Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSunday 08/09/2013 Issue 14955 14955 الأحد 02 ذو القعدة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

في لجــــة الفرح، قررت مجموعة من خريجات الثانوية العامة في إحدى المدن إقامة حفلة التخرج بإحدى الاستراحات الكبيرة، ووزعت الطالبات المتخرجات رقاع الدعوة على صديقاتهن ومعلماتهن وبعض قريباتهن لحضور الحفلة النسائية الخالصة.

ولم تنس الطالبات النجيبات دعوة مديرتهن الفاضلة التي طالما وقفت معهن وساعدتهن وساندتهن طيلة ثلاث سنوات، وقبلت المديرة الدعوة، وسعدت الفتيات بمقدمها الميمون.

وحضرت جميع المدعوات للمكان المعد للاحتفال وتم الترحيب بالمديرة ووضعها في صدر المجلس، وارتدت الخريجات ملابسهن المزركشة الجميلة وبتسريحاتهن المميزة.

وبدأت الفعاليات بتقديم صحون الحلا والقهوة عبر صبابات تم تأجيرهن لهذه المناسبة التاريخية، وتخلل الحفل رقص وطرب ثم بدأت المتخرجات بالتصوير الفردي من خلال كاميرا جوالاتهن الخاصة، كل خريجة مع أمها أو صديقتها أو قريبتها.

وما أن شاهدت المديرة فلاشات التصوير حتى ارتعدت وتركت مقعدها ومنعت التصوير وقامت بمصادرة جميع الجوالات وأمرت بوقف الفعاليات.

حصل هرج ومرج بعد مصادرة الجوالات دون استلام إيصالات بأسماء البنات، وقرر البعض الخروج والنفاذ بالسلامة، حيث تم السطو على جميع الجوالات التي بحوزة المديرة مما جعل بعض الخريجات والمدعوات لا يجدن جوالاتهن الخاصة بهن ! وعندها.. بدأ الاعتداء على المديرة التربوية الفاضلة بالضرب والركل فتم نقلها لإحدى الغرف والإغلاق عليها بالمفتاح!! وغادر الجميع الحفل قبل تناول طعام العشاء، وانقلب الفرح ترحا، فلم تجد الأسيرة بُدا من الاتصال بزوجها الذي حررها من معتقل الفرح !!

وضاعت فرحة التخرج بإنهاء الثانوية العامة واستقبال الجامعة؛ وتحول ليوم حافل بالصخب والفوضى وسط تعامل غير تربوي وبعيد عن الأسلوب الحضاري بآلاف الأميال بل بسنوات ضوئية ! وكان حريا بالمديرة أن توظف عقلها قبل انفعالها، وتستثمر أمومتها قبل سلطتها التي ينبغي أن تتوقف عند باب المدرسة عدا التوجيه والنصح والإرشاد، ومن ثم مغادرة القصر بمثل ما استقبلت به من حفاوة وتكريم ! ولتدرك أن أسر الطالبات وأمهاتهن مسؤولات مسؤولية تامة عما يحصل في المناسبة طالما وافقن على حضورهن لهذا المكان الذي يخرج به المرء عن المألوف المدرسي، ومن يحتج أو يرفض هذه المناشط والفعاليات ومناسبات الفرح يمتنع عن الحضور ولا يتسبب بإثارة الصخب والفوضى. ودرء المفسدة مقدم على جلب المصلحة حيث فقدت الخريجات جوالاتهن، وربما تُستغل بالإضرار بهن ونشر الصور المخزنة فيها !

وفي حين لازالت المديرة تمارس عملها في مدرستها؛ انتظمت الطالبات بجامعتهن وهن يستعدن ذكرى الحفلة التي أردنها (طرب)، فانقلبت (نشب)!

rogaia143@hotmail.com
Twitter @rogaia_hwoiriny

المنشود
بغيناها (طربْ).. صارت (نشبْ) !!
رقية سليمان الهويريني

رقية سليمان الهويريني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة