Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناThursday 12/09/2013 Issue 14959 14959 الخميس 06 ذو القعدة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

متابعة

أحمد الهبدان إلى رحمة الله

رجوع

قدر الله أن يكون مآل البشر الرحيل عن ملذات الدنيا.. وهناك من البشر لا يرون للدنيا أي نظرة سوى أنها عابرة للآخرة.. لأن مثل هؤلاء جُبلوا على الإيمان الصادق وعدم الحرص على ملذات الدنيا.. فتكون لهم الدنيا نزهة إيمانية مليئة بالأخلاق الفاضلة والإيمان الصادق.

أحمد النافع الهبدان أحد الرجال الأوفياء في مدينة المجمعة، وهو أقرب للقلب كقرب الأخ الشقيق - رحمه الله -، وافته منية الله قبل عدة أيام..كان - رحمه الله - أخاً ودوداً وكريماً ومعطاءً.. اشتهر بطيبته.. وعدم أذى الآخرين.. ولم يُسمع عنه طيلة حياته التي تجاوزت نصف قرن أنه أخطأ على فلان من الناس.. بل إنه يتنازل ويتغاضى عن حقوقه مقابل الصفح الحميد.. أحمد الهبدان رجل تربى على يد والده المؤذن في حي القادسية بالعفة والأخلاق الحميدة.. حيث إن أباه - رحمه الله - كان من الملازمين للمسجد في هذا الحي لا يترك فرضاً واحداً إلا وكان أول المصلين.. وهو من أسرة الهبدان.. فضولية المنشأ وأخلاقية التعامل شيبهم وشبابهم..أسرة نزيهة وعفيفة..كان - رحمه الله - فزوعاً إلى درجة الحماس المنقطع النظير..كان يلازمني سنوات طوالاً.. وكنا نترحل بين الفيافي والجبال.. ولم نشعر معه بالضيقة أو زعل أو خلاف.. مبتسم وضحوك وحريص على أداء الصلاة جماعة وفي وقتها.. إذا كُلف بأمر أدّاه على أكمل وجه.. أمين على مال الغير.. يثق فيه القاصي والداني..كريم وسخي.. وقد تولى أعمال الشيخ إبراهيم الهبدان رجل الدين والخير المعروف في الكويت والمجمعة.. وأدى الأمانة بكل حرص واقتدار.. يتعامل مع الخدم والعمال بتواضع وروي.. يعطف عليهم ويطعمهم ويشربهم.. لا ينظر إلى الناس بكبرياء أو غرور.. أخي أحمد الهبدان رحل عنا وعن الدنيا لندعو الله له بالمغفرة والثبات.. وكان - رحمه الله - قبيل وفاته بليلة يُطلعني على إنجازاته ومسيرة عطاءاته التي كلف بها من الشيخ الهبدان.. وكانت لديه طموحات أمن عليها.. لم يمهله القدر على إكمالها.. نسأل الله له الجنة ونعيمها.. وأن يجزل إخوته بالصبر والمثوبة، فله إخوة أفاضل، وهم أصحاب خلق، فأخوه أبو عبد الله الهبدان الشيخ إبراهيم هو الأكبر، وأخوه محمد الموظف في إدارة التعليم، وأبو محمد الذي توفي - رحمه الله -، وأخوه عبد الله الموظف في البنك الزراعي الذي يسكن إلى جانبه وهو يرعاه حق الرعاية، وله من الأخوات الكريمات أم عبد الله الروساء وأخريات كريمات..كان أبناء الشيخ إبراهيم أبو عبد الله بارين بعمهم أحمد ويرون فيه الأبوة الصادقة..حريصون عليه.. نشأ على الصلاح والعفة وعدم التناكش..كان إذا واجهته لا تشعر بوجوده من شدة هدوئه.. الهبدان أسرة عريقة متدينة ووسطية.. لها شأن في المجمعة والخيس القرية الحالمة بين جبال المجمعة الشمالية. ترعرعت في المجمعة وأصبحت من الأسر الكريمة التي لها تاريخ طويل.. منهم الشيخ إبراهيم الهبدان الذي عمل في الكويت سنوات طوالاً، ثم انتقل إلى المجمعة والغاط قبيل اجتياح الكويت.. له من الأعمال الخيّرة الكثيرة التي تُحسب له.. رحم الله أخي أحمد الهبدان، وأسكنه فسيح الجنان وعظَّم الله أجر إخوانه وأخواته ومحبيه، والعزاء لابني أحمد العبد الرحمن الركبان الذي يعتز بصداقته ومعرفته منذ سنوات.. إنا لله وإنا إليه راجعون.. والحمد لله على قضائه وقدره.

- أبو خالد عبد الرحمن محمد الركبان

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة