Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناTuesday 17/09/2013 Issue 14964 14964 الثلاثاء 11 ذو القعدة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

هل حولك الآن أي أطعمة أو مشروبات مثل الغازيات أو البسكويت أو غيرها من الأشياء التي تمتلئ بها الأسواق؟ أريدك أن تأخذ هذا الشيء وتقرأ المحتويات. بعض المحتويات معروفة، لكن هل لاحظت كلمة «نكهة طبيعية»؟ لا تنخدع بكلمة «طبيعية»، فهي لا تعني ما تظن.

في بعض المقالات السابقة رأينا الضرر الشديد الذي يسببه الطعام السريع، وأفادنا كتاب «أمة الطعام السريع» بالكثير من المعلومات عن هذا الموضوع، وهذا الكتاب وضعه الصحفي إيريك شلوسر بعد أن درس عالم الطعام السريع دراسة شديد الدقة والتفصيل، وزار المطاعم وحقّق فيها وقابل المالكين والمديرين وسأل الأطباء والمتخصصين، وصنع كتابُه ضجة كبيرة لما نُشِر لأنه أظهر الكثير من أسرار المطاعم السريعة التي حاولوا كثيراً إخفاءها، وركّز الكاتب على أشهر مطعم سريع في العالم (م...) ذي الشعار الأصفر والأحمر، هذا المطعم لديه خطط وبرامج خبيثة كما رأينا في مقال سابق بعنوان « الدعايات لم تَعُد للكبار فقط الآن»، والذي رأينا فيه أنّ هذا المطعم - وغيره - يستهدف الأطفال بالدعايات منذ الطفولة ليُدمنوا على طعامهم إذا كبروا، ومن أشهرها البطاطس المقلية.

بطاطس هذا المطعم لطالما مدحها الزبائن ونقّاد الطعام وحتى المنافسون، لماذا؟ لأنهم لا يستخدمون البطاطس العادية، وإنما يقلون البطاطس في 7% زيت و93% دهون بَقَرية غليظة. بعد أن بدأت مخاوف الناس تنتشر من أضرار الدهون الحيوانية على الصحة والحياة، تحوّل هذا المطعم إلى الزيت النباتي، ولكن ظهرت الآن مشكلة: كيف يجعلون البطاطس لذيذة كما كانت في السابق؟ استعانوا بشركات صُنع النكهة. عند قراءة مكوّنات البطاطس ستجدون أحد المكوّنات لها اسماً بريئاً وهو الذي ذكرتُه في صدر المقالة: «نكهة طبيعية».

ماذا تعني هذه؟ زار شلوسر عدّة مصانع نكهات في ولاية نيوجيرسي، منها «آي إف إف» أكبر شركة نكهات في العالم، ولم يسمحوا له بالدخول إلاّ بعد توقيع اتفاقيات سرية، لأنّ هذه التركيبات بالغة السرية. في تلك الشركة زار قسم المقبلات والوجبات الخفيفة، فإذا بهم عاكفون على تصميم نكهات رقائق البطاطس والذرة، والخبز، وطعام الحيوانات. دلف إلى قسم الحلويات فإذا هم منهمكون على صنع نكهات الآيسكريم والكعك ومعجون الأسنان وغسول الفم ومضادات الحموضة. زار قسم المشروبات وعَلِم أنهم المسؤولون عن تصميم نكهات المشروبات الغازية والرياضية والشاي المعلّب والعصير «الطبيعي»(!) والبيرة. وغير النكهات والمذاقات، فهم يصمّمون روائح العطور الشهيرة، حتى الروائح الموجودة في المنتجات المنزلية الشائعة مثل مزيل العرق وصابون الصحون والشامبو وغسول الجسم ومنظفات الأرضيات كلها تصمَّم في تلك الشركات، والسبب أنّ حاستيْ الشم والتذوُّق مرتبطتان، وعندما يتعوّد الأطفال منذ صغرهم على استساغة رائحة الطعام السريع، فإنّ هذا يستمر لاحقاً عندما يكبرون، وذلك لأنّ حاستيْ الشم والتذوُّق لا زالتا لم تكتملان في الطفولة، فيتعوّدون على ما يعوّدهم أهلهم أو الدعايات أو الأصدقاء عليه، لأنّ تأثُّرهم سريع حتى من ناحية الحواس.

ابتعدوا عن هذه المطاعم قدر الاستطاعة ولا تغُرَّنّكم كلمة «طبيعية» في منتجاتهم، والأهم هو أن تحفظوا صغاركم منها فهي تسمّمهم، وخاصة في الطفولة والصبا والتي ينمو فيها الجسم وتضر هذا المأكولات أكثر.

Twitter: @i_alammar

الحديقة
نكهات «طبيعية»!
إبراهيم عبد الله العمار

إبراهيم عبد الله العمار

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة