Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 11/09/2013 Issue 14958 14958 الاربعاء 05 ذو القعدة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

دوليات

نجحت دبلوماسية الترهيب في تعديل المواقف السورية والروسية، ودفعت التظاهرة العسكرية التي شهدتها مياه البحر الأبيض المتوسط إلى إذعان نظام بشار الأسد، وتقديم أول تنازل حقيقي إن نفذ بصدق المقترح الروسي، الذي يقضي بوضع ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية تحت إشراف دولي وحتى تدميره.

هذا الاقتراح الذي طرحه وزير الخارجيَّة الروسي وافق عليه نظيره السوري وليد المعلم في نفس اللحظة، حيث كان يشاركه المؤتمر الصحفي، مما يعطي انطباعًا مؤكدًا أن الاقتراح الروسي «طبخ» بالتفاهم مع القيادة السورية، التي وجدت فيه مخرجًا مما كان ينتظرها من عقاب على استعمال الأسلحة الكيماوية ضد الشعب السوري. وقد تلقفت روسيا الوضع المتردّد للرئيس أوباما من توجيه ضربات عسكرية لقواعد النظام السوري وموقفه الضعيف الذي وضع إدارته في نطاقه بطلب تفويض من الكونغرس الأمريكي لتوجيه الضربات العسكرية بالرغم من أنّه غير مطالب بذلك، وهو ما جعله عرضة لابتزاز وضغوط أعضاء الكونغرس المعارضين للحرب والمشاكسين من أعضاء الحزب الجمهوري، ولهذا فقد رحب أوباما بالمقترح الروسي واعتبره تطوّرًا إيجابيًّا في المواقف السورية في تعاملها مع الملف السوري، إلا أن هذا الاقتراح لم ينظر إليه غربيًا ولا عربيًّا بنفس منظار أوباما؛ لأن الجميع لا يثق بوعود النظام السوري ولهذا فإنَّ فرنسا تعمل على تقديم مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي لوضع المقترح في صيغة قرار دولي ملزم يصدر من مجلس الأمن الدولي وتحت البند السابع يفرض على المجتمع الدولي تنفيذ عمل عسكري ضد النظام السوري، إِذا ما خرق الاتفاق أو عاد لاستعمال الأسلحة الكيماوية والعمل على تدمير الأسلحة الكيماوية.

هذا المشروع الفرنسي إذا ما قدّم لمجلس الأمن الدولي سيظهر مدى جدِّية وصدق الروس من وراء هذا المقترح، فإذا ما ساندوا هذا المشروع سيكون الروس صادقين، أما إذا ما عادوا إلى مناوراتهم السابقة والتهديد باستعمال الفيتو إذا لم تتوافق بنود المقترح الفرنسي وتقديم مشروع قرار آخر، أو إضافة من خلال إيجاد مخارج لإفلات نظام بشار من أيّ عقاب في حال الالتفاف على القرار الدولي وعدم تنفيذه تنفيذًا صادقًا وأمينًا.

عندها سيظهر المقترح الروسي مُجرَّد مناورة لكسب الوقت لنظام بشار الأسد وهو ما سيعيد الأزمة إلى المربع الأول وسيدفع معارضي الضربات العسكرية سواء في الكونغرس الأمريكي أو حتى البرلمان البريطاني إلى تسريع العمل بالحسم العسكري وعدم الاقتصار على الضربات العسكرية فحسب، بل شن عمليات عسكرية مؤلمة تُؤدِّي إلى إسقاط النظام.

jaser@al-jazirah.com.sa

أضواء
المقترح الروسي مناورة أم حل مؤقت
جاسر عبد العزيز الجاسر

جاسر عبد العزيز الجاسر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة