Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 16/09/2013 Issue 14963 14963 الأثنين 10 ذو القعدة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

متابعة

في كارثة المفقودين .. أحفاد (الطائي) يسطرون أروع المعاني!!

في كارثة المفقودين .. أحفاد (الطائي) يسطرون أروع المعاني!!

رجوع

اخوتي القراء الفضلاء: السلام عليكم .. تنامى لسمعكم الكريم هذه الأيام قصة مفقودي (تمير) رحم الله المتوفى (بالألف وليس بالياء! لأن المتوفي بالياء هو الله) ومتّع الله الناجي بالصحة والعافية،، فقد تناقلت وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي قصة البطل (جزا الشمري)، الذي ما إن سمع بخبر فقد الشاب في الصحراء الا ويركب سيارته ليلا (وحده) ممتطياً صهوة سيارته، يقطع الفيافي والقفار، ويكابد الوهاد والشعاب إغاثةً للملهوف وبحثاً عن المفقودين، حتى وجدهم جميعاً، فأنقذ الحي، وقام بالواجب وشيّع جنازة المرحوم، احسبه والله حسيبه عمل ذلك لوجه الله، لا يريد جزاء ولا شكورا، والله إنه شيء عجيب، شيء مشرف، شيء يرفع الرأس، هذه نخوة العرب، هذه شهامتهم، وهذا معدنهم الأصيل، يضرب الرجل عشرات، بل مئات الكيلومترات، من حايل، وهو لا يعرفهم ولا يعرفونه، ولا يرتبط معهم لا بحسبٍ ولا نسب!!! انظر يا رعاك الله كيف إذا اجتمعت رجولة العربي الأشم ونخوته المعهودة مع الدين، ماذا تنتج؟؟ نعم كما قال العملاق المتنبي:

(الرأي قبل شجاعة الشجعان

هو أول وهي المحل الثاني)

فإذا اجتمعا لنفس حرة

بلغت من العلياء كل مكان)

وصدق الله العظيم القائل: {وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا}، هذه هي روح الإسلام ومعانيه السامية السامقة، (مَثَلُ المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى)، ويا ليت الأغرار الذين يرسلون النكت السامجة على السعوديين وانهم فوضويون، ينظرون لهذه المواقف المشرفة، وهذه الرجولة والشهامة التي ننحني لها إكبارا وإجلالا، ويتشرّف الشعراء برسم الأبيات والمعاني والقصائد بهذا البطل الفذ، والله كفو والله كفو يا ولد حاتم الطائي، يا كبار الصحون يا كبار الطعون، عز الله كما جاء بالحديث الشريف ان من ابرز صفات حاتم: إغاثة الملهوف وتفريج المكروب، ومع ذلك صادق عليها النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال عنها هذه صفات المؤمن الحق، مع ان حاتم كان إذ ذاك نصرانيا، ولم يكن مسلما، لكن العبرة بالأعمال والمعاني، لا الألفاظ والمباني، فطوبى لأهل حائل وطوبى لشمر أمثال هؤلاء الرجال الأشاوس الذين يسطرون المجد دروبا ودروسا يجدر بنا ان نرضعها أطفالنا ويقتفيها شبابنا، ويهرم عليها شيوخنا

(طابت معادنها فطاب صنيعا

ان المكارم للمعادن تنسب)

وحبذا ان يكون هذا الرجل وعمله أنموذجاً ونبراسا لجميع جهات الإنقاذ في المملكة كالدفاع المدني والهلال الأحمر وغيرها، والسلام عليكم.


د. علي الحماد - محافظة رياض الخبراء

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة