Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناThursday 19/09/2013 Issue 14966 14966 الخميس 13 ذو القعدة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

إجراءات مهمة ستتخذها دول مجلس التعاون الخليجي في مواجهة حزب الله اللبناني، بعد أن تعتبره رسمياً منظمة «إرهابية» ويعني هذا أن مجلس التعاون الذي أصبحت دوله مركزاً مهماً، سيعي أهمية استخدام أسلحته التي تفتك برفق، فهذه الدول تمتلك ما يتجاوز الخمسين في المائة من احتياطات مصادر الطاقة على مستوى العالم، كما أنها فاعلة في مجالات كثيرة

وهي مصدر السيولة التي تحرك أسواق مختلفة، وفيها الملايين من كل الجنسيات يتاجرون ويشاركون في مؤسساتها الضخمة والحيوية، ومن يخسر سوق الخليج سيتأثر بالتأكيد، مهما كان حجمه ومهما بلغت ثروته.

لبنان الذي تسيطر على جنوبه مليشيا حزب الله، والمعتمدة على الدعم الإيراني والحماية التي يوفرها نظام الأسد في سوريا، يُصدّر للخليج عمالة ماهرة في الغالب بأعداد ليست قليلة، ودول الخليج لا تربط منح فرصة العمل بديانة أو مذهب المتقدم للوظيفة، وبذات الوقت هناك منتمون عاطفياً لحزب الله ذي الطابع الديني، الشيعي المنهج، وهؤلاء لا يظهرون علانية حبهم وتأييدهم للحزب في الغالب، ومنهم من استخدم حزب الله وجوده في هذه المنطقة، لنقل معلومات أو تنفيذ مهام ذات طابع استخباري، وهؤلاء لا يشكلون عدداً ضخماً من المنتمين للمذهب الشيعي من اللبنانيين في الخليج.

حزب الله استخدم المستثمرين المنتمين له، في التعامل التجاري من خلال دول الخليج، وفي التواصل مع إيران التي لا يفصلها جغرافيا عن دول الخليج سوى مياه الخليج العربي، وحاول حزب الله، بحسب معلومات مصدرها متابعون لنشاطات الحزب، مساعدة إيران بالالتفاف على العقوبات المفروضة عليها، وباستخدام الأسواق الخليجية من خلال شركات وهمية.

إضافة لما يقوم به تجار وعمال ونصابون أحياناً يعيشون في الخليج، من دعم لنشاطات الحزب، واستثماراته التي يديرها رجاله، هناك بنوك في بلدان مختلفة تسهل تعاملات لأشخاص مشبوهين لهم علاقة بهذا الحزب وبإيران، واستطاعت أجهزة الاستخبارات وأجهزة الأمن الداخلي في دول مجلس التعاون كشف هؤلاء الأشخاص وهذه الاستثمارات، والمؤسسات الخارجية التي تسهل لهم، والتعامل بحزم مع هذا الأمر كان يتطلب قراراً جماعياً، وهذا ما اعترف بوجوبه وزراء الخارجية والوزراء الآخرين المعنيين بهذا الأمر، وأي تراخي في اتخاذ القرار ربما سيكلفنا الكثير في الخليج.

شيء مؤلم أنه بأموال الخليج يُشتم الخليج، وبأموال الخليج يُهدد الخليج، وبأموال الخليج يريدون إنهاء الخليج!! هذه إيران الجارة الشرقية، التي تجند خلاياها في المنطقة لإحداث الاضطرابات أو هز الاستقرار في مناطق تفاخر إيران أنها تحظى بمؤيدين فيها تحركهم كيفما تريد، وهذا هو حزب الله الذي حاول اغتيال أمير الكويت في الثمانينات، وهو ذاته الحزب الذي قام بأعمال إرهابية في الحج عام 89، كما قام أيضاً بتفجيرات بمدينة الخبر شرق السعودية ذهب ضحيتها الأبرياء، هذا هو الحزب الذي تتواجد على أرض الخليج أعداد ليست قليلة من المنتمين له، يحققون مكاسب مالية كبيرة ويضمرون لدول الخليج العربي الكراهية والحقد.

يجب أن تقف دول الخليج بوجه التطرف بكل أشكاله وألوانه، وعليها أن تتخذ الموقف الحازم الذي يؤكد أهميتها ويحمي مصالحها، وعليها ألا تغفل أيضاً عن أعداد ليست قليلة من المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين في الخليج، وهم أصحاب فكر متطرف، ولهم ممارسات تنظيمية تستهدف أمن دول الخليج، إلا أن قراراً من هذا النوع يستهدف هذه الجماعة، ربما إن عُرض على أصحاب الشأن خليجياً من خلال مجلس التعاون سيلقى معارضة شديدة من دولة واحدة صغيرة هي قطر، وإن كان موقفها برأيي سيتغير مع الوقت، وحسب علمي هناك تحرك خليجي بهذا الخصوص لمعاملة الإخوان بذات الطريقة التي ستعامل بها حزب الله.

رفض الخليج للتطرف، سيحمي المنطقة من مستقبل مُظلم، فالخليج باعتداله بقيادة سعودية وتأثير إماراتي إيجابي، يعبّر عن سياسة متوازنة، والخليج اليوم بحق لا يرقص على أنغام أحد، بل هو من يعزف مقطوعته ويشدو بأنغامه، لكن على دول الخليج وبما فيها قطر الاهتمام بالداخل وتأمين المجتمع من الطامعين والحاقدين والمتآمرين وهم كثر.

Towa55@hotmail.com
@altowayan

عن قرب
في مواجهة التطرف
أحمد محمد الطويان

أحمد محمد الطويان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة