Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSunday 01/09/2013 Issue 14948 14948 الأحد 25 شوال 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

هي الفرصة الأخيرة لكم السيد الرئيس لتدخل التاريخ بإنجاز، وليس مجرد الحضور الشكلي فيه كأول رئيس أمريكي من أصل أفريقي!

إنها الفرصة الأخيرة بحق لتحسين صورتكم كرئيس مُتردد ومُرتبك ومُربك، إلى قيادي عالمي صاحب قرار وللتاريخ، إنها سورية! فقد رسبتم في كل ملفات الشرق الأوسط وسقطت من يدك.. بما فيها السلام الذي صليتم لأجله ذات يوم أمام حائط المبكى، وحصلتم على جائزة نوبل للسلام، قبل أن يجف عرقكم!، - وهي بالمناسبة نفس الجائزة التي حصلت عليها لسبب مجهول ناشطة إسلامية متشددة يمنية اسمها توكل كرمان، ارتكبت من الحماقات ما قد يكون أسوأ حملة علاقات عامة لجائزة دولية يفترض أنها مرموقة! -

ميدالية (نوبل) كانت إشارة مبكرة لكم، وعربون ثقة للمضي قُدماً، لكنكم احترتم وحيرتمونا، بعد أن فشلت خياراتكم وخابت أحلامها، كما توقعاتنا معكم، لا في اتجاه السلام ولا الحرب، فراغ بارد، لكنه مميت!

شخصياً أتذكر قشعريرة الفرح -كمواطن عالمي، وأنت تلقي خطاب النصر، لكن بعده لا شيء كان يشبه الحلم، ولا مارتن لوثر كنج، إلا الأصول الأفريقية والبشرة الداكنة، وبعض الفصاحة!

مصر، التي زرتها أولاً، وفيها أول خطاب رومانسي لكم نحو منطقتنا، كادت أن تتناثر أجزاء، وتوضع تحت حكم الإرهاب والجماعات المتشددة، والفوضى التدميرية للجميع.

ليبيا في نزاع أقاليم وقبائل، ومركز لتدريب الجماعات المسلحة، والعصابات الإسلامية، وقِطع السلاح منتشرة في كل مكان تقريباً.

تونس منقسمة وإسلاميوها لا يريدون أن يتعلموا، وإضافة إلى الجماعات الجهادية والتكفيرية المسلحة، كاد أن يُؤسس فها أول إمارة إسلامية متشددة على أطراف أوربا.

واليمن غارق في يوم فوضى ويوم للتهديد والإرهاب، وكلها أيام فقر ووباء.

العراق بعد أن سُلم لنفوذ إيران، ها هو ملتهب بتفجيرات تتنافس في عدد الموتى كل يوم تقريباً.

ولبنان في حفرة تفجير يتهاوى كل مرة، عالق فيه غبار الموت، بانتظار السقوط التالي.

والسودان محكوم بالإخوان والفقر والعسكر والإرهاب. هذا هو الشرق الأوسط المتسامح الذي ستقدمه يا مولانا في نهاية عهدكم للعالم، تأمّل الخارطة جيداً، وستجد الصورة أشد كآبة، ستجد الجغرافيا بتضاريس وعرة وخطرة في حضرتكم!

ثم يا سيدي فوق ذلك كله، بشار الأسد يصنع رقماً قياسياً للموت في سوريا، بل يقدم للعالم أساليب تتنافس وتتفوق على آلهة الموت الأسطورية، بما فيها الخط الأحمر الذي رسمتموه ذات مرة لاستخدام السلاح الكيميائي، إلا أن هذا السلاح وحده حصد نحو 1500 ضحية غالبيتهم من النساء والأطفال!

قلتم - يا مولانا - إن الأسلحة الكيميائية ضد مصالحكم وأمنكم القومي، مما يعني أن قرار الحرب والرد يمكن أن يتخذ منكم مباشرة، فقد أصبح ضمن صلاحياتكم، السلاح الكيميائي في سوريا خط أحمر، نعم، والخط الأحمر سيدي الرئيس مضاء من أشهر، وبقربه جماعات متشددة تنشر الموت وتقيم كل يوم دولة وإمارة إسلامية متطرفة، قد يسلمها النظام كل ما تحتاج في رقصة موت يترك بعدها كل شيء في العراء عن قصد، أليس هذا أكبر تحدٍ لأمنكم ومستقبلكم ودولنا والعالم..؟!

لم يسبق أن اتفق العرب، كما الآن على الحاجة لعون أمريكي، بل وعتب على التردد في حماية شعب يُقتل بدم بارد!

السيد الرئيس.. إنها فرصتك الأخيرة، اضرب ضربة مزدوجة للتاريخ ولبعض التنظيف.

اضرب كل التجمعات الإرهابية الجهادية والنظام القاتل، اجعلها ضربة مزدوجة قوية وعميقة. بصراحة.. ما لنا غيرك يا مولانا، قبل أن نقول مالت عليك.

وتسقط في التاريخ، كما رسبت في الجغرافيا...!

شكراً.

@AlsaramiNasser

إلى الرئيس أوباما .. إنها الفرصة الأخيرة لكم!
ناصر الصِرامي

ناصر الصِرامي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة