Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 30/08/2013 Issue 14946 14946 الجمعة 23 شوال 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الاقتصادية

على وزن كلمات الشاعر فؤاد حداد وألحان وغناء الفنان الكبير سيد مكاوي حيث يشدو ويقول: الأرض بتتكلم عربي, أشدو أنا وأقول: الشمس بتتكلم طاقة.. وكأنني أستمع إلى الشمس وهي تقول بصوت مرتفع هل من مستفيد من طاقتي المُهدرة؟.. وكأني أراها تبكي على كل ذرة تحترق على سطحها وعلى ما هُدر وما يُهدر وسوف يُهدر يومياً من طاقتها الهائلة التي وهبها خالق الكون سبحانه وتعالى.

يُقدر بعض المختصين الطاقة الشمسية التي تصل إلى سطح الأرض يومياً بأضعاف ما يستخدمه الإنسان من مصادر الطاقة الموجودة على الأرض مجتمعة معاً، كالفحم والبترول والغاز الطبيعي واليورانيوم... إلخ.. والسؤال هنا كم نسبة ما يستخدمه الإنسان من هذه الطاقة المهدرة؟.. المحزن في هذا الأمر أن الكمية المُستخدمة على مستوى العالم من الطاقة الشمسية تمثّل أقل من 1% من خريطة الطاقة العالمية.. هذه النسبة تختلف من بلد إلى آخر ومن منطقة إلى أخرى، حيث نجد مثلاً أن النسبة ترتفع قليلاً في دول الاتحاد الأوروبي وتكاد تكون معدومة في المنطقة العربية التي حباها الله بكميات هائلة من الأشعة الشمسية المركزة الضرورية لإنتاج الطاقة الشمسية باستثناء بعض المشاريع المستقبلية في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

فكم يُسعدنا وجود هذه الخطط المستقبلية التي أعلنت عنها بعض دول الخليج العربي لإدخال الطاقة البديلة وبخاصة الشمسية في خريطة الطاقة لديها لتلبي جزءاً من استهلاكها المحلي للكهرباء.. فلو وهب الله سبحانه وتعالى الشمس القدرة على الكلام لقالت: شكراً على هذه المشاريع التي سوف تستغل جزءاً بسيطاً من طاقتي ومنها:

- الخطة الوطنية طويلة المدى لتوليد أكثر من 30% من الاستهلاك المحلي للكهرباء من الطاقة البديلة وفي مقدمتها الطاقة الشمسية بحلول عام 2032م.

- مشروع بناء معمل توليد الطاقة الشمسية في مكة المكرمة والذي تم الإعلان عنه عام 2012م لتصبح مكة أول مدينة سعودية تستخدم مصدر طاقة بديلة.. أتمنى التعجيل بهذا المشروع لأهميته وتوأمته بمشاريع أخرى خصوصاً في المدينة المنورة وجدة والرياض والدمام.

- مشروع بناء أول محطة لتحلية المياه بالطاقة الشمسية من قِبل مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية في مدينة الخفجي على سواحل الخليج العربي والتي سيتم فيها تحلية المياه المالحة بالخلايا الشمسية عالية التركيز، لإنتاج 30 ألف متر مكعب يومياً من مياه الشرب، مع وجود خطط لتوسعة هذه المحطة وتشييد محطات أخرى رئيسة بحلول عام 2020م.

- افتتاح مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية معملاً لإنتاج ألواح الطاقة الشمسية لمدّ هذه المشاريع بما تحتاج من خلايا شمسية.

- مشروع إنتاج الطاقة الكهربائية الذي أعلنت عنه شركة الكهرباء السعودية عام 2011م في جزيرة فرسان لإنشاء محطة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية توفر كميات وتكاليف نقل الديزل التي تستخدم حالياً في الجزيرة لإنتاج الكهرباء.. أتمنى التعجيل بالمشروع وتوأمته بمشاريع أخرى خصوصاً في المناطق والمدن والقرى النائية كقرى جبال تهامة ذات الاستهلاك الكهربائي القليل.

- مشروع مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة لإعداد أطلس وطني لمصادر الطاقة المتجددة في المملكة العربية السعودية بما فيها الطاقة الشمسية ليتم استخدامه من قِبل المهتمين في الجامعات ومراكز الأبحاث ومطوري المشاريع.

- إنشاء عدد لا بأس به من كراسي وبرامج ومراكز الأبحاث المتعلقة بالطاقة الشمسية في بعض جامعات المملكة.

بالرغم من هذه الخطط والاستثمارات والجهود المستقبلية المشكورة التي سوف تساعد على الحد من ارتفاعات الاستهلاك المحلي للطاقة الكهربائية والتي وضعت المملكة العربية السعودية في المرتبة 12 من بين 40 دولة في مجال الاستثمار بمصادر الطاقة المتجددة، إلآ أن هناك الكثير من الأمور التي يجب على المملكة القيام بها لضمان مرتبة متقدمة عالمياً في مجال الطاقة الشمسية ومنها ما يلي:

- التسريع ببدء وتطبيق مشارع وإستراتيجيات الطاقة الشمسية المعلنة.

- التركيز على المناطق النائية ودعم مشاريع إمدادها بالطاقة الشمسية لارتفاع تكاليف إيصال الطاقة الكهربائية التقليدية.

- تشجيع المنافسة في مجالات الطاقة الشمسية وتوطين تصنيعها لإيجاد فرص عمل جديدة للمهندسين السعوديين.

- ربط هذه الإستراتيجية بنظام الابتعاث من خلال إيجاد خريجين وتخصصات في هندسة ونظم واقتصاديات الطاقة البديلة.

- إنشاء هذه التخصصات في جامعات المملكة العربية السعودية ودعم الأبحاث الخاصة بها.

- وضع حوافز لتشجيع المشاريع الكبيرة لتطبيق الطاقة البديلة بنسبة 15-20% من احتياجاتها للطاقة كحد أدنى.

- تطوير أنظمة تساعد على جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية في مجال الطاقة الشمسية والتخلص من الأنظمة التي تعيق ذلك.

- تطوير أنظمة تساعد على إنشاء قطاع استشاري وخدمي لهذه الصناعة مع إيجاد بعض الحوافز كالقروض والإعفاء الجمركي وأراض صناعية.

أود أن أختم هذا المقال بالقول بأنني لست شاعراً ولا أديباً، لكنني لا أستطيع أن أقاوم حلاوة حديث الشمس لي كل صباح عند الإشراق، وافتخارها بما تحتوي عليه من طاقة هائلة وقت الظهيرة.. كما أنني لا أستطيع تحمل حزنها الشديد كل مساء عند المغيب على ما تم هدره من تلك الطاقة.

www.saudienergy.net
Twitter: @neaimsa

«الشمس بتتكلم طاقة»
د.سامي بن عبدالعزيز النعيم

د.سامي بن عبدالعزيز النعيم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة