Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSunday 01/09/2013 Issue 14948 14948 الأحد 25 شوال 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

من يكابد هموم الكتابة ومسؤوليتها؛ يدرك أهمية الإجازة منها، والبعد عنها برهة من الزمن لاستعادة اللياقة واسترجاع القوة والنشاط.

والحق أنّ الكتابة شبه اليومية تستنفد طاقة الكاتب وتحوِّله لآلة فكرية ومهنية، وكثيراً ما أشبّه الكاتب اليومي بالخبّاز الذي يعجن الدقيق ويخمّره ويكوّره، ويوقد النار ويبدأ بفرد عجينته، فتجد نَظره مشتتاً بين عجينته وخبزه. عين على الرغيف المخبوز داخل الفرن والأخرى على العجينة المكوّرة، وعقله يسرح نحو الزبون الذي سيتلقّف الرغيف إما مادحاً أو قادحاً!

وقلّما ترى الكاتب مرتاحاً، كالخبّاز تماماً، فكلّما سلّم الزبون أرغفته عاد ليتابع العجن والفرد والخَبز، وكذلك الكاتب ما أن يسلِّم مقالته لتحرير الجريدة، حتى يشرع بكتابة مقال جديد يحمل همّاً وطنيّاً أو قضية سياسية أو موضوعاً اقتصادياً أو مشكلة اجتماعية.

وفي منتصف يوليو الماضي بدأتُ أضيق بالكتابة ذرعاً وتاقت نفسي للراحة، وكنتُ أحسُب انقضاء الشهر لأتقدّم لرئيس التحرير بطلب الإجازة، وكان لطيفاً بقبولها، ولو لم يفعل لأجهشت بالبكاء، ولست أدري ما السبب في لهفتي عليها! ربما بسبب الإحباطات المتوالية حينما لا أجد من كتابتي صدى يوافق طموحاتي أو يتماهى مع رغبتي بالإصلاح الذي أرى قدرتنا عليه بالإرادة والتصميم، وبعيداً عن الأطماع الذاتية. ولا أكتمكم سرّاً بأنّ الجزيرة هيأت لي ولزملائي الفرصة للقاء أكثر من ستة وزراء، فضلاً عن رئيسيْ مجلس الشورى وهيئة الأمر بالمعروف، وهو ما خفّف كثيراً من الاحتقان النفسي ضد وزاراتهم. حيث تفهّمت استراتيجياتهم في كيفية إدارة الوزارات التي يشغلونها وإدراكهم للمسؤولية التي أُنيطت بهم، فضلاً عن التحديات التي يواجهونها. وفي كل مرة أخرج بانطباع جيد ومريح بعد كلِّ ندوة ثريّة لا تنقصها الشفافية ولا تجانبها الصراحة. إلاّ أنني أحمّلهم مسؤولية البُعد عن الناس وقلّة التواصل الإعلامي، وتوضيح اللَّبس الذي يمكن أن يرافق بعض القرارات أو العجز عن تنفيذ بعض الأهداف.

ما أردت البوح به في هذه المقالة بعد إجازة شهر (آب اللهاب)، هو أنني في شوق لجريدتي الحبيبة وقرائي الأعزاء الذين أفخر بوجود أسماء بعضهم في المقال الشهري المخصّص للرد على تعليقاتهم ومداخلاتهم ومناقشاتهم الناضجة، وحتى غضبهـم وسخريّتهم وتهكُّمهم اللطيف؛ بما يشعرني وكأنني أعيش بوسط أُسري دافئ، ولو رأيتني كالطاووس حينما أقرأ إطراءً أو ثناءً على مقال كتبته فلامس مشاعر قارئ مجهول ولكنه كريم بالمدح، لضحكت وأدركت مدى بساطتي ونطاق سروري!

وإنْ كنت عدت للكتابة التزاماً أدبياً لجريدتي؛ فإنني عدت لقرائي شوقاً وحنيناً!

وحشتوني بجد !

rogaia143@hotmail.com
Twitter @rogaia_hwoiriny

المنشود
العودة للكتابة والاشتياق!
رقية سليمان الهويريني

رقية سليمان الهويريني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة