Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSunday 22/09/2013 Issue 14969 14969 الأحد 16 ذو القعدة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

اليوم الوطني 83

يوم خالد جمع الشمل ولمّ الشتات ووحّد الكيان
د.أسامة بن عبدالمجيد شبكشي

رجوع

د.أسامة بن عبدالمجيد شبكشي

في مرور الأيام عبر.. وفي توالي الشهور تذكر وتدبر.. وفي كر السنين محطات للتوقف لغرة الميزان في كل عام وقع خاص في النفوس، ذلك أنه يوم خالد جمع الشمل ولمّ الشتات وتوحّد الكيان على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود - طيب الله ثراه - تتناقل ذكراه الأجيال المتعاقبة كيف لا.. وفيه توحدت القلوب بعد التنافر وجمع الشمل بعد التناحر ذلك اليوم قصة بطل بعد اعتماده - على الله - بعزم لا يلين وجهد لا يكل..وبُعد نظر ثاقب وبصيرة ترى من خلال إيمانها بالله أنّ قوة الأمة في وحدتها وتكاتفها، فتحقق للملك عبدالعزيز ما يريد.. اليوم ونحن نحتفل بهذه الذكرى العزيزة علينا، نقف في شموخ وإباء بين ثناياهاه نستعطر عبيقها ونسجل ذكرياتها بأحرف من نور الأعمال الجليلة والمباركة التي لا تُعد ولا تُحصى ولا يقوم بها إلا الرجال الأفذاذ.. نحتفل بأحد الأيام المضيئة في تاريخنا هذا اليوم التي تحققت فيه المعجزة الكبرى.. توحيد المملكة العربية السعودية... هذه المناسبة التي لا يمكن بأي حال من الأحوال نسيان صانعها وبانيها الملك المؤسس أسد الجزيرة عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود، هذا الزعيم الذي مكنه الله سبحانه وتعالى بما منحه من حنكة وسياسية وإيمان قوي بالله، من السير والعبور بهذه البلاد من أوسع أبواب التاريخ، وهذه المناسبة تطل علينا سنوياً لتكون شاهدة بيان على ما تحقق من إنجازات خلال فترة أشبه ما تكون بالخيال.. وجهاد القائد الباني المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود أكثر من ستين عاما خلت كانت جهاداً لإعلاء كلمة التوحيد.. لا إله إلا الله.. وكفاحاً لتوحيد هذا الكيان ليؤدي الدور الحضاري والتاريخي.. وها نحن نحتفل اليوم ونحن نعيش في ظلال هذه الدولة، بعد أن أصبحت كياناً له ثقله على المستوى الإسلامي والعربي والدولي، وتمكنت بفضل من الله أن تحقق في فترة زمنية قياسية ما لا يمكن تصوره أو تحقيقه خلال هذه الفترة القصيرة من عمر الزمن... ولكن هذه عزيمة الرجال الأفذاذ الذين قلّ أن يجود الزمان بأمثالهم.

إننا ونحن نعيش هذه الذكرى العزيزة.. ذكري اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية التي لا تمثل مجرّد نظرة للأمس، بقدر ما تحمل في طياتها ومعناها الأكبر النظرة ليومنا هذا وللغد المشرق بإذن الله.. لنرى من خلالها بأنفسنا ما أنجزناه وحققناه. ومن حسن الطالع توفيق الله سبحانه وتعالى لأبناء الملك عبدالعزيز البررة بدءاً من الملك سعود رحمه الله وحتى آلت الأمانة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالله حفظه الله ورعاه، فصانها ورعاها وحققت المملكة في عهده كل تقدم، فقد عزز البناء وقوّم الكيان.. إن الملك عبدالله له لمسات كثيرة ومتعددة...فقد بدأ عهده الزاهر بالإعلان عن إنشاء وبناء المدينة الاقتصادية : مثل مدينة الملك عبدالله الاقتصادية ومركز الملك عبدالله المالي شمال مدينة الرياض، ومشروعات للبنية التحتية للمدن الاقتصادية ستربطها شبكة متكاملة من سكك الحديد تبلغ 3600 كلم، رصدت لها الميزانيات الضخمة في كل من نجران وعرعر والباحة والجوف والقصيم وجيزان وحائل والمدينة المنورة، وكأنه يقول : إن انطلاق الأمم بعد التوكل على الله عز وجل، وبهذا يسعى أبو متعب إلى أن يستقل اقتصادنا عن أن يكون معتمداً على النفط بل يهدف - حفظه الله - إلى تنويع مصادر الدخل للفرد السعودي، ومن الملفت للنظر أن عند اعتلائه سدة الحكم بدأت أسعار البترول في تحسن وعاد دخل المملكة يتنامى حتى أصدر - حفظه الله - أوامره الكريمة بسداد جميع ديون الدولة الخارجية والداخلية.

ولم يمض العام الثاني من العهد الزاهر بعيداً، حتى بادر بإصدار قرار هيئة البيعة الذي صدر في عام 1428 هـ والذي على ضوئه تم تعديل فقرة من النظام الأساسي للحكم، مع إصدار اللائحة التنفيذية لهيئة البيعة بالصيغة النهائية، وفي نفس العام اصدر أوامره السامية الكريمة بزيادة أعداد المبتعثين السعوديين بالخارج والتوسع في برنامج الابتعاث، تحت اسم (مشروع الملك عبدالله للابتعاث الخارجي )، حيث بلغ عدد المبتعثين إجمالياً 120000 طالب وطالبة، وكأن مليكي يقول : إن خير من يبني المملكة سواعد أبنائها المؤهلين بالدرجات العلمية والشهادات المتخصصة، كلنا أمل بأن تكون في ربوع بلادي أهم الجامعات العلمية التي يتولى علماء العالم التدريس بها مثل جامعة الملك عبدالله في شمال جدة، فلقد زارت الجامعة دولة مستشارة ألمانيا الاتحادية في عام 2007 م حيث أعجبت كثيراً بهذا المستوى العلمي العالي، وتحدثت كثيراً عن الجامعة عند عودتها إلى ألمانيا، ولم يتأخر مليكنا المفدى عن بذل الغالي والنفيس في خدمة الحرمين الشريفين، فقد أعلن في عهده المبارك عن أكبر توسعة للحرمين الشريفين في المنطقة الشمالية من الحرم المكي، ومن ثم توالت توسعة المسعى وتوسعة الطواف حول الكعبة التي سوف ينتهي العمل بها قريباً، ولقد شاهدت عن كثب حرصه - يحفظه الله - على سلامة الحجيج وكان يتابع باهتمام مشروع جسر الجمرات إلى حين استكماله، وبذلك تراجعت الحوادث التي كانت تحدث على جسر الجمرات القديم، وحرص يرعاه الله في إنشاء مدينة متكاملة من الخيام المقاومة للحريق في منى، وقد انتهت الجهات المتخصصة في الأعوام السابقة من توسعة المشاعر المقدسة في عرفات ومزدلفة ومنى، كما أعلن رعاه الله عن أكبر توسعة في تاريخ المسجد النبوي الشريف.

وعلى الصعيد العالمي دعم مليكنا موقع المملكة العربية السعودية على الخريطة السياسية العالمية، حيث دعا حفظه الله إلى مؤتمر (حوار الأديان) الذي كان أول انطلاقة له في رحاب مكة المكرمة أثناء المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار، وتلاه اجتماع ما بين علماء الدين في أوروبا خلال انعقاد المؤتمر للحوار في العاصمة الأسبانية (مدريد)، ولم يكتف حفظه الله بذلك، بل تم عقد مؤتمر دولي لحوار الأديان في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

وقد رأيت إعجاب المسئولين الألمان بهذه الشخصية الفذة التي كان آخرها في الاجتماع الذي أقيم في العاصمة النمساوية فيينا، وقد دشن في عام 2012 م تحت مسمى مركز الملك عبدالله لحوار الأديان، وكأنه يثبت للعالم بأسره أننا أمة التسامح وأمة الوسطية لقولة تعالى « وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً ) البقرة، 143 وعلى الصعيد الإقليمي، فلقد أثبت للقاصي قبل الداني أن المملكة دعاة سلام وخير دليل على ذلك مبادرته يحفظه الله التي تبنتها جامعة الدول العربية في اجتماعها الذي عقد في بيروت عام 2002 م وسميت بعدها بالمبادرة العربية والتي أوضحت نوايا إسرائيل العدوانية، كما دعا حفظه الله إلى تحول مجلس التعاون الخليجي من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد.

هذه الدعوة التي تحسب لمقامه الكريم إيماناً منه بحاجة المواطن إلى مثل هذا الاتحاد، وحفاظاً على المنجرات التي ساهم بها المجلس منذ تأسيسه، ولقد أسرّ حفظه الله بكلماته قلوب المواطنين، حيث أجاب قائلاً: (أنا بخير طالما أنتم بخير) فأيّ مليك هذا، فلقد شعر كل مواطن بهذا الحنان المتدفق من ملك الإنسانية عبدالله بن عبدالعزيز - يحفظه الله ويرعاه -.

إننا ونحن نتفيأ ظلال اليوم الوطني، ينبغي علينا الوقوف طويلا نتذكر سوياً الأيام الخوالي وما نحن فيه الآن ونذكّر أجيالنا بها ونسأل الله أن يديم لهذا الكيان ومواطنيه الأمن والأمان والاطمئنان، ويديم علينا نعمة الإسلام وأن يوفق قادتنا لما فيه الخير والفلاح، وأن يحفظ مليكنا المفدى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ليستمر العطاء ويعلو البناء في بلد الأمن والرخاء.

- برلين في غرة الميزان

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة