Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناThursday 19/09/2013 Issue 14966 14966 الخميس 13 ذو القعدة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

** نشرَ أستاذُنا الدكتور عبد العزيز الخويطر في الجزء “الثالث والثلاثين” من مذكراته “وسمٌ على أديم الزمن ص 29-37” وثيقةً مهمةً عن الشاعر الكبير حمد السياري المعروف بـ “حميدان الشويعر” “المُتوفَى في نهاية القرن الثاني عشر الهجري في اختلافٍ بين من قال عام 1188هـ ومن ثبَّت ذلك عام 1200هـ وما بينهما”، وقد وضع نصَّ الوثيقة وصورتَها معزوةً إلى محمد بن عبد الرحمن بن يحيى عن إبراهيم بن عبد الله ابن جعيثن عن محمد بن عشبان - المتوفَى عام 1269هـ - وفيها يشير الأخيرُ إلى لقائه الشخصي بحميدان - عليهم جميعًا رحمة الله - مرتين في “القصب” ومرةً في “أوثيثيا” وأقام معه في كل مرة ثلاثةَ أيام، ومن أبرز ما سجله كونُ حميدان “كثيرَ الصلاة محافظًا عليها وأولَ من يدخل المسجد وآخر من يظهر منه ويحبُّ المبادرة بالسلام والبشاشة ومن بيته إلى المسجد وكان رجلًا مهابًا ومهذبًا وآيةً في البلاغة والفصاحة وحافظًا في جميع الفنون فإذا تكلم أفاد وأجاد وإذا سكت قال الجلوس ليته ما سكت...”.

** وقد ناقش صاحبُكم شيخه أبا محمدٍ في هذه الوثيقة فأكد اقتناعَه بمضمونها، فإذا أضفنا ذلك إلى ما كان يراه شيخُنا الراحل عبد الله بن خميس من كثرة المنحول على “بيطار الأشعار كما أسماه” وما تناوله باحثون آخرون تَرجَّحَ عدمُ دقة الصورةِ الذهنيةِ عن الشاعر الكبير؛ فالتأريخُ المكتوبُ بذاتية رواته مختلفٌ عن التأريخِ المختبئِ في الصدور أو بين السطور.

** لا يقفُ الأمر عند الشخوص بل يمتد إلى النصوص، وإذا كان التحريفُ قد طال بعض الأحاديث الشريفة بزيادةٍ ونقصٍ واختلاق فإن الافتئاتَ على سواها أيسر، ومثلما جارت مروياتٌ على خير البشر وصحبِه فإن جورَها على غيرهم أكبر.

** وقد أشار الدكتور شاكر مصطفى في كتابه “المظلومون في التأريخ” إلى رموزٍ مهمةٍ أُسيءَ إليها فعُرضوا بغير حقيقتهم، وعدَّ أسماءً عربيةً وغربيةً وروى بعض ما قيل عنهم مما رآه تجاوزًا أخلاقيًا بحقهم موردًا نماذجَ مضادةً من مآثرهم، وذكر منهم الحجاجَ ومروانَ بن محمد وهارون الرشيد والأمين والمستعصم وقره قوش وكافور والحاكمَ بأمر الله والمعتمد وكولمبس والهنودَ الحمرَ وسواهم.

** ما جرى على الراحلين يتكررُ مع السائرين، وصوتُ التحيز “السياسي والمذهبي والقبلي والعرقي والشخصي” يحجبُ ضوءَ القراءة الهادئة وبخاصةٍ في زمن الضجيج والتناول السريع والبحث عن العناوين الإثاريةِ والتحليلات الغبارية وانكفاء القادرين وتصدر العاثرين ممن لو فُتحت ملفاتُهم لتكشفت سوءاتٌ كفيلة برميهم مع أقوالهم وتقولاتهم.

** الوضعُ يشمل الأشخاصَ مثلما يمسُّ التنظيمات، ولا تكفي رؤى الأقرانِ والمناوئين؛ فالمعاصرةُ حجابٌ كما يقولون مثلما يمنعُ الشنآنُ العدل، ومن الحيفِ الاكتفاءُ بأقوال الإخوان في عبد الناصر والناصريين في سيد قطب والشيعي في عمر والسنيِّ في يزيدَ بنِ معاوية وكاتبٍ وقاضٍ ومسؤولٍ وأستاذٍ وتاجرٍ في نظرائهم، وأُلفَ وكُتب عن “تحاسد العلماء” الكثير.

** الموضوعيةُ مروءة.

ibrturkia@gmail.com
t :@abohtoon

ولا يجرِمنَّكُم...
د. ابراهيم بن عبدالرحمن التركي

د. ابراهيم بن عبدالرحمن التركي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة