمليات الحفر والتدمير ومواصلة عمليات الاستيطان في محيطه، إضافة إلى بناء الكنس والحدائق التلمودية، ناهيك عن الاقتحامات اليومية التي تمارسها قوات الاحتلال والمستوطنون لساحاته.

وقال الأمين العام للهيئة- حنا عيسى: «إن إحراق المسجد الأقصى المبارك كان البداية لمخطط شامل يهدف إلى تهويد المسجد والاستيلاء الكامل عليه، موضحًا أن هذه الجريمة ليست الوحيدة بحقّ المسجد الذي بات يَتَعرَّض لاقتحامات لباحاته، ورفع الأعلام الإسرائيليَّة داخله، ومنع المصلِّين من الوصول إليه، كذلك ما تخطط له سلطات الاحتلال من تقسيم زمني للمسجد الأقصى بين المسلمين واليهود على غرار ما حدث في الحرم الإبراهيمي الشريف.

بدورها أشارت الهيئة الإسلامية العليا في القدس إلى أن المسجد الأقصى مستهدف، وأن الحرائق لا تزال متلاحقة به وبصور مُتعدِّدة منها الاقتحامات التي تنفذها الجماعات والأحزاب اليهودية المتطرفة، بحماية من جيش الاحتلال الإسرائيلي، والحفريات التي تُهدِّد أساسات المسجد القبلي الأمامي من المسجد، إضافة إلى تصريحات المسؤولين في الحكومة اليمينية المتطرفة، وأعضاء الكنيست الإسرائيلي التي تمسّ حرمة الأقصى المبارك، وتكشف عن أطماع اليهود بالأقصى.

ودعت الهيئة، منظمة اليونسكو للقيام بدورها، وتحمل مسؤولياتها تجاه ما يجري للمسجد الأقصى، والعمل على وقف الحفريات التي تدمر التراث الإسلامي والإنساني في مدينة القدس، وتُهدِّد المسجد الأقصى المبارك، كون القدس موضوعة على قائمة التراث العالمي المعرض للخطر في ظلِّ الاحتلال منذ عام 1981م.

بدوره، أكَّد رئيس المحكمة العليا الشرعيَّة، رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي في فلسطين الشيخ يوسف ادعيس أن كافة المؤشرات والمعطيات تُؤكِّد أن انهيار المسجد الأقصى بات قاب قوسين أو أدنى، وهذا ما تؤكده الانهيارات المتتالية في ساحات المسجد الأقصى وفي المناطق المحيطة به التي كان آخرها الانهيار الكبير الذي وقع في أرضيَّة حوش عسيلة الذي يبعد 20 مترًا عن باب السلسلة نتيجة للحفريات المستمرة أسفله.