Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSunday 08/09/2013 Issue 14955 14955 الأحد 02 ذو القعدة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

بالقرب من الصبات الأسمنتية التي تطوق الحفريات في شوارعنا، غالباً ما تجد لوحة تحمل عبارة لبقة ولطيفة تقول: (نأسف لإزعاجكم)، وربما أضيفت إليها عبارة: (نحن نعمل لخدمتكم). فتتقبل الموقف، وترى ذلك تبريراً معقولاً لحجم الضرر والفوضى والإزعاج المؤقت الذي تحدثه تلك الحفرية، سواءً ما قد يعترض طريقك أو ما تقع بالقرب من منزلك. لأنك تراه عملاً مطلوباً، وهو في كل الأحوال مؤقت حتى الانتهاء من تمديدات الخدمة في تلك الحفرية، ومن ثم طمرها ومن ثم سفلتتها.

في شوارع حائل المسألة مختلفة تماماً، فمشكلة الحفريات لا تبدأ مع بداية حفرها، أو خلال تنفيذ التمديدات الخدمية فيها، إنما تبدأ بعد ردمها وسفلتتها، لأنها تتحول بقدرة قادر من إزعاج مؤقت إلى ضرر دائم، حيث تتخذ أشكالاً عجيبة، حتى أن بعض تلك الحفريات المسفلتة يمكن أن تؤدي دور المطبات الصناعية، غير أنها من جمالها وعبقرية تصميم منفذيها تبدو بشكل طولي مع مسار الشارع. ربما يحدث أن تجد هبوطاً في إحدى الحفريات بعد أعمال الردم والسفلتة، لكن أن تكون سفلتت الحفرية أعلى من مستوى أسفلت الشارع، وبأكثر من شارع. فهذا لا يدل إلا على واحد من ثلاثة احتمالات، أما أن المقاول المنفذ قام بأعمال لحفريات في شوارع حائل وسفلتتها مجاناً أو هبة! لذا نفذها بطريقة عشوائية وليست وفق المعايير الصحيحة، أو أن تلك الأعمال تمت من دون رقابة فعلية أو استلام حقيقي من قبل مختصين في الجهة المسؤولة عن حفريات شوارع حائل والمشرفة على سفلتتها، أو أن هناك فساداً خفياً بين المقاول المنفذ وهذه الجهة، ما جعلها تسكت عن هذه الأعمال الرديئة.

إن مشكلة سفلتة حفريات شوارع حائل ليست مقصورة على شارع أو شارعين فيمكن معالجتها، إنما المشكلة تحولت إلى ظاهرة شوهت وجه حائل بشكل واضح، وخلخلت عظام السيارات المستخدمة لتلك الشوارع، التي صارت مشهورة بسبب ذلك العبث. كما جعلت المواطن يتخوف من أية حفرية يبدأ العمل في أعمالها، لأنها ستتحول إلى مصيدة السيارات، واختبار يومي لقدرة تحمله العصبي، فضلاً عن الانطباع بعدم الثقة في كل حفرية تخترق أي شارع، بل إن المشكلة الأبرز في رداءة سفلتة حفريات شوارع حائل هي في انعكاساتها الصحية السلبية والخطيرة على مرتادي الطريق، سواءً المرضى المنقولين إسعافياً أو أولئك الذين يشتكون من آلام الرقبة والظهر، كونها تضاعف أوجاعهم، أو الأصحاء بتعريضهم لإصابات بسبب تحول سياراتهم إلى آلات هز عنيف.

وما زاد الأمر سوءاً هو الموقف السلبي وغير المبالي للجهة المعنية بمثل هذه الأعمال، ويغلب ظني أنها أمانة منطقة حائل، التي اختارت موقف المتفرج لعبث المقاولين وهم يشوهون وجه حائل الجميل.

alkanaan555@gmail.com
تويتر @moh_alkanaan

تشويه وجه حائل!
محمد بن عيسى الكنعان

محمد بن عيسى الكنعان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة