Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناTuesday 17/09/2013 Issue 14964 14964 الثلاثاء 11 ذو القعدة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

يحضر اسم المفكر الإسلامي جودت سعيد هذه الأيام على خارطة الأحداث السورية بعد أربعة عقود من التنظير والسجن والمناظرات، وذلك بعد ترشيح أحمد طعمة رئيساً للحكومة الانتقالية السورية الذي يعد أحد أهم طلابه، وأهمية جودت سعيد تأتي بوصفه داعية (للاعنف) أما أهمية تلميذه أحمد طعمة فتأتي بوصفه الرجل الذي سيطبق هذه النظرية على أرض الواقع.

وعندما يتحدث جودت سعيد عن (اللاعنف) فإنه يقصد تغليب العقل على العضلات، وأن الباطل يزول فوراً بمجرد ظهور الحق تبعاً للآية الكرية: {وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} فالباطل مثل الزبد يذهب جُفاء، أما الحق فيمكث أطول فترة ممكنة لأنه ينفع الناس.

يقول جودت سعيد: “أزمة البيئة والمناخ، أزمة الغذاء، أزمة الاقتصاد، أزمة التعايش، أزمة النزاعات والحروب المختلفة، كل هذه الأزمات لها منشأ واحد هو أزمة الأفكار”، مؤكداً أن: “الأزمة تنشأ في الفكر قبل أن تنشأ في الواقع، ولذلك فإنه من التزوير الكبير أن يحضر المثقف في الأزمات كمنقذ”.

دعت إيران يوماً ما جودت سعيد ليحاضر عن (المهدي المنتظر)، فرفض لأنه يتحفظ على فكرة ظهور المهدي بصيغته المعروفة، واشترط عليهم ذلك، فوافقوا، وعندما أتى للمحاضرة قال إن المهدي المنتظر هو (الاتحاد الأوروبي) ويقصد بذلك أن الركون للعقل والإقناع والمنطق والحق هو الذي يأتي بالسلام، وأما العضلات والوجدانيات فهي فتيل الحروب.

لهذا ينبغي على أحمد طعمة ألا يأخذ دور (المنقذ) بقدر ما يأخذ دور (المؤسس) لحياة جديدة مبنية على العقل والإقناع والقانون والاتحاد انطلاقاً من قوله تعالى: {تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء} كما أكدها جودت سعيد في أطروحاته غير (العنفية).

لهذا طعمة أمام (محك) صعب، فهل سيبقى وفياً لنظرية أستاذه؟ أم تجرفه السياسة إلى وحلها وبحرها المتلاطم؟ كيف له أن ينقل الثورة من ثورة (العضلات) إلى ثورة (العقل)؟ هل يملك الكارزما والإقناع والدعم الكافيين؟ لو نجح طعمة في ذلك لبات أعظم إنسان يمكن أن تنجبه الأراضي السورية.

nlp1975@gmail.com

الحقيقة شمس
طعمة/ المهدي السوري المنتظر
رجاء العتيبي

رجاء العتيبي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة