Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 04/09/2013 Issue 14951 14951 الاربعاء 28 شوال 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الاقتصادية

الجهود التي تبذلها وزارة العمل لحلِّ مشكلة البطالة جهودٌ جبارةٌ نتفق مع الكثير منها ونختلف مع بعضها، ولكن الجهود في حلِّ أيّ مشكلة لم يتم تعريفها بطريقة صحيحة أو تعريف من هم المستهدفون فيها هي جهودٌ لا تُؤدِّي إلى نتيجة مهما كانت كبيرة ومكلفة، والنتيجة الحتمية خسارة الوقت والجهد والمال. ولكي تؤتي جهود وزارة العمل أكلها يجب أولاً أن نعود إلى البداية (ألف باء بطالة) وأن نُعرّف المشكلة بشكل صحيح ومن هم المستهدفون في هذه المشكلة؟ بعدها ننطلق بالحلول وليس بحلٍّ واحد يطبِّق على الجميع.

أعتقد أن وزارة العمل أمام أسئلة من المفترض أن يكون لديهم إجابات لها وإن لم يكن، فيجب إعداد إجابات ومن ثمَّ مقارنتها بالحلول المطروحة لمعرفة مدى مناسبتها لها من عدمه. وهذه الأسئلة هي: هل لدينا تعريف للبطالة خاص بالمملكة؟ ما نوع البطالة في المملكة، هل هي اختيارية أم إجبارية أم هيكلية؟، ثمَّ من هم العاطلون عن العمل؟ ما صفاتهم، هل هو جامعي أم ثانوي؟ ما هي الأسباب لهذه البطالة؟

أهمية الإجابة عن هذه الأسئلة كبيرة ولا أعتقد بأننا سننجح في حلِّ البطالة من دون الإجابة عن هذه الأسئلة وبتفصيل. ومثال على أهميتها، نأتي إلى تعريف البطالة، هناك تعريف عام وشامل للبطالة بحسب منظمة العمل الدوليَّة وهو: أيّ شخص يزيد عن عمر معين وهو قادر وراغب في العمل ويبحث عن عمل بالأجر السائد ولا يجد. وبناءً على هذا التعريف فإنَّ أيّ شخص يبحث عن عمل في القطاع الحكومي فقط ولم يجد فهو لا يُعدُّ عاطلاً عن العمل، وأي شخص يبحث عن عمل ولا يقبل بالأجر السائد أو لا يقبل بوظيفة لأنّها لا تناسبه أو بسبب أن الوظيفة في مدينه أخرى فهو شخص غير عاطل عن العمل. وإذا كان هذا فعلاً واقعنا فإنَّ بطالتنا بطالة اختيارية وليست إجبارية.

وهناك فرقٌ كبيرٌ في النوعين من البطالة، وما يصلح من حلول للبطالة الاختيارية لا يصلح للإجبارية والعكس صحيح. والملاحظ من جهود وزارة العمل أنهّم يحاولون وضع حلول لبطالة إجبارية، بينما أن البطالة لدينا ربَّما تكون اختيارية، وذلك لأنَّه لا يوجد تعريف للبطالة خاص بالمملكة. ولذلك تعريف البطالة لدينا ونوعها مهمٌ جدًا، وبغض النظر عمَّا إذا كانت البطالة اجبارية أم اختيارية، هي مشكلة ويجب حلّها. ومنظمة العمل الدوليَّة تتوقع بأن يكون لكل دولة تعريف خاص بها مستمد من التعريف العام. نأتي للسؤال الثاني وأهميته، من هم العاطلون عن العمل وما صفاتهم؟ وتكمن الأَهمِّيّة في الإجابة عن هذا السؤال في أنّه لا يمكن وضع حلِّ واحد للجميع، بمعنى آخر الحلول المقترحة للجامعي لا يمكن أن تناسب حامل الشهادة الثانوية. وحتى لو تَمَّ تقسيم العاطلين عن العمل وفق هذين القسمين (جامعي وثانوي) فإنَّ كل قسم له أقسام فرعية وكل له خصائصه ويجب معرفتها لحلِّ المشكلة من الجذور. بمعنى آخر، يمكن تقسيم من لم يكمل تعليمه إلى قسمين قسم ترك بسبب إهمال وقسم ترك بسبب الفقر وكل قسم يجب وضع حلول تناسبه. وبالنسبة للجامعي فإنَّ هناك جامعيًّا بتخصص مطلوب مثل مالية أو هندسة وهناك متخرج من قسم جغرافيا أو تاريخ غير مطلوب، ومن جميع هذه الأقسام هناك من يرغب في العمل في الحكومة فقط أو في مدينته.

لذلك إذا لم نراع هذه التفاصيل ونجيب عن هذه الأسئلة ونضع تعريفًا واضحًا للبطالة في المملكة، فإنّه من الصعب إيجاد حلول لها. تجاهل هذه التفاصيل المهمة ووضع حلِّ واحد للجميع، أشبه ما يكون (بشراب العائلة) يلبسهم الجميع، لن يجدي نفعًا.

@BawardiK
www.bawardik.com

«شرّاب العائلة» لا يصلح للبطالة!
خالد البواردي

خالد البواردي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة