Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSaturday 24/08/2013 Issue 14940 14940 السبت 17 شوال 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

تنهض وزارة التعليم العالي ببناء قلاع العلم لوطن يفتح قلبه ويديه لمستقبل مشرق - بإذن الله -، فما نشهده من توسع كبير في عدد الجامعات الجديدة والكليات والأقسام التي تفتتح لا يخفى على الجميع، فهو موضع اغتباط كل مواطن، بعد أن نمنا على سبع جامعات أكثر من عقدين من الزمن، مما نتج عنه شح المقاعد الجامعية وندرة الأساتذة، وتغرُّب أبنائنا للدراسة في جامعات متواضعة الكفاءة في بعض دول الجوار العربية، وتحمُّل كثير من الأسر أعباء دراسة أبنائهم، وهجرة أبناء الأرياف إلى المدن التي تتواجد بها الجامعات، كالرياض وجدة ومكة والمدينة مثلاً، مما زاد من تكلفة الخدمات في هذه المدن وفي الوقت نفسه أضعف استفادة الأرياف من أبنائها النازحين لطلب العلم.

إن ما أُنجز من جامعات لا يكاد يفي بكثافة الطلب على الدراسات الجامعية، ولا بد من خطوات قادمة لإحداث نقلة أخرى في زيادة عدد الجامعات، لتصل إلى الخمسين كمرحلة أولى، أي أن أمام الوزارة الجليلة جهداً مضاعفاً لضرب 24 ×2 لتقارب الخمسين خلال فترة لا تتجاوز عشر سنين، وإلا تفاقم الوضع وعادت قضية الشح من جديد، وربما قد لا تتبين صورة الأزمة القادمة بكل الوضوح مع استمرار برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، فقد خفف كثيراً من وطأة هذه الأزمة.

وغير خافٍ على معاليكم الزيادة المتنامية في عدد السكان، والنسبة الكبيرة التي تُشكّلها فئة الشباب ممن هم دون سن العشرين، فهي تبلغ 34 % من مجمل السكان، أي ما يصل إلى أربعة ملايين تقريباً، ويعني هذا الرقم أن نسبة 80% من هؤلاء على أقل تقدير يرغبون في الدراسة الجامعية، وموضوع الابتعاث قد لا يستمر بزخمه الحاضر سنوات طويلة، فلا نعلم كيف يمكن أن تتغير أمور الاقتصاد أو السلم العالمي أو العلاقات الدولية، وهو ما يستدعي بالفعل الإسراع في بناء وتأسيس جامعات جديدة في المدن الصغيرة والمناطق التي لم تحظ بعد بنيْل نصيبها الكامل من الجامعات، مثل الحوطة والأفلاج ووادي الدواسر والقنفذة وينبع وسكاكا ورفحا وحقل وبلجرشي وغيرها، ولو لحظنا توزيع الجامعات لوجدناها تكاد لا تخرج عن نطاق المدن الكبيرة، وهو ما استنزف طاقات الأرياف والقرى والمدن الصغيرة من أبنائها.

هل سنستمر في بعث طلابنا إلى الخارج إلى الأبد وبهذه الكثافة العالية على الرغم من فوائده الجمة على مختلف المستويات؟! الجواب: لا، فذلك ليس معقولاً، لأن الابتعاث جاء حلاً لأزمة خانقة في عدد الجامعات السعودية، ومتى تحقق لدينا العدد الكافي، فإن الابتعاث سيكون للتخصصات النادرة ليس إلا، أو لسد نقص في تخصص من التخصصات.

وإن مما يرغّب في العمل الأكاديمي ويمنع تسرب أعضاء هيئة التدريس إلى القطاع الخاص، تثبيت البدلات التي وضعت لمعالجة النقص الحاد في عدد الأكاديميين، فليس من اللائق أن يعود الأستاذ الجامعي بعد تقاعده وكأنه التحق لتوه بوظيفته بعد أن كبرت مسؤولياته وزاد عدد أسرته واعتاد على مستوى معين من العيش!

أطالب معاليكم وبصراحة تعميم بدل الندرة، فهو مصطلح مخادع تتلاعب به الأقسام العلمية، فليس في الجامعات تخصص مهم وأهم، ولا وضيع أو رفيع، فالتخصص غير المرغوب فيه أو اكتفي منه يُلغى أو يُوقف، فمن العدل أن يحظى جميع الأساتذة بهذا البدل غريب التصنيف، فمثلاً كيف يناله أستاذ اللغة الإنجليزية ولا تشمل رحمة هذا البدل أستاذ النحو، وهو في هذا الزمن أندر من الغراب الأبيض أو من الكبريت الأحمر!

أطالب بتثبيت كل البدلات للأكاديميين، فهم نخبة المجتمع وصفوته، ولا تنتهي مهمتهم بالتقاعد، ثبِّتوا بدلاتهم لئلا يعودوا بعد تقاعدهم يتسولون عند أبواب المساجد، بعد أن كان طلابهم الذين غدا بعضهم وزراء يتسولون منهم المعرفة، أو نعود نحن نتسول أستاذاً جامعياً فلا نجده!

moh.alowain@gmail.com
mALowein@

كلمات
إلى معالي وزير التعليم العالي: ضرورة تثبيت بدلات الأكاديميين!
د. محمد عبدالله العوين

د. محمد عبدالله العوين

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة