Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناThursday 19/09/2013 Issue 14966 14966 الخميس 13 ذو القعدة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

دوليات

حتى وقبل أن يتبين الحل النهائي لمأساة ارتكاب نظام بشار الأسد جريمة قصف مدن الغوطتين الشرقية والغربية جارتي دمشق بالأسلحة الكيماوية، بدأت «الميديا» المطبلة لنظام دمشق تتحدث عن انتصار الرئيس الضرورة بشار الأسد ونظامه الذي استطاع بمساعدة الأصدقاء الروس التصدي للمؤامرة الكونية التي نصبها له الغربيون وعرب الخليج، وأن ينتصر النظام ويبقى صامداً، وأنه استجاب لنصيحة الأصدقاء الروس وضحى بالأسلحة الكيماوية من أجل الحفاظ على النظام الوطني والرئيس بشار الأسد. وتناسى من يروج لهذا الانتصار الزائف أنهم وإلى وقت قصير كانوا يعتبرون الأسلحة الكيماوية التي يخزنها النظام السوري ولم يستعملها سوى ضد السوريين، كانوا يعتبرونها الموازي الإستراتيجي للأسلحة النووية الإسرائيلية، وأن دمشق بهذه الأسلحة كانت تتوازن إستراتيجياً مع تل أبيب، ومع هذا وافقت على تسليم هذه الأسلحة وتدميرها ومنع تصنيعها والقضاء على البنى الأساسية للتصنيع، وهكذا ضحت دمشق بكل هذا «التفوق» الإستراتيجي أو حتى المتوازن من أجل الإبقاء على حكم بشار الأسد واستمرار النظام السوري، ومثلما ادعت الأنظمة العربية الاستبدادية بأنها لم تسقط بعد فضيحة نكسة 1967، وهللت أبواق الإعلام عن انتصار الإرادة الوطنية لأن احتلال كل فلسطين وأجزاء من مصر والأردن وسوريا ولبنان لا يهم طالما بقيت الحكومات الوطنية، وطالما ظل الزعماء العرب صامدين..!!

ومثلما زعم حسن نصر الله بعد حرب الصيف مع إسرائيل، فبعد أن دمرت القوات الإسرائيلية البنية التحتية اللبنانية وقتلت آلاف اللبنانيين، وبعد أن كبلت لبنان ما يسمونه بالمقاومة اللبنانية بقرار دولي فرض وضع قوة دولية على الأراضي اللبنانية لمنع أي اختراق أو استعمال للصواريخ من قبل مليشيات حسن نصر الله، كل هذه القيود والتكبيل والخسائر التي تعرض لها لبنان، اعتبر حسن نصر الله والمطبلون له من الإعلاميين في لبنان وسورية ودول عربية كثيرة من أنه أنجز نصراً إلهياً....!!

الآن وحتى قبل أن تتضح معالم معركة التعامل مع فضيحة استعمال الأسلحة الكيماوية ضد الشعب السوري، بدأت «الجوقة الإعلامية» في بيروت وسوريا وحتى في مصر تتحدث عن انتصار الإرادة الوطنية السورية في مواجهة المؤامرة الكونية، وأن الحكم الوطني باقٍ، وأن الرئيس بشار الأسد سيظل يحكم السوريين بوجود الكيماوي أو من دونه، وإذا تم تدمير الأسلحة الكيماوية فلا يزال هناك أسلحة أخرى كافية لإخضاع الشعب السوري، كالبراميل المتفجرة أو الصواريخ الموجهة أو حتى الطائرات المقاتلة.

jaser@al-jazirah.com.sa

أضواء
مثلما انتصر حسن نصر الله انتصر بشار على الشعب السوري..!!
جاسر عبد العزيز الجاسر

جاسر عبد العزيز الجاسر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة