Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 20/09/2013 Issue 14967 14967 الجمعة 14 ذو القعدة 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

فنون تشكيلية

كثير من الفنانين يتغنون بأن الفنان ابن البيئة وهو أشبه بالمرآة التي تعكس صورة واقعة وأن البيئة بمفهومهم هي التراث والفلكلور وفنون العمارة وشيء من الصحراء وبعض من أجساد النباتات لا أكثر، وحين أتحدث مع أحدهم عن البيئة بعمق وإبحار وفلسفة وجود أجدهم يتوقفون بحالة من الذهول، بمعنى أن القوانين والأعراف الاجتماعية وبعض المعتقدات الدينية التي هي بالأصل محل خلاف

تجعل منهم حال ذلك السائق الجبان الذي تسمر أمام كمرآة ساهر دون حراك، من هنا أيقنت أن من كان أمامي هو مجرد رسام أو حرفي ليس إلا ولا يمت للتشكيل بصلة، فالفن التشكيلي أسماء من السماء بآفاقها وأقدم من تجاعيد جدار الطين وأوسع من متاهة الصحراء برمالها، فالفن التشكيلي لا يتوقف عند سطحية المكان ومحدودية الزمان هو معنى الحياة وروح الحرية وعيون الحقيقة.

فلو أخذنا تجربة الفنان الكويتي سامي محمد وشهرته العالمية كأنموذج فقضيته الإنسان أينما كان وفي كل زمان لا تؤدلجه طائفة ولا توجهه قومية، ولم يتوقف عن بيئته الكويتية فهو الإنسان بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى لا يتوقف عند حدود دولة بعينها ولا دين بمعتقداته ولا يجمده زمن محدد، بل هو يسابق ضياء الفجر كل صباح ليعري الظلم بأدواته البسيطة ثلاثية الأبعاد ويعكس لنا هموم كل إنسان يحيا تحت وطأة الظلم والسخط والاضطهاد والاعتقال يتميز بأيقونة حسية عالية بمعنى أنه يجرد ذاته من جسده وبيئته ويحيا بكينونة الفكرة المراد تجسيدها بمنحوتاته باشتغال كل أحاسيسه من الملمس والروية والمنظور العقلي ليخرج لنا منجزاً نحتياً قمة الإبداع، مما أدى بسامي محمد رمزا فنيا عربيا راسخا بالأذهان لسبب بسيط أنه أسهم بعمق الفلسفة الفكرية وأتقن بمنجزاته القدرة الفنية.

فأي بيئة عكسوها ذلكم السطحيون بأعمالهم التي باعتقادهم أذهلت القاصي والداني وهي ليست كذلك يتربعون على عرش الفنون ويجعلون من الفنون أضحوكة المجتمع ويساهمون مساهمة جذرية بتدني الذائقة البصرية في مجتمعنا.

jalal1973@hotmail.com
twitter@jalalAltaleb - فنان تشكيلي

البعد السابع
الفنان ابن البيئة بالمفهوم السطحي..!
جلال الطالب

جلال الطالب

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة