وهكذا تسير بنا الحياة وهي نهاية كل حي في هذه الدنيا والانتقال إلى الدار الآخرة التي ندعو المولى «عزَّ وجلَّ» أن يرزقنا الفوز بالجنة والنجاة من النار، وخلال الأسبوع الماضي فقدت والدتي التي أعتبرها كل شيء في حياتي، التي ودعناها بكل لوعة وحزن وستبقى ذكراها في قلوبنا إلى أن نودع هذه الدنيا.

ولا شك أن فراق الوالدة الحنون له أثر كبير في نفوسنا وكان فراقها مفاجأة لنا، ولكن هذا قدر الله وحكمته، ونحن نؤمن بالله وقضائه وقدره الشيء الذي لا بد أن أشيد به في هذه المقالة المتواضعة تلك الوقفة الإنسانية من سفيرنا بدولة نيوزيلندا السفير السعودي أحمد ناصر الجهني، الذي لن أنسى وكافة العائلة، موقفه معنا رغم بعد المسافات، حيث إن ابني عبدالعزيز وهو من يعتبر الوالدة هي كل شيء في حياته لحبه لها والمعزة التي تكنها له، الذي ذهب مبتعثا للدراسة في دولة نيوزيلندا ونظرا لسهولة وسائل الاتصالات عن طريق النت، علم ابني بوفاة جدته التي يعتبرها من أغلى الناس إليه، حيث علم بذلك وأصيب من جراء الخبر بانهيار عصبي، ولم يمكن الاتصال به لأخبره بذلك الخبر المؤلم، ولكنني فوجئت بأحد زملائه أنه مصاب بانهيار عصبي، ولم يستطع الحديث معي من هول الخبر، وهو فلذة كبدي الذي خفت عليه وزادني حزنا مع فراق الوالدة الغالية وضاقت بي السبل في كيفية الاطمئنان على حاله، ودعوت المولى أن يجبرني مما أصابني من فراق والدتي وحالة ابني المحيرة، وبحثت عن طريقة تنقذ لي الموقف -بعد الله- وتوصلت إلى رقم معالي سفير خادم الحرمين الشريفين في نيوزيلندا وهو من أبناء الرس المخلصين، وممن خدموا هذا الوطن، ورغم فارق التوقيت ولا أعلم عن فارق الوقت إلا أنني وبكل أريحية وجدت كل تجاوب من معاليه وأخبرته عن حالة ابني الذي يعيش في حالة حرجة، فقال لي بالحرف الواحد اطمئن واعتبره أحد أبنائي وسيكون موضع اهتمامي وحرصي عليه لأن ذلك واجبي، وبذلك اطمأن قلبي لتجاوبه وعمل كل جهوده حتى هدأ الولد وعادت إليه حاله وتحسنت ولله الحمد، وأنا بدوري وباسم عائلتي نتقدم الشكر والتقدير لمعالي السفير على اهتمامه وحرصه على هذا الموقف النبيل، كما نشكر حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني وسمو وزير الخارجية صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل -حفظهم الله- على كل ما يقدمونه من جهود لخدمة هذا الوطن ومواطنيه وبالله التوفيق.