شهدت إجازة صيف العام الجاري، خلال فترة التقديم على القبول بالجامعات، إقبالاً ملحوظاً على الكليات الصحية في مختلف الجامعات السعودية، حيث باتت هدفاً وأولوية لنسبة كبرى من خريجي وخريجات الثانوية العامة للالتحاق بها والانضمام إلى القطاع الصحي عقب التخرج، حيث يشير عميد القبول والتسجيل في جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية الدكتور محمد السلطان إلى أن عدد من تقدموا للجامعة - بحكم تخصصها في الطب والعلوم الصحية - أصبح لافتاً، وأن لهذا ما يبرره. ويعلّل الدكتور السلطان ذلك بأن القطاع الصحي من أكبر القطاعات الصحية الجاذبة في الفرص الوظيفية، نظراً لما يشهده هذا القطاع من نقص في الكوادر الوطنية. ويستشهد الدكتور السلطان بنسبة الوظائف المتاحة للسعوديين في القطاع الصحي الحكومي (الشاغرة وتلك التي يعمل بها غير سعوديين) والتي تتجاوز 50 % وفقاً لآخر تقرير لوزارة الخدمة المدنية، وتصل هذه النسبة لوظائف الأطباء إلى 77 %، والأخصائيين 43 % والصيادلة إلى 37 %.

ويمضي الدكتور السلطان مشيراً إلى أن الجامعات السعودية قد توسعت مؤخراً في كلياتها وبرامجها الأكاديمية في التخصصات الطبية والصحية، مما يجسّد النقلة النوعية في قطاع التعليم العالي، والاستجابة لحاجة سوق العمل، ومواءمتها مع مخرجات التعليم العالي، ولما للقطاع الصحي من أهمية في ظل النمو والتطور في المدن الطبية والمراكز الصحية المنتشرة في مختلف مناطق المملكة، وتوجيهات القيادة الرشيدة بالعمل على تأهيل الكوادر الوطنية للعمل في القطاع الصحي. وأنهى السلطان تصريحه مشيرًا إلى تأسيس جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية بمدنها الجامعية في الرياض وجدة والأحساء كجامعة متخصصة كأبرز الجهود للرقي بمستوى التعليم العالي في التخصصات الطبية والعلوم الصحية، كونها تمثل أول جامعة متخصصة في الشرق الأوسط. وشهدت الكليات الصحية في الجامعات السعودية نموًا ملحوظًا خلال السنوات الماضية من عام 1423-1324هـ إلى عام 1431-1432هـ، حيث نمت كليات الطب من 7 إلى 22 كلية بنسبة 214 %، فيما سجلت كليات طب الأسنان نموًا بنسبة 467 % حيث قفزت الكليات من 3 إلى 17 كلية، بينما نمت كليات العلوم الطبية التطبيقية بنحو 250 % من 16 إلى 56 كلية، أما كلية الصيدلة فقط زادت من 3 إلى 17 كلية بنسبة 467 %، أما التمريض فقد استحدث نحو 13 كلية مؤخراً بعد أن كان لا يوجد كلية في المملكة تختص بهذا المجال. من جانبه، أكد وكيل الجامعة للشؤون التعليمية الأستاذ الدكتور يوسف بن عبدالله العيسى أن الرؤية الاستراتيجية تقتضي الاهتمام بهذه التخصصات، بالتزامن مع تزايد المشاريع الصحية من مستشفيات ومراكز طبية حكومية في مختلف مدن المملكة، ومنها ما يلمسه الجميع من توسع كبير في الخدمات الصحية للمدن الطبية للحرس الوطني.

ومن المهم الالتفات إلى الزيادة السكانية الكبيرة المتوقعة في العام 2030م، حيث تؤكد تقارير رسمية أن العدد سيلامس الأربعين مليون نسمة، يتركزون بشكل كبير في التجمعات المدنية ذات الأداء الخدمي الأعلى. وهذا يتطلب استعداداً كبيراً في الجانب الصحي لتلبية الاحتياج الذي سيتضاعف بمرور الوقت. ويضيف: من هنا تبرز أهمية الجامعات المتخصصة، ومنها جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية، وقدرتها على تلبية الاحتياج المجتمعي بالتوازي مع متطلبات سوق العمل وحاجته لكوادر وطنية مؤهلة.