Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSunday 08/09/2013 Issue 14955 14955 الأحد 02 ذو القعدة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

عزيزتـي الجزيرة

الأرصفة يا أمانة الرياض

رجوع

تابعت بعضا من المقالات التي نشرت مؤخرا والتي تطرح فكرة أن توسعة أرصفة شوارع الرياض سيؤدي إلى تضييق شوارع الرياض وبالتالي زيادة الأزمة المرورية فيها, منتقدة بذلك الإجراءات التي نفذتها أمانة الرياض مؤخرا, حتى إن بعضا من هذه المقالات والآراء قالت إن تضييق الأرصفة وزيادة مساحات الشوارع ستؤدي إلى حل الأزمات المرورية, حقيقة ومن ناحية هندسية لو حسبنا المساحات بالأمتار فسنجد أن المساحات المتوفرة نتيجة تضييق الأرصفة لن تكون تلك المساحات الواسعة التي ستعطي شوارع واسعة جدا دون أزمات مرورية عليها, مع العلم وبكل يقين أن لا علاقة لمساحات الشوارع عرضا بالأزمات المرورية والدليل أن شوارع عدد من مدن العالم المكتظة كلندن وباريس التي تمتاز بصغر مساحة الشوارع وكبر مساحة الأرصفة ولا تعاني من أزمات مرورية والسبب بكل بساطة هو وجود ثقافة مرورية أساسا لدى هؤلاء الشعوب مع وجود أنظمة مرورية تضمن ذلك.

إن فكرة الأرصفة الواسعة التي تبنتها أمانة الرياض مشكورة ومعالي أمينها الفنان المهندس عبدالله المقبل ليس فقط فكرة جمالية على أهميتها طبعا وإنما أيضا هي فكرة اقتصادية تسويقية تساهم في زيادة أعداد المرتادين للأسواق والمحلات التجارية, وبنفس الوقت هي فكرة فيها نوعا من الأمان إذ وجود مسافة مقبولة بين البنايات وبين الشارع يتيح حرية الحركة للمشاة ولمرافقيهم من أطفال وعلى سبيل المثال فمن غير المعقول دخولي إلى محل تجاري وأنا أخشى على طفلي من أنه إن خرج من المحل سيكون في الشارع مباشرة, ولنضف إلى ذلك أن الأرصفة أيضا فيها ناحية سياحية من حيث الجلوس عليها كما هو الحال في شوارع لندن مثلا حيث كوب من القهوة على رصيف الشارع يمثل روعة من اللحظات لا تنسى, وأجواء الرياض في شدة لهيب حرارتها مع وجود عوامل تخفض الحرارة لها أيضا مثل هذه اللحظات وأجمل.

إن الأزمات المرورية أيها الأفاضل لا يمكن حلها فقط بتوسعة الشوارع وجعل مدينتنا مجرد مساحات واسعة للمركبات, الأزمات المرورية لها عديد من الحلول العملية والهندسية أيضا دون الحاجة إلى تضييق الأرصفة والتخنيق على الناس لحساب الحديد, الثقافة المرورية من أهم عوامل حل أزمة المرور, تحويلات الطرق وتحديد الاتجاهات, تقسيم مناطق الرياض وتحديد سيارات أجرة خاصة بكل منطقة مع وجود سيارات مسموح لها أن تجوب الرياض كلها بأعداد محددة كل هذا يساهم في حل أزمات المرور.

أما بخصوص الأرصفة الواسعة أيضا تحتاج منا بعضا من الضوابط لأن رؤية مركبة تقف على الرصيف دليل على فقدان المسؤولية تجاه المجتمع والإهمال واللامبالاة بعينها, قوانين المرور الصارمة تساهم في حل أزمات المرور ولكن عدم إعطاء المركبات الفرصة لتخالف يكون أفضل, فلو صممت الأرصفة بحيث لا تستطيع أي مركبة الوقوف عليها, وأيضا أمانة الرياض تنظم عمليات الإعلانات والتواجد التسويقي عليها, وجود آلية معينة توضح للسادة السائقين مسيرهم وتبين له أولا بأول أين يوجد اختناقات مرورية وتوجههم نحو الشوارع الأقل اكتظاظا أيضا يساهم في حل أزمات المرور.

لا تضحوا بالجمال والترتيب والأمان من أجل حل مشاكل أخرى تعتمد بالدرجة الأولى على الثقافة والشعور بالمسؤولية لأن التوعية أساس تطور كل مجتمع حتى لو كان الشارع لا يكفي لأكثر من سيارتين بالاتجاهين.

- د. طلال بن سليمان الحربي

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة