Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 11/09/2013 Issue 14958 14958 الاربعاء 05 ذو القعدة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

هكذا يقال، وفي اعتقادي أيضاً يجوز للكاتب ما لايجوز لغيره، طالما لم يتجاوز حدود الحقيقة ولم يصل إلى مشارف الكذب الصريح.

أويت إلى فراشي بعد متابعة للأحداث والأخبار العالمية، وجدت نفسي طوافة عبر الفضائيات العالمية مابين التواصل والتغافل والتخاذل.. ثم كان أن أطبقت أجفاني على أحزانها، لست أدري هل كان ذلك ساعة الوسن أم الاستغراق.. رأيت فيما يرى البشر أمثالي ضجيجاً وصخباً، كأنما نحن حائرون في موقع ضنْك لايتسع لأجسادنا ونحن واقفون، لا المساحة تكفينا ولا السقف يظلنا وإلى جوارنا “تلفزيون” لايكف عن الحديث والثرثرة فيما نريد وما لانريد، تقول لي شقيقتي: أرأيت أحوالنا تتردى أكثر وأكثر، لم نكن نريد السهر حتى الآن، الساعة تشير إلى الثانية والنصف صباحاً ونحن لم نستسلم للسلطان العزيز (النوم)!

بعد قليل كنت في مشهد آخر.. كأنما حولي مايشبه الدخان أو الضباب، ثمة جثث تتساقط في الشوارع ثم يأتي أناس آخرون جياع لينقضوا عليها في مشهد بشع لالتهامها، حالما يقترب المشهد أغض بصري ولا أرى سوى صورة أتعمد تشويشها وإسدال الستار دونها فهي لاتُحتمل.

لست خير من يفسر الأحلام ولا أحاول ذلك وقد يكون مارأيته ليس إلا كابوساً.. الحقيقة أن زمننا هذا أصبح زمناً صعباً وثقيلاً جداً، أصبحنا نرى الكثير من الصراعات والخلافات هنا وهناك، انتُهكت الحرُمات فقد تم سفك الدماء في الشهر الكريم، انتهكت الكثير من المبادئ والقيم وبلغ الكذب الزبى.

هكذا يبدو الكذب حاضراً بقوة في كل مشهد وفي كل جريمة معنوية أو مادية، الكذب سمة واضحة وعامل مشترك بين كل من المنافق والخائن والسارق، لو لم يوجد الكذب لتقدّم إلينا كل ظالم وكل معتدٍ ليعترف بما فعل وبأسباب مايفعل.. عندها سيكون العالم أكثر طهراً ونقاء رغم مرارة الحقائق .

لكل معضلة ولكل قضية شائكة أسباب ونتائج ومن أراد أن يستضيء بالحقيقة أو بشيء منها فليقرأ القرآن الكريم بتمعّن، تلك حقيقة تعلمناها صغاراً وحين كبرنا أصبحنا أكثر يقيناً وإيماناً بها، هل قلت نحن جميعاً ؟ لا.. بل أقول بعضنا يعيها .

** قطرات :

كنا معاً، كان الحديث ينساب فيما بيننا، في الحقيقة هو لم يكن ينساب تماماً بل كان يتردد ويتعثر، تتخلله فترات صمت واستغراق فيما وراء الأستار وماخلف الجدران وما تحت الأرض، أيّنا كان يغوص وأينا كان يحلق ؟ّ! لم أكن أحاول الوصول إلى اليقين الكامل في تلك اللحظة، كنت تواصل الكذب، وكنت أواصل الاستكانة والإصغاء وأنا أتظاهر بأنني أصدق وأستوعب ماتقول كي تعبر السفينة .

فجرٌ آخر
يجوز للشاعر مالا يجوز لغيره..
فوزية الجار الله

فوزية الجار الله

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة