Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 18/09/2013 Issue 14965 14965 الاربعاء 12 ذو القعدة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

قدمت جريدة الجزيرة عدداً خاصاً بملحقها الثقافي عن معالي الشيخ جميل الحجيلان رجل القانون والإعلام والسياسة، الوزير والسفير البارز. كان من الطبيعي أن لا أكون ضمن المشاركين في لك العدد بحكم عدم معاصرتي للشيخ الحجيلان، عمليا. رغم ذلك أستدرك اليوم بمشاركة متواضعة عن الشيخ جميل الحجيلان، عطفاً على استضافة قدمناها له بمدينة الملك فهد الطبية وقبلها مشكوراً قبل عدة سنوات حيث تحدث خلال منتدى القيادات الصحية حينها عن خبرته في وزارة الصحة. وقد وثقنا أنا والزميلة الدكتورة حنان الأحمدي جزءاً مما قاله في ذلك المنتدى في كتابنا « المشهد الصحي السعودي» الصادر عن مركز الحوار الوطني عام 2010م.

في إحدى القصص التي رواها معاليه يقول:-

« هي قصة إنسانية .. أرسل لي مواطن سعودي يشرح معاناته مع الكلى وهو يعالج خارج المملكة، وقال لي: لماذا لا أعالج في بلدي؟ ولما لم أكن ملماً بتفاصيل المرض لعدم تخصصي؛ عرضت الموضوع على أطباء، فقالوا لي: إننا لا نملك جهاز غسيل كلى. أرسلت للدكتور سعيد رباح مدير المستشفى المركزي أنذاك، الذي أقترح الاستعانة بالجامعة الأمريكية.. فأحضرنا فنية متخصصة، وشغلنا أول جهاز غسيل كلوي بالمملكة. وربما لولا تلك الرسالة التي وردتني من المواطن، لما خطر الأمر في بالي...». انتهت رواية الشيخ و لو أجاب بعدم توفر الإمكانيات لكان محقاً وكفاه ذلك في ذلك الزمن، لكنه الحس الإداري والوطني بتلمس شكاوى المواطنين وعدم الاستهانة بها، مهما كانت.

القصة الثانية التي رواها معالية في ذلك اللقاء وتدل على ثقة ولاة الأمر به وعلى تحمله أصعب المهام، فجاءت على النحو التالي:

«ذهبت إلى وزارة الصحة وأنا أعلم أنني رجل قانون ولست رجل طب، كنت مؤمناً أن دراسة القانون تكون حساً عاماً وأن وزارة الصحة تحتاج إلى إدارة. كان علي تحديد منهج لأسير الأمور عليه. فوجئت في تلك المرحلة بانتشار وباء الكوليرا بالمنطقة الشرقية. توجهت للملك فيصل - رحمه الله - وأنا في حالة هلع، وقلت له أن الأمر يستوجب المبادرة السريعة لتدارك الموقف، فشكل جلالته لجنة من الأمير فهد ومني ومنحنا صلاحيات واسعة. الملك فهد - رحمه الله - وكان وقتها أميراً قال لي ( الوزارة وزارتك والمسؤولية مسوؤليتك، وأنا أمنحك كافة الصلاحيات الممنوحة لي). رابطنا في الشرقية مع عدد من الأطباء في فندق اسمه الروضة واقتضى الأمر أن نقيم حظراً يتم بموجبه منع الدخول أو الخروج من المنطقة، كما قمنا بكثير من الإجراءات للتصدي لهذا الوباء حتى نجحنا بعون الله في القضاء عليه بعد أن وصل عدد ضحاياه إلى قرابة المائتي شخص».

القصتان أعلاه جزء مما رواه معالي الشيخ الحجيلان، والغريب أن الإعلام لم يستطع استنطاق معالي الشيخ الحجيلان حول تجاربه في الوزارات التي تسلم قيادتها أو في مهامه الدبلوماسية والإعلامية، كما أن معاليه لم يبادر بتسجيل تجاربه وذكرياته لتكون شاهداً على العصر ومؤرخاً لحقبة مهمة من التاريخ السعودي، امتداداً من الملك فيصل والملك خالد حتى الملك فهد رحمهم الله والملك عبدالله حفظه الله.

أشكر الجزيرة على إلقاء الضوء على تاريخ شخصية مهمة في تاريخنا المعاصر وأدعو للشيخ الحجيلان بطول العمر كما أقترح عليه توثيق أفكاره وخبراته المتعددة في خدمة هذا الكيان الكبير، المملكة العربية السعودية.

malkhazim@hotmail.com
لمتابعة الكاتب على تويتر @alkhazimm

نقطة ضوء
جميل الحجيلان كان وزيراً للصحة
د. محمد عبدالله الخازم

د. محمد عبدالله الخازم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة