Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 04/09/2013 Issue 14951 14951 الاربعاء 28 شوال 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

(1)

حائرٌ بين جدران شقتي الأربعة، كم هي ضيقة هذه الشقة لا تسع ضجيج أحلامي، أفكاري وأوهامي، إني حائر هنا..

فكرت كثيراً من أنا؟! ولماذا أجد نفسي مسجوناً بين جدران أربعة.

منذ فترة طويلة من الزمن وأنا أحاول تقنين نفسي ووضع إطار وعنوان لها، كلما وجدت إطاراً وجدت فيه ثغرة لا تناسبني، أتركه وأبحث عن آخر وحتى الآن لم أجد.. كنت أعتقد غالباً بأن لي مع الخوف حكاية مذ كنت طفلاً أصحو على كوابيس مخيفة ولذا كنت وما زلت أسير محاذياً للجدار وعلى أسوأ الأحوال لا أضع يدي أحياناً على الجدار.. سمعت ضجيجاً خارج منزلي أسفل العمارة، كنت أحاول الاستطلاع من خلال النافذة لكنني لم أتبين ما هو هذا التجمهر ولماذا كل هذا الصخب؟!.. ثمة هتافات تعلو ثم تعود مرة أخرى إلى الهدوء، مَنْ هؤلاء؟ أهم سكان الحي الذي أسكنه أم أنهم آخرون؟ هل بينهم أشخاصٌ من أقاربي أو جيراني؟! كأنما رأيت فيهم وجوهاً أليفة أعرفها..

أغلقت النافذة قبل اكتمال أسئلتي، الحقيقة أنه لا شأن لي فأنا لي مع المسلسلات والأفلام حكاية ولي مع الخوف حكاية أخرى، لا شأن لي بما يحدث والأجمل الآن أن أصنع لنفسي فنجاناً من الشاي وأقضي الوقت في مشاهدة الفيلم الرائع الذي سجلته البارحة من التلفاز.. - مقطع من قصة لم تُنشر بعد -.

(2)

في القلب شوقٌ جارف إلى وجوه وأصوات حميمة، يبدو الآن بينها ذلك الأكثر حضوراً واختيالاً وجه صديقتي (ميم)، لطالما جمعتنا الأماني والأحلام والصدف الجميلة، مضى على هذا الموقف حوالي عامين، كان العالم بأسره بانتظار ليلة رأس السنة كان ذلك في لندن، العالم هناك يصطخب فرحاً واستبشاراً بتلك المناسبة من خلال ممارسة كل ما هو مجنون وخارج عن المعقول.

خرجنا من (الكوفنت قاردن) - وهي موقع جميل للنزهة والتسلية والتّسوق والاسترخاء - كان الجو رائعاً وكنا سعيدتين، نتبادل الأحاديث وأيضاً نتبادل الاستماع إلى الأغاني من خلال جهاز (الجوال) حين اقتربنا من (النايتس بريدج)، وقد أمضينا ما يُقارب الساعتين سيراً على أقدامنا، رأينا من بعيد كائناً لا نعلم ما هو؟.. لم يكن واضحاً لنا فيما إذا كان رجلاً أم امرأة، كان يرتدي (فستاناً) وردياً منفوشاً، أما شَعره فقد كان على شكل موجات ثائرة.. سمعت صديقتي تهمس بدهشة:

بسم الله ما هذا؟!

أخذت الصورة تتضح لنا كلما اقتربنا شيئاً فشيئاً، كان رجلاً متنكراً بزي امرأة، بدا شَعر ساعِده واضحاً، وقد كان يحمل سيجارة بيده، ينظر إلينا ويدندن همساً بأغنية لا أدري ماذا كان يقول.. كنت أجاهد في السيطرة على ضحكتي، حالما ابتعدنا قليلاً عنه، أطلقنا العنان لضحكاتنا ونحن نستعجل المسير كي لا تصله أصواتنا.

فجرٌ آخر
لي مع الخوف حكاية!
فوزية الجار الله

فوزية الجار الله

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة