Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 26/08/2013 Issue 14942 14942 الأثنين 19 شوال 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

صيحةٌ مدوِّيةٌ ومباركة بإذن الله أطلقها فارس الحكمة ولسان الحق، الملك عبدالله بن عبدالعزيز - أيّده الله -، عبر تصريحه القويِّ القويمِ والمخلص قبل أيام تعليقاً على ما يحدث في أرض الكنانة من هدر للدماء، وإزهاق للأرواح، وتدمير للممتلكات، الخاصَّ منها والعام، بسبب (خلافات) متعدِّدة الأصولِ والفرُوعِ والأُطروحات، أوْدتْ بالبلاد إلى شفا من جحيم لا يُبقي ولا يذَر!

* * *

- لقد كرّس الملك المفدى عبدالله بن عبدالعزيز بمبادرته السامية مفهَوماً كريماً، هو أنَّ هذه البلادَ الطاهرة، قيادةً وشعباً، تبقى واحةَ العقل المستنير، الذي يرى الحقَّ حقَّاً والباطلَ باطلاً، فيدعو إلى الأول نَاصِحاً، ويَنهْى عن الآخر محذِّراً، كي يمكنَ التعاملُ مع لهَبِ الفتنةِ الكاسرة بحكمةٍ تحقنُ الصراع في مهده، تلك الفتنةُ التي لم تدعْ بيتاً ولا شَارعاً ولاحيّاً في معظم مدن مصر الشقيقة، إلاّ وأشعلت فيه نارَ الخراب والدَّمار، بعشْوائيةِ الوحشيّة!

* * *

- تلك كانت كَلمةَ حقٍّ أُريدَ بها حقٌ، أطلقها خادمُ البيتين - أعزّه الله -، ليْختَرقَ بها جدارَ الصَّمت العربي إزاءَ ما يحدث داخل (البيت) المصري الشقيق من نَوازِل مريعةٍ اهتزّ من هولها الإنسَانُ والجمَاد! وكأنَّ الوجدانَ العربي قد أخرسَه هديرُ الفتنةِ الكبرى في دمشق العزيزةِ وأخواتِها من المدن السورية الجَريحة، وشلّ أدوات التفكير في رأسه، فلم يَعُدْ قادراً على استيعاب إيقاعِ الفتنةِ الأُخرى في مصر الشقيقة، وقرّر أن (يضع في إحدى أُذنيْه طيناً وفي الأخرى عجيناً)، فلا يسمع شيئاً، ولا يعي شيئاً مكَتفياً بمتابعةٍ بلهاء لما يحدث عبر الشاشات، الصدق منها والعميل!

* * *

- جاء صوتُ الحقِّ يهدر من قلب الجزيرة العربية منادياً بجرأة الحقِّ والخُلُق القويم : لن ندع أرض الكنانة وحدها تعاني من فتنة (الإخوة الأعداء) تحت مظلّة (إمّا نحن السادة .. أو الطوفان من بعدنا)!!

* * *

- ويتردَّد الصوت الحكيم القادم من قلب وجدان العرب عبدالله بن عبدالعزيز بَرْداًً وسلاَماً على الأفئدة المصرية المرزوءة بالقَهر المدمر، وليسدَّدَ ضربةً محْكمةً إلى صفوف الحقد والشماتة وتصفية الحسابات، ويشعرُ المصريُّون الشّرفاء (خارج فسطاط الفتنة الحمراء) أنهم ليسُوا وحدَهم في الميدان، فتطربُ أنفسُهم، وتسمُو معنويتهم، ويشتدَّ عزمُهم على استِئْصال شَأْفة رؤُوسِ الفتنةِ ومدبّريها حيثما كانوا، لينقَلبُوا بإذن الله خاسرين!

* * *

وبعد، فلم أجدْ ما أختمُ به هذا الحديثَ سوى أبياتٍ مختارة من قصيدة رائعة للفقيد الكبير الدكتور غازي القصيبي - طيّب الله ثراه -، أبدعها في مناسبة وطنية سابقة، يخاطب فيها الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - أيّده الله -، بعنوان (سلمتْ يداك)، حيث قال :

- سلمت يداك .. تضمدان جراحاً

تتنافسان.. مروءةً وسماحاً

- سلمت يداك.. وعشت فارس أمة

وجدتْك.. أمضى الذراعين سلاحاً

- وتلفتت والليل يخنق دربها

فتبينتك: منارها الوضاحا

إلى أن يقول:

- علمْتَها أن الشجاعة حكمة

بئس الشجاعةُ لوثةً وصياحاً

- وسموْتَ فوق الخطب صقراً باسلاً

أعيا الشواهقَ عزمةً وجناحاً

- سمعتْك فانتفضتْ تمزقُ يأسَها

وتصوغ من ألق الرجاء وشاحاً

* * *

ثم أما بعد،

ما أصدق هذه الأبيات تصويراً للمبادرة الشجاعة التي أعلنها الملك المفدى قبل أيام، متضامناً مع الشعب المصري الشقيق، الذي انتفض ضدّ قوىً تريد شلَّ حركته وتقزيم إرادته!

الرئة الثالثة
أبا متعب .. سلمتْ يداك
عبد الرحمن بن محمد السدحان

عبد الرحمن بن محمد السدحان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة