Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 26/08/2013 Issue 14942 14942 الأثنين 19 شوال 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

الموهبة حالة إبداعية ابتكارية تنشأ مع إنسان معين، يدرك من خلال تطلعاته ونضجه أنه سيقدم حالة من الإبداع غير المسبوق في بناء معادلة معنوية أو مادية تفضي إلى نجاح واضح وإلى تميز بين من سواه، وهذا التعريف قد يقود إلى تعريفات ومداخل أكثر على عالم الموهبة التي يهبها الله لأشخاص معينين في الحياة ليقدموا ما لديهم من أفكار وطروحات تخدم البشرية وتسهم في بناء الإنسان بطرق معبرة ومفيدة وذات بعد جمالي خلاق.

فالمجتمع لا شك أنه معني بهذه العلاقة التي تنشأ بين الموهوب وبين حالته الإبداعية، وربما أولى حواضن هذا العمل أو التوجه هي الأسرة التي ينبغي لها أن ترعى هذه المواهب وتقدم كل دعم ومؤازرة، لأنها هي من تكتشف مواهب الطفل في بداياته المبكرة حتى تستطيع أن تقدمه لمراحل التعليم المختلفة.

فبرنامج الموهبة ينقسم في طبيعته إلى قسمين مهمين هما الأفكار والأعمال، فكلما تطورت أدوات التفكير لدى النشء والشباب حصلنا على مزيد من المواهب التي ستثري مشهدنا الحياتي من أجل العمل على تفعيل كل فكرة متميزة ووضعها على المسار الصحيح لخدمة الأهداف الإنسانية الحقيقية، إلا أن الموهبة بفرعيها الفكري والعملي تتطلبا دعماً معنوياً ومادياَ كبيراً يحقق أهداف هذه الأفكار ويبني علاقات متميزة مع هذه المواهب التي تتطلع نحو المستقبل.

فالصورة التكاملية بين الموهبة والإبداع حري بها أن تنجز فعلاً متميزاً لا يتوقف عند مجرد الأفكار والتخيلات، إنما يتطلب أن تكون الموهبة منطلقة من مفاهيم التطبيق لكل فكرة تتسم بالتميز على نحو الكثير من الابتكارات والاكتشافات في المجال الفني والتقني وفي حقول العلم والمعرفة.

فمن المهم أن لا نوقف أمر الموهبة عند الحالة المعنوية أو الشفاهية كحالة الإبداع الشعري أو الكتابة، إنما يتعداها نحو الفنون والمنجزات والابتكارات العلمية وهذا هو متطلب مرحلة التكامل بين الموهبة والإبداع أي أن لا تجتزئ التجربة، أو يُحتفى بها في مكان ما، ويتم تجاهلها في مكان آخر، فالصورة هنا تكمل بعضها البعض حتى تتحقق للموهبة بعض أهدافها.

فالشعار المهم الذي يجدر بنا أن نرفعه هو (الموهوب .. مواطن فوق العادة) أي أن هذه الموهبة هي من تميز أصحابها، لتضعهم في مكانة أثيرة، تعزز وجودهم العلمي والابتكاري من أجل تحقيق معادلة الجمال والإبداع، فسيحقق الموهوب من وراء هذا الاهتمام الكثير من المكاسب وستنعكس حالته الإبداعية على المجتمع، ليخدم البشرية ويحقق أهم إنجازات الإنسان.

فالموهبة والإبداع إذا ما تعاضدتا فإنهما ستنجزان الكثير من الأفكار حينما يتم توافر عناصر النجاح، على نحو الدعم المعنوي والمادي، والبيئة التعليمية والعلمية المناسبة بوصفها حالات تعزز نجاح الموهبة وتطور الطموح وتحقق أهم مكتسبات المجتمع من استثمار عقول هؤلاء.

كما أن دور المؤسسات والمراكز والمرافق التعليمية مهم وضروري، فحينما تتبلور هذه الأفكار في عقول الموهوبين فإنها حتماً ستترجم إلى مشاريع قابلة للتنفيذ بشكل عملي يحقق منجز الإبداع، فهذه المؤسسات يقع عليها العبء الأكبر في بناء الموهبة والمحافظة على الموهبة بوصفها طاقة حيوية تمتلك مفاتيح الإبداع والبناء.

hrbda2000@hotmail.com

بين قولين
الموهبة .. مفاتيح الإبداع
عبد الحفيظ الشمري

عبد الحفيظ الشمري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة