Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 11/09/2013 Issue 14958 14958 الاربعاء 05 ذو القعدة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

لا يُلام أحدٌ على ممارسة أي هواية طالما أنها مشروعة ولا تتعدى على خصوصيات الناس ولا على حقوقهم، غير أن اللوم يُوجه في هذه الحالة إذا ما تعمَّد صاحب الهواية كالقنص أن يُؤذي نفسه ويُعذبها من أجل أرنب يقتلها بعد تعذيبها بالطرد حتى تنفجر شرايينها وينفطر قلبها من الخوف والهلع، وهي تشاهد رهطاً من الكلاب السلوقية تعدو خلفها إرضاء لسيدها المتمتع بالمنظر على حساب هذا الحيوان اللطيف الوديع، طاردوها في أقاصي الفيافي، حيث تمعن في الاختفاء عنهم واتّقاء شرورهم، لكنهم جهّزوا لها سيارات تجوب كثبان الرمال والأوحال، والبنادق النارية والكلاب الجائعة، وتحمّلوا وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب سعياً للظفر بواحدة منها، وهي المسكينة التي لا تعلم أنها إن سلمت منهم فإنها لن تسلم من ثعلب يترصَّدها ويخطط بحيله الماكرة لاقتناصها قبلهم.

في الأحداث الأخيرة المسجّلة لمن غرزت سياراتهم بالرمال وهلكوا بسبب ذلك ما يشير إلى أنهم غامروا مغامرات غير محسوبة، حينما أدخلوا سياراتهم المتواضعة بين رمال ترتفع أحياناً إلى مائة متر وبعضها متحرك، وغالباً ينقطع فيها إرسال الهاتف المحمول، ومؤونتهم من المياه تكون غير كافية في مثل هذه الأجواء الحارة، فإذا انقطعت أخبارهم، وفقدهم أهلهم ورفاقهم استنجدوا بالجهات الرسمية للمسارعة في البحث عنهم وإنقاذهم قبل فوات الأوان، وكان المأمول من الأهل والأصحاب نصحهم مسبقاً بعدم المغامرة والتهلكة من أجل أمر لا يُعد بطولياً ولا من المكاسب التي يُشار لها بالبنان، ولا سيما إذا كان محفوفاً بالمخاطر، ومن ثم تحميل جهات الاختصاص مسئولية فقدهم والتأخر في إنقاذهم، وترديد المطالبات بتكثيف الطائرات المروحية للبحث عن المفقودين من مطاردي الأرانب، بينما تُطالب الأرانب بالحدِّ منها وتوجيهها إلى إطفاء الحرائق التي أخذت تزداد لأسباب غير معروفة، ولمطاردة المتسللين للدخول إلى حدود المملكة، أنا أتفق مع الأرانب من جهة وأحث قانصيها بإعادة النظر في هوايتهم الخطرة وتوجيهها إلى مسار آخر أكثر متعة وأيسر سبيلاً، وأود تذكيرهم بأن الشاحنات المبرّدة تصل يومياً من أرياف القصيم وغيرها، وهي تحمل أنواع الأرانب والطيور المذبوحة النظيفة السليمة من كل مرض طازجة رخيصة يمكنك الحصول عليها بدون (سلوقي ولا بندق وشاص)، وهنا لا يمكنك أن تلوم أي جهة بالتقصير وتحميلها وزر تهوّرك ومجازفاتك حتى تصنع أفضل من فلان أو علان الذي قنص أرنبين الموسم الماضي وتريد أن تسجل رقماً أعلى منه حتى لو دفعت الثمن غالياً من أجل هذه التحديات التي لن تضيف لأمجادك أي رصيد يُذكر في تاريخك وتجوالك عبر البراري والقفار، لا يُمكن للأجهزة الرسمية المعنية أن تُراقب كل من أراد أن يُغامر بنفسه بين كثبان الرمال بسيارة غير قادرة على تجاوزها، وأن تجهز له طائرة مروحية مستعدة لإنقاذه وقت الورطة حتى وإن كان هذا من ضمن واجباتها، فهذه الواجبات ليست للأمور العبثية غير المنطقية، بمعنى أننا يجب أن ندرك أن أجهزة الأمن والإنقاذ والطوارئ وأمثالها إنما جعلت للأمور والحالات الطارئة فعلاً، وليس بعبث العابثين وهم الأكثر لوماً لهذه الأجهزة، كما يحدث في مواسم الأمطار ومغامرات الشباب بالأودية مما يربك أجهزة الإنقاذ.

t@alialkhuzaim
Ibrturkia@gmail.com

مقناص الموت والإنقاذ
علي الخزيم

علي الخزيم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة